أعدها أخا المسرى السباسب
الأبيات 57
أعــدها أخــا المســرى السباســب مهجنــــة مــــن يعملات نجــــائب
تمـــزق ســـربال الظلام بعـــدوها وتعلـــو بخفيهـــا رؤوس الأهاضــب
نتيجــة حــرف فـي الـذميل كأنهـا هبـــوب ريـــاح أووميــض ســحائب
جســور بســير الأرحبيــات تــزدري كمـا تـزدري لينـا بزيـن الخراعـب
تشــوقها الســير الحــثيث تشـوفي إلـى قاصـرات الطـرف بيـض الترائب
ويطربهـا الحـادي المزمـزم للسـرى كمــا طربـت نفسـي لـذكر الكـواعب
غــداة بجرعــاء الحمـى مـن محسـر تبــدين مــن أبراجهــا كـالكواكب
وأرخِ لهــا فضــل الزمــام وخلهـا تــدوس لــدى الإدلاج هـام المتـارب
وعـرج بهـا يـا عمـرك اللـه قاصداً متـالع وادي الطـف مـأوى النـوائب
وسـل يـا رعـاك اللـه عنـي عراصها عـن السـادة الأمجـاد مـن آل غـالب
كــرام بهـم قـام الوجـود وطوقـوا رقـاب بنـي الـدنيا ببـذل المواهب
ســجيتهم بــذل النفــوس وعنــدهم شـراب المنايـا مـن ألـذ المشـارب
إذا فاضـت الهيجـاء خاضـوا عبابها علــى صــهوات العاديــات السـلاهب
وصــالوا بــبيض مرهفــات كأنهــا بــروق تجلــت مــن خلال الســحائب
فمـا جـردت فـي الحـرب ألا تنـاهبت مضـــاربها أرواح أســد الكتــائب
كـأني بهـم والجيـش قـد طبق الفضا بسـمر القنـا والبارقـات القواضـب
يصــولون كالأسـد الضـواري فينثنـي لهــام الأعـادي هاربـا اثـر هـارب
يـذودون عـن حـامي الـذمار ورهطـه وعــن آلــه الأطهــار شــر عصـائب
ولمـا قضـوا منهـم لبانـاتهم قضوا وخـروا لشـكر اللـه فـوق السباسـب
وأضـحى فريـد الـدهر فردا ولم يجد لــه غيـر ماضـي عزمـه مـن مصـاحب
بـاهلي وبـي أفـدي فريـداً تزاحمـت عليــه بنـو سـفيان مـن كـل جـانب
بســمر ذعـاف المـوت فـوق صـعادها وبيـــض صـــقيلات ونصـــل صــوائب
إذا ماســطافي مرهـف الحـد طأطـأت وخـرت علـى الأذقـان شـوس الحـرائب
يــذود بغــاة الغــي عـن خفراتـه وعــن هتـك ديـن اللـه كـل محـارب
همــام لـه مـن شـيبة الحمـد همـة لهـا شـامخات المجـد أدنى المراتب
اقطـب رحـى الإمكان هل لك في الوغى وفـي خـوض تيـار الـردى مـن مـآرب
أرى المـوت عنـد النـاس مراً مذاقه وعنــدك أحلـى مـن عنـاق الكـواعب
نعــم لــك بـأس مـن أبيـك وعزمـةٌ تزيــل بهـا لـو شـئت شـم الأهاضـب
ولكنك اخترت الوصول لرتبة الشهادة شـــوقا وهـــي أعلـــى المراتــب
فوافـاك مـا لـو شـئت عنـك ذهـابه لكــان بــأمر منــك أســرع ذاهـب
وأمســيت رهــن الحادثـات وأصـبحت نســاؤك يعـد الصـون بيـن الأجـانب
حيــارى يــرددن النــواح سـواغباً عطاشــى فلهفـي للعطاشـى السـواغب
ثواكــل يلطمــن الخــدود نواديـاً فـــواحزني للثـــاكلات النـــوادب
ومــن بينهـا مـأوى البليـات ربـة الزريــات حلــف الحــزن المصـائب
فريســة أفــواه الحــوادث زينــب ومنهــب أنيــاب الـردى والمخـالب
تنــادي وقــد حـف العـدو برحلهـا وتهتــف لكـن لـم تجـد مـن مجـاوب
فمــن مبلـغ عنـي الرسـول وحيـدراً وفاطمــة الزهــراء بنــت الأطـائب
ومــن مبلــغ عنـي القطيـن بيـثرب ذوي الحســب الوضـاح مـن آل غـالب
ومـن مبلـغ أهـل البسـالة مـن بني نـــزار وأشــياخاً ليــوث حــرائب
بأنــا ســبيناً والحســين عمادنـا غــدا مــوطئا للعاديـات الشـوازب
ســليب كســته شــمأل ثــوب عـثير وذا رأسـه فـي الرمـح أبلـغ خـاطب
وهــذا ابنـه السـجاد أضـحى مكبلاً يكابــد يــا اللـه كبـد النـوائب
اتســتامكم خســفاً طغــام وأنتــم غيــاث وملجــا كــل عــاف وهـارب
ويســرى بنـا نحـو الشـآم فلا سـقت معاهــد أرض الشـام جـون السـحائب
ونهـدى إلـى الطـاغي يزيـد نتيجـة الـدعي ابـن سـفيان لئيـم المناسب
وينكــت ظلمــا بالقضــيب مراشـفاً ترشــفها المختــار بيـن المصـاحب
ولكـن أمـر اللـه قـد حـال بينكـم وبينــي فجلــت يــالقومي مصـائبي
علــى ظــالميكم لعنـة إثـر لعنـةٍ مــن اللـه مـاكرت جيـوش الغيـاهب
فـواحزني إذ لـم أكـن يـوم كـربلا قــتيلا ولــم اقــض هنــاك مـآربي
فـإن غبـت عـن يوم الحسين فلم تغب بنــو أســد أسـد الهيـاج أقـاربي
وسـوف يرانـي اللـه أعلـو بصـارمي مـع القـائم المهـدي هـام الكتائب
واشــفي غليلــي مـن أعـادي محمـد واعطـى بعـون اللـه أقصـى المطالب
ودونكــــم آل النـــبي فـــرائداً مـن الشـعر تـزري بالحسان الكواكب
رجـوت بهـا مـن فضـلكم أمـن جيرتي ونفسـي مـن البلـوى وسـوء العواقب
وإنــي المكنـى بـابن كموتـة لكـم رجــوت وراجــي فضـلكم غيـر خـائب
فحبكــم يــا علــة الكـون مـذهبي وهــذا لعمـر اللـه خيـر المـذاهب
عليكــم سـلام اللـه مقـدار قـدركم لــديه ومـا عـدت لكـم مـن منـاقب
ابن كمونة
64 قصيدة
1 ديوان

محمد علي بن محمد الأسدي الحائري النجفي، آل كمونة.

شاعر فحل، من مشاهير شعراء كربلاء ووجهائها، أكثر شعره في آل البيت.

ينتمي إلى بيت زعامة ورئاسة وثروة ووجاهة، توفي بمرض الوباء في كربلاء ودفن في الحائر الحسيني.

جمع أحفاده من بعده مجموع أشعاره في ديوان أسموه اللآلي المكنونة في منظومات ابن كمونة.

1865م-
1282هـ-