تكلَّـم
وادي
النيـل
فليسـمع
الـدهرُ
|
وأملـى
علـى
الأيـام
فليكتـب
الشِعرُ
|
فحسـبُ
العـوادي
نَهمـةُ
النيل
زاجراً
|
وحسـبُ
الليـالي
أن
يُقـال
صـحت
مصر
|
صـحت
بعد
ما
أزرى
بها
الصبرُ
والأنى
|
ويــا
ربمــا
أزرى
بصـاحبه
الصـبر
|
لعمــرك
مــا
صــبرُ
الأبــيِّ
مهانـةً
|
ولكــنَّ
صـمت
الليـث
يعقبـه
الـزأر
|
ولا
أنكرتنــا
شـمسُ
جيـلٍ
ولا
انطـوى
|
لنــا
عَلَــم
بيـن
الـدهور
ولا
ذكـر
|
وفـي
النـاس
مـن
شـابت
قرونٌ
وأعصرٌ
|
وهُـم
فـي
بطـون
الغيب
عرفانهم
نكر
|
وهـــل
مصـــرُ
إلا
آيـــة
أزليـــةٌ
|
مقدًّســة
والنيــلُ
فـي
لوحهـا
سـطر
|
تفلَّقـــت
الأجيــال
حــول
وجودنــا
|
ونحـن
الجبـال
الشـم
والزهر
النضر
|
لئن
كــان
ماضــينا
فخـاراً
فإِنمـا
|
بحاضــرنا
تعلـو
المحامـدُ
والفخـر
|
وَقفنــا
لرَيـب
الـدهر
حـتى
تفلَّلـت
|
مضــاربُه
وانشـقَّ
عـن
ليلـه
الفجـر
|
بكــل
أنــاة
يَكهَـم
السـيف
عنـدها
|
وللحلـم
مـالا
تفعـل
الـبيض
والسمر
|
ولمـا
اسـتطال
الـدهر
فـي
غُلَـوائه
|
وجــارت
ليـالٍ
مـن
خلائِقهـا
الغـدر
|
أهبنـا
بـه
فاسـتنَّ
عايـديه
راجفـاً
|
كمـا
انتفـض
العصـفور
بلَّلـه
القطر
|
عشــية
ســعدٍ
فــي
الإســار
وصـحبه
|
ويــا
رُبَّ
حـقٍّ
لـذَّ
مـن
دونـه
الأسـر
|
تُفــــدّيه
أرواح
عليـــه
عزيـــزةٌ
|
جـرت
فجـرى
في
الترب
من
طيبها
نشر
|
فـدت
نفـراً
فـي
نُصرة
الدين
أَرخصوا
|
كــرائمَ
يســتخزي
لعزَّتهــا
الـدهر
|
جـرى
مـا
جـرى
لا
تستعِد
ذكر
ما
جرى
|
فــإن
الأسـى
يهتـاج
كامنـةَ
الـذكر
|
سنضـرب
عنـه
الـذكرَ
صـفحاً
إذا
وَفى
|
لنـا
الـدهر
عهداً
والذنوب
لها
غَفر
|
تركنــا
لعمــرٍو
جُـرمَ
زيـد
كرامـةً
|
إذا
كــان
بَـرّاً
فـي
مواعـده
عمـرو
|
نزلنـا
علـى
حكـم
السـلام
فـإِن
نجِد
|
سـلاماً
فعنـد
اللَـه
ذاك
الدم
الطُهر
|
علــى
أننــا
لا
ننثنــي
دون
غايـةٍ
|
جرينـا
إليهـا
والشـباب
لنـا
ذُخـر
|
وإنــا
علــى
مـا
نحـن
ليـنٌ
وعـزَّة
|
وذو
الحـق
مـن
آيـاته
العزُّ
والنصر
|
حــراصٌ
علــى
اســتقلالنا
ببلادنــا
|
لقـد
ذهبـت
تلـك
الوصـايات
والحَجرُ
|
وهـــل
يُنبــت
الإِنصــاف
إلا
مــودةً
|
ويثمــر
إلا
مهلِــكَ
الغُــدَر
الغَـدر
|
غَضــِبنا
وكــانت
غضـبةً
جـرَّ
شـؤمها
|
علــى
مصــرَ
عِسـّيفَ
بـه
شـقيت
مصـر
|
فلا
عَتــبَ
حــتى
