أعوذ باللَه من الشيطانِ
الأبيات 270
أعـــوذ بــاللَه مــن الشــيطانِ مــن ذلـك الملعـون فـي القـرآنِ
شـــرِّ المكــان ضــحكةِ الزمــان مــن ليـس مـن إنـسٍ ولا مـن جـان
ولــم يكــن مــن عنصـر الإنسـان
بهجـــوه كـــل الأهــالي لهجَــهْ إذ زاد عــن إبيلـس أعلـى درجـهْ
قــف واسـتمع فـي وصـفِه مُزدوجـه مصـــرِّعاً بيــتين ثــم العَرَجَــهْ
قافيــــة نونيــــة التبيـــان
أراه شــين المفلســين المحرمـا كلا وشــين العــازبين المجرمــا
ليــت اسـمه هـذا الـبيهم مهمـا وقــال قــوم ينبغــي أن يُعْلمـا
لينتفــي هــذا المسـمَّى الـداني
شـــين المعانـــدين بئس شــينا فـــي ذاتـــه وصـــفه لا زينــا
فـاقلع لشـين العـازبين العينـا يبقـــي لعيــن الآبــدين رينــا
وجاحــــداً للــــدين للـــديان
نصــفُ اســمِه تصـحيفُه فـي قعـرِهِ ونصــــفه مـــبرَّأٌ مـــن شـــرِّهِ
لأنــــه نهايـــة فـــي خســـره وزوره وجـــــــبره وفجــــــره
وســعيه فــي النــاس بالبهتـان
وكيـف هـذا النـدل من نسل العربْ أو يــدعي إلــى بنـي كلـب نسـبْ
أبــوه كــان عبــد سـوء مجتلـب إلــى الهنــود ثــم إنــه هـرب
إلــى الحجــاز فـي بنـي ديـدان
وقيـــل إن العبــد زوج الجــدَّهْ هنديـــةٌ جـــاءت بـــه لجَـــدَّهْ
لمــا رأت منــه وفــاء العــدَّهْ أمهرهـــا للـــبرهمي بـــالردَّهْ
مســتجلباً لهــا بنــي العربـان
فزوجــو الهنـدي بشـير الجـاريهْ وجـاء للرومـي بهـا فـي الباديهْ
واسـتولدوا هـذا العُتُـلَّ الداهيه يـا ليتهـم سـموه قبـل التسـميه
أو كــان ســمّوه خصــى السـودان
فشــكله الــوحليُّ فــي الســوادِ يعفــــره النظّـــار بالرمـــادِ
عبـــدٌ أبـــوهُ أضــرط العبــاد وخيــــبريُّ المكـــر والعنـــاد
وجــده الحمــار فــي الحُمــران
أجــــداده بكــــربلا تـــدمَّموا وفــي مصــاب المصــطفى تـذمموا
ومجـــرم ســـب الصــحابَ مرجــم مــن قــومه خــان عليــاً مُلجـم
أخـــواله مــن قــاتلي عثمــان
ويحســد الرســل علــى الرسـالَهْ فـــي ظـــاهرٍ وباطنــاً محــالَهْ
كـــم أبـــدعت أخلاقـــه ضــلاله فـي الخلـق واسـتولت به الجهاله
مبغوضــُهُ فــي دينــه الشــيخانِ
يحــب شــهر الصــوم لا الصـياما حيـــث يــرى ســحوره اغتنامــا
ومظهـــــر تســــتُّراً قيامــــا جاحــــدَ فــــرضٍ آكلاً حرامــــا
لكــن يُصــلِّي جُنُبــاً فـي الحـان
تـــراه قبــل العصــر خارجيــا وكـــان قبــل الظهــر رافضــيا
وفــي المســاء ســاحراً دهريّــا وفـــي الصــباح يــدَّعي صــوفيا
ويـــدعي الإســـلامَ فــي أحيــان
وســـاعياً بـــالمكر والخـــداع وآفــــة الســــادة والأتبـــاع
ومنتهــى الإفســاد فـي المسـاعي ومبتلـــى الفرجيـــن بالجمــاع
مخـــالف الإجمـــاع بالعصـــيان
خـــط علـــى جـــبينه بــالجُلَّهْ قفـــلٌ بلا فتــحٍ وكســر الكلَّــهْ
