الأبيات 22
عُيـــونٌ ســـاحراتٌ بــابليَّهْ فَتحـنَ عَلى الحشا بابَ البليَّهْ
يصــلن بانكســار زاد فتكـاً عَلـى بيـض المَواضي المشرفيه
سـفكن دمـي وَهـنَّ سـفحن دمعي وَأجَّجــن الحشـا نـاراً قَـويه
فَيــا عَجبــاً لألحــاظٍ مـراضٍ تــذلُّ لعزهـا النفـسُ الأَبيـه
وَأَقسـمُ بالخـدود وَمـا حـوته وَمـا تبـديهِ مـن فتـنٍ خفيـه
وَغرّتِـك الـتي كَالبَـدر حُسـناً وَطـــرّاتٍ عَليهـــا حنْدُســيه
وَمرشــفِك العقيقـيْ إن تبـدّى ببارقـةِ الثَنايـا اللؤلـؤيه
وَمـا تَحـويه مـن لـذات خمـرٍ تُعـافُ لهـا اللذاذُ الكوثريه
وَقَــدٍّ أَهيــفٍ إِن قـام عُجبـاً سـجدنَ لَـهُ الرِمـاحُ السمهريه
لعمـرُكَ مـا رَأَيتُ الدَهر ظَبياً يبــاري بَأسـُه أُسـدَ الـبريه
ترفـقْ بـالفؤاد فلسـتَ تـدري بِمـا يَلقـاه صـُبحاً أَو عشـيه
ســكنتَ بِـهِ وَصـار لَـهُ ذمـامٌ ســَيرعى بـالحقوق وبـالحميّه
أَتقــوى كلّمــا ضـعفت قـواه فتـدنو نحـوه النُّـوَبُ القصيه
وَلي في الغادراتِ من الليالي عُهــودٌ مِـن سـَجاياك العليـه
وَقَـد أَفنيـتُ عمـري في هيامي بمـا أَسرفتُ في المدد الرضيه
فَأَمضـيتُ الشـبيبةَ لسـتُ أَدري أَفــي حُلُــمٍ تقضـّت أَم جليـه
سـَقاها أَربُعـاً فيها اجتلينا مـدامَ الصـَفوِ فـي كَـأسٍ شهيه
ســَقاها بكـرةً تتلـو أَصـيلاً مـدامُ الغَيـثِ يَسـتدعي وَلِيَّـه
فَسـل قَلـبي وَطَرفـي كَيف باتا عَلــى حَــرقٍ وَعبْــراتٍ أتيـه
فَـذاك يجـولُ فـي رَوض الأَماني وَتلـكَ تجـودُ مِـن حذر المَنيه
وَصــَبري كـان طـوداً زلزلتـه دَواعـي الـدَهر وَاغتالت رَسِيَّه
عَصـَتني طائعـاتُ الصـَبر لَمـا أطاعتهــا مــدامعيَ العَصـيه
حسن حسني الطويراني
1408 قصيدة
1 ديوان

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.

شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.

من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.

1897م-
1315هـ-