تبدّى الصَفاءُ وَطاب الأَريجْ
الأبيات 17
تبــدّى الصــَفاءُ وَطـاب الأَريـجْ وَغَنــى الحمــام وَراقَـت مُـروجْ
تَأمّــل خَليلــي لصـفو السـَماء وَحسـن الجِنـان البَهـيّ البَهيـج
سـَماء تَسـير بِهـا الزُهـر سَيراً كــدوٍّ تَهــادى عَلَيــهِ الحـدوج
كَــأَن الــدَراري سـَفينٌ تَهـادى كَـــأن الظَلام بحـــار تَمـــوج
كَـــأَن المجــرّة ســَيف صــَقيل نَضــاه الغُـروب لحـرب الزُنـوج
كَــأَن الثريــا عَلــى نهرهــا نَــدامى تَنــادوا بـراح مَزيـج
تبـدّت سـِوى الشـَمس زُهر النُجوم كَجَيــش الخـديو يَصـون البُـروج
مَليــك وَكُــل الرَعايــا عَبيـد ذُكــاءٌ وَكُــل البَرايــا بُـروج
حبى العَدل حَتّى غَدا الظُلم مَيتاً تقيـم التَهـاني عَلَيـهِ الضـَجيج
أَنــام العُيـون بِمهـد الأَمـاني وَعــمّ العُمــوم بِفَيــض نَجيــج
لَيــاليه خــالٌ بخــد الزَمـان وَأَيــامه الغــرّ خضـرُ الفجـوج
فَيـا كـم تَـأنّّى إِلـى أَن تهنّـى بِمــا قَــد تمنـى زَمـانٌ لَجـوج
وَطــاف البِلاد لخيــر العبــاد فَعــاد وَســُوق المَعـالي تَـروج
فَلا زالَ بَــدراً يُنيـر اللَيـالي وَشــَمس النَهــارِ بعــدل بَليـج
فَيـا مصـر تيهـي عَلـى كُـل مَصر بعـز العَزيـز الرَحيـب الرتـوج
لَقَـد سـارَ غَيثـاً فَـأَروى محولا وَأَروى قُلوبــاً شــجاها الأَجيـج
وَعــاد فَقــال الهَنــا أَرّخـوا قُــدوم الخــديوي سـَرور بَهيـج
حسن حسني الطويراني
1408 قصيدة
1 ديوان

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.

شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.

من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.

1897م-
1315هـ-