ينظــر فـي المـرآة قعـرَ الحلَّـهْ ســـحنةَ بغـــلٍ وعليـــه حُلَّـــهْ
بيــن الفحــول زانــه القرنـانِ
يــتيه كالطــاوس فــي التبخـترِ فـــي أخضـــرٍ وأصـــفرٍ وأحمــرِ
حـوائجٌ فـي السـوق غـاب المشتري عنهــا علــى مريــخ نحـسٍ أغيـر
مبغـــوض ذات مـــن بنـــي عجلان
منفـــوخ زقٍّ بالفســـا محبـــوسِ يختــال بــالألوان فـي الملبـوسِ
أتعــس بــه مــن طــالعٍ منحـوس مـا بيـن ذا الملبـوس والمعكـوس
قــد حـرتُ بيـن الجـب والقفطـان
قــد اشــترَى لنيكــه المــأبونُ عبـــداً أبَـــدّاً اســمه ميمــونُ
وعنـــــده مُطـــــوَّشٌ ســـــمينُ لفســـقه مـــع أنـــه مرهـــونُ
يحتــاطه فــي فرشــه العبــدانِ
فزَينُهـــم شــرُّ الأمــورِ الوســطُ يـــبيت وهـــو بينهــم منبســطُ
مـن فـوق بعـض ليتهـم قـد سخطوا أربعـــــة وهــــم ثلاث فقــــطُ
فناكحــــان ثــــم منكوحــــانِ
أســــفلهم لا تســـتطيلُ مـــدَّتَهْ أعلاهمــا إلــى الصــباح وعـدتَهْ
ويــــدَّعي أن ســــجاحاً جـــدتَهْ مــا كــان فيهــا لينـه وشـدتَهْ
لـــذلك التحتــاني والفوقــاني
ذو فقحـــة بعيـــدة التـــداوي بمــــا تقاســـيه مـــن البلاوي
تســـمع منهــا نغــم الرهــاوي مـن ضـربها بـالزخم فـي القهاوي
بالإصــبع الوسـطى علـى العيـدانِ
أبشـــع مــن جُــبٍّ عليــه جبَّــهْ مــن فــوق دبَّــةٍ عليهــا دبَّــهْ
كأنهـــا مـــن تحتـــه مِرْزَبَّــهْ تســـعى بــه لمنــزل كــالتربهْ
تنزلــــه لمنكــــر الإتيــــان
منعـــمٌ فــي الخلــف والقــدّامِ أمـــا العــذاب فهــو للخَــدّامِ
حلَّفــــه يومــــاً علـــى الأزلام لا يفضــــحنَّه لــــدى الحكّـــام
يفعـــل فيــه مقتضــى الإحســان
يــا ويلهــا مــن دابــة ضـنيَّهْ فــي كــل وقــت فوقهــا بليَّــهْ
عهــدي بهــا فــي مشـيها تقيـهْ فمــا لهــا قــد أصــبحت شـقيهْ
حلــت عليهــا لعنــة الكفــرانِ
جمَّاحـــةٌ رمّاحـــةٌ فــي الســوقِ مـــن فوقهــا زهومــة الفســوقِ
ومكســــب اللـــواط والعلـــوقِ يـــبيع منهــا أكــثر العليــقِ
ويخصــــم المحصـــول للتبّـــانِ
حافيــــة ملعونــــة الأجـــدادِ مطــــرودة بــــه مـــن البلادِ
يقودهــــــا القـــــوّاد للأولادِ بيــن العبــاد يســعى بالفسـادِ
حـــتى دُعـــي مفـــرِّقَ الإخــوانِ
بهيمـــة تحـــت بهيـــم تمشــي كــأنه المخنــوق فــوق النعــشِ
أضـــرها الجــوع وأكــل القــشِّ ولــم تســر عنــد ســماع الـدشِّ
بالضــرب فاعـذر حالـة الجيعـان
لحْيَـــةُ شـــمْرٍ قاتــلِ الحســينِ تنكحــــه أعــــوانُه بالـــدينِ
لَعيـــنُ قـــرنٍ بُعْـــدُهُ لِعَينــي فــي الطــول بُعـدُ مصـرَ للقريـنِ
أفتــت بــذا أمامــةُ الفتيــانِ
هـذا دجـى فـي وجهـه قـالوا بلى بـــل لحيـــةٌ ســفاكةٌ بكــربلا
بنتفهــا فــي كــل بـابٍ تبتلَـى تمســّكَ العربـانُ فـي بيـت الخلا
بشــعرها مــن مســكة البعْــران
