عن الشاعر

الحارِثُ بنُ مُضاضِ بنِ عَبْدِ المَسِيحِ بنِ نُفَيْلَةَ بنِ عَبْدِ المدانِ الجُرْهُمِيِّ، يُقالُ كانَ آخِرَ مُلُوكِ جُرهُمٍ فِي مَكَّةَ. وَقَدْ نُسِجَتْ حَوْلَ حَياةِ الحارِثِ قِصَصٌ وَحَوادِثُ عِدَّةٌ بَعْضُها أَشْبَهُ بِالأَساطِيرِ. وَثَمَّةَ اضْطِرابٌ فِي نِسْبَةِ شِعْرِهِ إِلَيْهِ وَشَكٌّ فِي مَدَى صِحَّتِهِ، فَقَدْ نُسِبَ ما قالَهُ مِنْ شِعْرٍ إِلَى مُضاضِ بنِ عَمْرو الجُرْهُمِيِّ، وَقِيلَ هُوَ لِعَمْرِو بنِ الحارِثِ بنِ مُضاضٍ الجُرْهُمِيِّ، وَهُمْ آخِرُ الجُرْهُمِيِّينَ الَّذِينَ كانُوا بِمَكَّةَ، وَفِي عَهْدِهِمْ زالَتْ وِلايَةُ البَيْتِ عَنْ جُرهُمٍ وَاسْتَوْلَتْ عَلَيْها خُزاعَةُ، وَيُرْوَى أَنَّ قبيلةَ جُرهُمٍ فِي آخِرِ عَهْدِهِمْ بِمَكَّةَ كانُوا قَد اسْتَخَفُّوا بِالمَناسِكِ وَالحَرَمِ، وَبَغَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَارْتَكَبُوا أُمُوراً عِظاماً، فَعاقَبَهُمْ اللّٰهُ بِأَنْواعٍ مِنَ العَذابِ شَتَّى كانَ آخِرَها إِخْراجُهُمْ مِنْ مَكَّةَ.

    وَيُرْوَى أَنَّ الحارِثَ بنَ مُضاضٍ اعْتَزَلَ قَوْمَهُ فِي حَرْبِهِمْ ضِدَّ خُزاعَةَ، وَعَمَدَ إِلَى ما كانَ عِنْدَهُ مِنْ مالِ الكَعْبَةِ، وَدَفَنَهُ فِي اللَّيْلِ فِي زَمْزَمَ، وَلَمْ يَزَلْ دارِساً حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ عَبْدُ المَطَّلِبِ جَدُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَوَرَدَ إِنَّ إِبِلاً لَلحارثِ نَزَعَتْ فَخَرَجَ فِي طَلَبِها حَتَّى وَجَدَ أَثَرَها وقَدْ دَخَلَتْ مَكَّةَ، فَمَضَى عَلَى الجِبالِ نَحْوَ أَجْيادٍ، حَتَّى ظَهَرَ عَلَى أَبِي قُبِيْسٍ يَتَبَصَّرُ الإِبِلَ فِي بَطْنِ وادِي مَكَّةَ، فَأَبْصَرَ الإِبِلَ تُنحَرُ وَتُؤْكَلُ وَلا سَبِيلَ لَهُ إِلَيْها، فَخافَ إِنْ هَبَطَ الوادِي أَنْ يُقْتَلَ، فَوَلَّى مُنْصَرِفاً إِلَى أَهْلِهِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:

كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الحُجُونِ إِلَى الصَّفا أَنِيــسٌ وَلَــمْ يَســْمُرْ بِمَكَّـةَ سـامِرُ

وَمِمّا اشْتُهِرَ عَنْ الحارِثِ بنِ مُضاضٍ أَنَّهُ تَغَرَّبَ حَتَّى ضُرِبَ بِهِ المَثَلُ فِي طُولِ الغُرْبَةِ، فَيُروى أنَّ قبيلةَ جُرهُمٍ هَلَكَتْ بِالوَباءِ فِي مُدَّةِ الحارِثِ بنِ مُضاضٍ، فَخَرَجَ الحارِثُ هارِباً يَجُولُ فِي الأَرْضِ، فَجالَ فِيها ثَلاثَمِئَةِ عامٍ، فَضَرَبَت العَرَبُ بِهِ الأَمْثالَ، وَمِنْ ذلِكَ قَوْلُ أَبِي تَمّامٍ:

غُرْبَــةٌ تَقْتَــدِي بِغُرْبَــةِ قَيْـسِ بِــ ـــنِ زُهَيْــرٍ وَالحــارِثِ بْـنِ مُضـاضِ

الدواوين (1)

القصائد (7)

عرض جميع القصائد
الحَارِثُ بنُ مُضاضٍ الجُرهميُّ
الحَارِثُ بنُ مُضاضٍ الجُرهميُّ

القصيدة في التيجان (211):

الحَارِثُ بنُ مُضاضٍ الجُرهميُّ
الحَارِثُ بنُ مُضاضٍ الجُرهميُّ

القطعة في التيجان (209):

الحَارِثُ بنُ مُضاضٍ الجُرهميُّ
الحَارِثُ بنُ مُضاضٍ الجُرهميُّ

الرجز في معجم البلدان (مكة):

الحَارِثُ بنُ مُضاضٍ الجُرهميُّ
الحَارِثُ بنُ مُضاضٍ الجُرهميُّ

القصيدة في الروض الأنف (13/2):

اقرأ أكثر

مصادر ترجمتِه


شعراء عاصروا الشاعر

آمِنَةُ بنتُ عُتَيْبَةَ بنِ الحارثِ بنِ شِهابِ اليَرْبُوعيّة، شاعرةٌ جاهليَّةٌ كانَ أَبُوها فارسَ بني تَميم، وقَد قُتِلَ في يَوْمِ "خَوّ"، فقالَتْ شِعراً فِي رِثائِه.

مالِك الْأَصَمّ
1 قصيدة
2 ديوان

مالِكُ بنُ جَناب بن هُبَل بن عَبْدِ اللهِ بن كِنانة، ويُلَقَّبُ بالأصَمّ، شاعرٌ جاهليٌّ من قبيلةِ كَلْب، لُقِّبَ بِالْأَصَمِّ لِقَوْلِه:

أَصُمُّ عَنِ الْخَنا إِنْ قِيلَ يَوْماً وَفِي غَيْرِ الْخَنا أُلْفى سَمِيعا

عَمْرُو بنُ أَسْوَد الطَّهَوِيّ، شاعرٌ مُقِلٌّ ذَكَرَ لهُ الآمِديُّ في "المؤتلف والمختلف" بيتينِ في رثاءِ رجلٍ يُقالُ له "جناب".

عَمْرُو بْنُ أَسْوَد الطُّهَوِيّ، ذكرَهُ الآمديُّ في "المؤتلف والمختلف" وروى له قطعتين، وقال إنّه أحد بني عبد اللهِ بن سعِيدة بن عوف بن مالك بن حنظلة، وهو شاعرٌ فارسٌ له أبياتٌ في قصّة غضوب الربعيّة كما قال الآمديّ.