الأبيات 17
أقــدور رز أم لحــوم فانقـدوا إن كــان ذا أو ذاك كــل جيــد
أم عـن سنا الحلة قد زيح الغطا فـإذا هـم الخـاروف فيها وسدوا
للَــه لحــم غـارق بالـدهن فـي أمراقــه الأريــاح عنــا يطـرد
فاسرع بنا يا جائعاً يبغي الجدا قـد آن للأكـل الجماعـة يحشـدوا
واجلـس وكـن بالصدر ملتصقاً ولا تلهـو بأكـل الخـبز ذا لا يقصـد
واقبـض علـى الخـاروف من أضلاعه فعســى الـذي فـي بطنـه يتبـدد
جــوفه فــي كــف كمســحات ولا تخـش الحواضر إن رضوا أو فندوا
واقطـع مـن الليـة والهـبر فمث لهمـا السـهل البلـع حاشا يوجد
أمـا القبـوات الـتي قـد حمـرت ضـمن الصـحون كمثـل جمـر يوقـد
منهـا تنـاول وانتشـق لبهارهـا مـا المسـك إذ نفحاتهـا تتجـدد
واليـبرق الزاكي الجدود فلذ به قــوت ســواه لجــائع لا يعهــد
ومـن الشـواكر فارتشـف إن كـان للبـن الزكـي بطبخهـا قد عقدوا
وإلـى الصـواني كبـة نسـبت فلا تقصـد سـواها فهـي نعـم المورد
مـن بعـدها للحلـو ثـاني مشـهد وأجلهــــا بقلاوة إن أوجـــدوا
أمـا الكنافـة للشـتاء وصـيفنا فالكشــك للفقـراء منهـا أبـرد
وكــذاك رز بــالحليب إذ بــدا كـاللؤلؤ المنظـوم نعـم المشهد
فـاعكف علـى تلـك المآكـل إنها لهـي النعيـم إلـى الأنـام مؤبد
مصطفى زين الدين الحمصي
52 قصيدة
1 ديوان

مصطفى زين الدين الحمصي.

شاعر من أهل حمص، مولده ووفاته فيها. برع في الأدب والموسيقى. وكان حسن الصوت وسافر إلى الأستانة والحجاز ومصر.

شعره رقيق في الغزل والمدائح النبوية. وإنما اشتهر بمعارضاته لمعاصره الهلالي (محمد بن هلال) وكان كلما نظم الهلالي قصيدة أو موشحاً في مدح أحد الولاة أو الأعيان عارضه صاحب الترجمة بقافيته ووزنه وأكثر ألفاظه، وجعله في وصف الطعام، حتى عرف بالجوعان وجمعت معارضاته هذه في كتاب (تذكرة الغافل عن استحضار المآكل -ط).

1901م-
1319هـ-