كــم نُتِفَــتْ أكلاً علــى الأبــوابِ وفــــاتَتِ الشــــاربَ للبـــوابِ
معكوســــةٌ مطـــرودةُ الأعتـــابِ كثيفــــةٌ غنيمــــةُ النهــــابِ
أصـــداغها قُــدَّتْ مــن الصــوّان
لحيـــة تيـــسٍ خرجـــت أمــامهْ تـــدخلها مــن خلفهــا أمــامه
قرينـــة الســوء مشــت قــدّامه راودهــا مــن الــورى الـدعامه
فخــافت العنــزُ قــرونَ الضــان
لمــا ســقت أرض اِســتِهِ الأيــورُ نمـــت وزاد زرعهـــا الشـــعورُ
فهـــل لـــه بقبحهـــا شـــعور كأنهــــا الغـــراب إذ يطيـــر
بــالنتف حينـاً ثـم يـأتي ثـاني
أسـخم مـن ذا الشـَعرِ دعوى الشِعرِ أرخــص مــن إتيـانه فـي السـعرِ
هــل أبصـرت عينـاك نظـم البعـرِ أو ســمعت أذنــاك لفـظ العِبْـري
مــن فاســد المعنــى بلا ميـزان
مـن أيـن يأتيـك الكلامُ يـا صـنمْ يـا أبكـم الفضـل وعنـه فـي صممْ
حَــرِّكْ دواةً ملَّهــا أيــر القلـمْ وفـي قفـاك اكتـب بـه يا هَيْ بَلَمْ
قصـــــائد الأولاد والنســـــوانِ
فـأنت فـي الـدنيا أبو جهل الأدبْ وسـوف فـي الأخـرى تُـرى أبـا لهبْ
تـدخل فـي الأشـراف مـن غيـر نسبْ دخولــك الشـعر افـتراءً والخطـبْ
يــا خارجــاً عـن طاعـة القـرآن
ثـــم اســتمع للهجــو فــي فلانِ تــرى البـديع منـه فـي البيـان
فوصـــفه وعبـــده فــي الحــان يغنـي عـن الألحـان فـي العرفـان
لأنـــه الــدجال فــي الخســران
قــف واســتمع فيــه وفـي بخيـتِ إن ملــتَ فـي التنكيـت للتبكيـتِ
فيـا لـه فـي النـاس مـن عفريـتِ أفعـــاله لهـــا قبيـــحُ صــيتِ
جــاءت لنــا بـالزور والبهتـانِ
كبغلــة العشــر بنجــل البغــلِ يسـري فتلقـى الثـورَ فـوق العجلِ
مــن بـارد الـوجه قبيـح الفعـلِ مـن ليـس يـدري نفسـه فـي الأصلي
ولا يراعـــي بــاس ذي الســلطان
قـالوا لـه فـي الخَطْبِ عند الخُطَبِ مــاذا التجـاري يـا قليـل الأدبِ
مــا أنــت إلا سـفلة فـي النسـبِ وكيــف تســمو بيـن أهـل الرتـب
قــد يتلــف اللئيــم بالإحســان
الكلــب إن يُغســَلْ تـزدْ نجاسـتُهْ ولـــم تُـــزَلْ بزينــةٍ خساســتُهْ
مثــل الــذي غــرت بـه رياسـته فأصــــبحته ســــُفلة رئاســـته
إن اللســــان آفـــة الإنســـان
لا خيــر فيمــن ليـس يـدر قـدرَهُ ومـــن تعـــدى حـــده وطـــورَهُ
أصــلٌ وضــيعٌ كيــف ترجـو خيـره فلا يـــرى للكـــبر أهلاً غيـــره
لمــا اعــترته نفخــة الشـيطان
تكــبراً بــالأمس بيــن الكُبَــرا وكـــان كـــل قبلهــا محتقــرا
وظــــن نفســــه إذاً معتـــبرا لكـــن ذا لا شــك قــدماً قُــدِرا
قـد يرفـع التقـدير شـأن الداني
فهـــل نســيت أمــك المســكينه وأختـــك القبيحـــة اللعينـــه
وابنـــة كـــانت بهـــا ضــنيه تـأتي بعـارٍ فـي ليـالي الزينـه
يســـحبها رفيقهـــا الربـــاني
وكـــان اســـمُ عمِّهـــا حيينــا وابنُــــه يــــدعونه شـــمعونا
وكــان ينهــى ابنــه الملعونـا عـــن الطريــق خــالَه رحمينــا
