الأبيات 44
أذنــت لطيــف خيالهــا بلمـام أتـرى الخيـال يـزور غيـر نيام
يا طيف ما أنا بالذي نصب الكرى شـــركا لكاذبـــةٍ مـــن الحلام
أنـا مـن إذا لعب الغرام بأهله لــم يلهنــي عمـا أجـن غرامـي
قلــبٌ يـذوب مـع الجمـال وهمـةٌ تـــأبى علـــي مســـاقط الأحلام
وإبـاء أروع لا يـراع إذا الردى حلكــت حواشــي ليلــه بقتــام
وحفــاظ نجــد لا تليــن قنـاته يــوم الحفـاظ ولا يـرام لرامـي
شـيمٌ علـى الإسـلام لحمـة نسـجها وســــدتها إرثٌ عـــن الإســـلام
فـاقني هـواك هوى الحسان خديعة تقــف الفــتى بمزالـق الأقـدام
أنـت الـتي علمتنـي سـرف الهوى إذا أسـلمتك يـد الشـباب زمامي
عنـي إليـك أرقـت أكـواب الصبا بيـد الحلـوم وعفـت روق مـدامي
عفـت الزمـان عرفـت لمـع سرابه فقنعــت منــه بغلــتي وأوامـي
وســلكت فــي أهليـه كـل محجـةٍ فـي السـالكين ورمـت كـل مـرام
طــوراً علـى بـرق يلـوح وتـارةً فــي جنــح أسـود كالغـداف ظلام
فـإذا بنـو الـدنيا ذئاب فريسة قرمــت بــأعراق لهــا وعظــام
مــن كــل منهـوم يسـاور نفسـه كلــبٌ علــى أشــلائها مــترامي
تعس الذي ركب الحياة إلى الهوى فرمـت بـه غـرض الغـوان مرامـي
أبنــي أبــي إن الحيـاة مضـلةٌ شـــتى الفجــاج بعيــدة الأعلام
وعبـــاب لجـــيٍّ تضــل ســفينه فـي المـوج بيـن بـواذخٍ وأكـام
لا يســلم الملاح مــن غمراتهــا إن لــم يفـز مـن حزمـه بعصـام
فـردوا الحياة على سواء سبيلها وخـذوا مـن الحسـنى بخيـر زمام
وترســموا أثارهــا فــي حكمـةٍ كتبــت لكـم صـحفاً علـى الآطـام
وتنســموا أرج النعيــم فهــذه ريــاه بيــن النيــل والأهـرام
وتقســموا شــرف الوجـود فـإنه قــدماً لكـم مـن مصـعدٍ وتهـامي
مصـرٌ لنـا إن جار أو عدل الورى مـن عهـد سـام فـي القديم وحام
مصـر لنـا رضى الزمان أو امترى حـــتى تـــزول رواســـخ الأعلام
مصـر لنـا يـا مصر للمجد اسلمي فــي ظــل أمــن ســابغ وســلام
وإذا تبــوأت الممالــك عزهــا فتبــوئي فــي العـز كـل مقـام
أديارنــا إن القلــوب خوافــقٌ شـفقاً عليـك مـن الخطـوب دوامي
أديارنــا أبصــار أهلــك خشـع تخشــى عليــك عمايــة الأيــام
كـــلٌّ إذا جـــن الظلام رأيتــه جــم الأســى وقفـاً علـى الأثـام
وبنـوك بيـن مسـهد يشـكو الجوى حــدبٍ ومقــروح الجوانـح دامـي
يرمـي وراء الغيـب فـي نظراتـه عيـــن الأريـــب وفطنــة العلام
تربـت يـد الأيـام طـال محالهـا كيــداً لقـوم فـي الأنـام كـرام
والنيـل أكـرم مـن قضـين حقوقه ورعيــن فــي أهليـه كـل ذمـام
عميــاء عــم الـواديين بلاؤهـا مـن كردفـان إلـى تخـوم الشـام
عقـدت علينـا مـن حبيـك دخانها ســحباً تحلــك أنفهــا بقتــام
ودجـا علـى الخرطوم من ظلماتها ســدف تنــاوح تحـت سـود غمـام
فـالهول يعصـف والحـوادث تلتظي لهبــاً ذكــت نيرانــه بضــرام
والخيـل تحجل في الحديد عوابسا حــول العميــد ولات حيـن صـدام
يرغـي ويزبـد في الكتيبة منذراً بالويــل أهــل ســكينةٍ وســلام
وهنـاك مـن خلـف البحـار مقاولٌ بالغـــدر ترمينــا وبــالإجرام
ومطــامعٌ تصـم البلاد بغيـر مـا كســـبت ألا تبــت يــد الأيــام
تربـت يـد الأيـام طـال غرارهـا عــن حــق مصـر ولات حيـن منـام
عميـت عـن الوضح المبين فألحدت فـي الحق وهو على المناظر سامي
محمد عبد المطلب
128 قصيدة
1 ديوان

محمد بن عبد المطلب بن واصل.

من أسرة أبي الخير، من جهينة.

شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.

له (ديوان شعر ).

وله:(تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.

1931م-
1350هـ-