الأبيات 21
اجزعـوا مـا شـئتمُ واصـبروا فالليـــالي شــأنها تغــدرُ
وَاغنمـوا منهـا ومـن صـفوها ما استطعتم واقللوا واكثروا
واوثقـوا نحـو السـماء سلّماً وَامرحـوا في الأَرض واستكبروا
واصـطفوا مـا راق مـن أُنسها وافرحـوا بالنيـل واستبشروا
وابتغــوا مـن عزهـا منـزلاً دون عليــاه الســهى تقصــر
وَاجمعـوا مـا شاق عينَ الهَوى إنهــا بعــد العَمــى تبصـر
فالفنــا يَـأتي عَلـى كُـل ذا ثــم يبــدو العـالم الأَكـبر
كــم أَنيــس بـات فـي نعمـة خــانه مــن فجــره الأَشــقر
كــم فـتى قـد حلّهـا يبتغـي منــزلاً لــم يُبقــه المعـبر
مـا تَـرى يـا صـاحبي شـاكراً خَطبُــه قــد جاءَنــا ينــذر
بــات فـي أنـس بمـا يشـتهي وَالقَضــا فــي خفيــة ينظـر
بــات وَالنــادي بــه آهــلٌ وَالأَمـــاني وَجهُهـــا مســفر
بــات وَالإخــوان فــي محفـلٍ جـــوُّه مــن نــورهم يزهــر
وَاغتــدى يســعى إِلـى مَنـزل حلَّـــه مـــن قبلــه معشــر
وانقضـت تلـك الليـالي سـدىً غَيــر حــال بعــدها يــذكر
يــا صــحابي هكــذا كلُّنــا ســَوف يــدهى بالــذي يحـذر
فاسـألوا الرحمـن حسنَ الرضا عــن أَخيكــم فالـدعا يـؤثر
واذكـــروه قبــل نســيانكم فلقــد ينســى الَّــذي يقـبر
واصـــلوه قبـــل هجرانِـــه بـالمراثي وانظمـوا وانثروا
وابشــروا فـاللَه أَولـى بـه وَهــــوَ رب راحـــم يغفـــر
جاءَنــا الرضـوان أن أَرخـوا شـــاكر فــي جنــتي يحــبر
حسن حسني الطويراني
1408 قصيدة
1 ديوان

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.

شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.

من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.

1897م-
1315هـ-