يُعتِـبَ
الحـقُّ
أهلـه
|
ويجـري
بحُكـم
اللَـه
فـي
خلقه
الأمرُ
|
حـــرامٌ
علينــا
أن
نعيــش
أذِلــة
|
وذو
الـذل
أولـى
ما
يكون
به
القبر
|
وإن
يـرضَ
قـومٌ
حِلفنـا
يسـعدوا
بـه
|
وإلا
فعُقـبى
أمـر
ذي
القـوة
الخَسـر
|
فيأيهــا
الغــادون
والنيـل
أدمـع
|
يرقرقهـا
مـن
بعـد
مـا
بنتم
القُطر
|
إلـى
غـرضٍ
حـالت
يـدُ
الـدهر
دونـه
|
فمطلبـــه
صـــعبٌ
ومســـلَكه
وَعــر
|
ولســتم
ســوى
مصـرٍ
وليسـت
سـواكمُ
|
فـأنتم
لهـا
الـروح
المدبِّر
والفكر
|
وإن
جــلَّ
مــا
لاقيتُـمُ
فـي
سـبيلها
|
فقـد
يُبتلـى
فـي
قـومه
الرجل
الحر
|
بــأر
ض
تمــوج
الحادثـات
بأهلهـا
|
فهـم
لجـج
ينتابهـا
المـد
والجـزر
|
كــأنَّ
حقــوق
السـِلم
فيهـا
تجـارةٌ
|
تســام
خلابــاً
والوفـود
بهـا
تَجـر
|
إذا
قيـل
وفـدُ
النيـل
أعـرض
معـرضٌ
|
وقطـب
وجـهٌ
كـان
أولـى
بـه
البِشـر
|
وإن
ذكــرت
بــاريسُ
ســعداً
وصـحبه
|
عرا
القوم
من
حمى
السياسة
ما
يعرو
|
أبــاريس
مـا
أنكرتنـا
عـن
جهالـةٍ
|
وعنــد
بنــي
الــدنيا
بنــا
خُـبر
|
وإن
أنكرتنــا
عصـبةُ
الصـلح
منهـم
|
فللحــق
قــوم
آخــرون
بنـا
بـروا
|
محـت
يـد
شـعب
السين
بيضاء
سوءَ
ما
|
أتـى
شـيخُه
والمـرء
يحـزُ
بـه
الأمر
|
وكفَّــر
عــن
آثـام
ولسـُنَ
مـا
أتـى
|
بــه
آلُ
واشــنطونَ
والبلــد
الحـرُّ
|
علينـــا
لأحــرار
الولايــات
منــةٌ
|
وأشـياخ
أمريكـا
بهـا
خلُـد
الشـكر
|
جـزى
اللَـه
سـعداً
حيـث
حـل
وصـحبه
|
عـن
النيـل
ما
يجزى
به
الولد
البرُّ
|
لـك
اللَـه
مـن
سـارٍ
طوى
شقَّة
النوى
|
إلـى
قـومه
واليمـن
يحـدوه
والبِشر
|
لـك
اللَـه
مـن
سـارٍ
إذا
حـلَّ
أرضـه
|
تزاحـم
فـي
تكريمـه
الـبرُّ
والبحـر
|
ففـي
البحـر
لاسـتقباله
الفُلـك
شرَّعٌ
|
وفـي
الـبر
تجـري
تحت
موكبه
القطر
|
خليلـــي
مــالي
خليــاني
لعلنــي
|
أراجــع
أنفاســي
تملكهــا
البهـر
|
أرى
مصـرَ
فـي
يـوم
مـن
الزهو
جامع
|
لــه
ضـحكت
أُسـوان
وابتسـم
الثغـر
|
جمــوع
تضــيق
الأرض
عنهــا
وضــجة
|
علــت
فــي
نواحيهـا
وألويـة
حمـر
|
ونـــور
تخــطُّ
الكهربــاء
ســطوره
|
فتحسـُدها
فـي
الأُفـق
أنجمـه
الزُهـر
|
وأَفئدة
خفّاقــــة
فــــي
جوانـــح
|
وألسـنةٌ
يحلـو
بهـا
الحمـد
والشكر
|
يحيــون
فــي
سـعدٍ
أمـانيَ
إن
وفـت
|
فقـد
ثـابت
الأيـام
واعتـذر
الـدهر
|