جــد ابــن عـم خالـة السـمعاني
قـد أغضـب البغـل عظيـم العُظَمـا الماجـد الشـهم الجليـل المُكْرَما
لا يعــرف السـما إذاً مـن العمـى وليـس إلا الكلـب يعـوي في الحمى
علــى أسـود النـاس أهـل الشـان
مــا كــان مثـلَ اِبـنِ خـادمٍ لَـهُ لكــن أضــاع اللَــه منـه عقلَـهُ
أمــا درى فــي كــل أمـرٍ فضـله وأنـــه ليـــس يســـاوي نعلــه
لكنــه ابــنُ الفســق والخسـران
قـال ترانـي فـي المقـام الأكـرمِ ابــن الهمــام الماجـد المفخَّـمِ
وغَــضَّ عــن وصـف السـواد الأعظـم تطـــاولاً منـــه بقـــول مجــرم
علــى الكــرام وعلــى الأعيــان
يا عبدُ فاعذرني على الهجوِ المسي فــالهجو طــب داء جهــل الأنفـس
واسـمع فقول الهجو يا ابن الأقعس أرخ بخيــت بــن الأبــد الأنحــس
بــالفحش محــروم مــن الغفـران
لـو أنـه وافـى الهمـام المحتشَمْ وكــان عنــده مطيعــاً كالخــدمْ
لنـال منـه العفـو فضـلاً والكـرمْ وأحــرز الإحســان منــه والنعـمْ
وصـــار ذا شــأن بغيــر شــاني
ثــم اســتمع حكايــة اللبَّــانَهْ وخزيَــــهُ بـــالمرأة البلّانَـــهْ
برأســـــها طبليّــــةٌ ملآنــــهْ زباديـــاً تبيعهـــا الغلبــانَهْ
فــي حــارة الموصـوف بالعـدوان
صــاح بهـا محاكيـاً صـوت النسـا مـن بيتـه وكـان فـي وقـت المسا
لمـا رأت هـذا البهيـم في الكسا نـادته أيـن السـت يـا دنَّ الفسا
فقــال قـد راحـت إلـى البسـتان
لمــا رأت أخــا الفسـوق كاذبـا وعازبــاً منهــا الحـرام طالبـا
ومـــدَّ نحوهـــا يــديه غاصــبا صــاحت بـأعلى صـوتها لمـا غبـا
فاستشـــعرت طـــوائف الجيــران
فأدركوهـا والزبـادي فـي الـثرى تكســـرت بــاللبن الــذي جــرى
وقُـــدَّ ثوبهــا ولكــن مــن ورا وهــي علــى حـال يسـئ مـن يـرى
وطفلهــا الرضــيع فــي أشــجان
خلَّصـــها إذ ذاك أهــل الحــارهْ وألزمــــوه يســـتر العبـــارهْ
بزوجـــة لـــو أنهـــا حِمــارهْ أو يشــترك مـع مثلـه فـي قـارهْ
بالعقــد أو مـن جَلبـة السـودان
فقــام ذات الخطــب يبغـي خطبَـهْ وراح للبلانــــــة المســـــتبَّهْ
يقــول يــا أمـي بعظـم الـتربَهْ أن تخطــبي لــي ذات حسـن لعبَـهْ
تــدري شــروط الحــظ بالأركــان
قـــالت لـــه تجــود بــالأموالِ حـتى أريـك البـدر فـي الليـالي
صـــــبية عديمــــة المثــــالِ تــدعى بســت الحســن والجمــال
قوامهــا يــزري بغصــن البــان
فقـال يـا هـذي الدليلـة اسـعدي أجـود فـي هـذا بمـا حـازت يـدي
فبكّـــري بمــا وصــفتِ واعقــدي وفخِّمـــي فينـــا لهــا ومجّــدي
وقـــولي ذا منـــادمُ الشــيطان
فراحــــت البلانـــة الغـــوريَّهْ لتيســــها بفرخــــه محشــــيَّهْ
وليفـــــة وخرقــــة مطــــويَّهْ ورطـــل صـــابون ونصـــف ليَّــهْ
هديـــة حطَّتهـــا فــي الــدكان
قــال لهــا فلان مــاذا تطلــبي قــالت أتــى مصــراً مغفـلٌ غـبي
أردت تزويجـــي بـــه ومـــأربي أن تــدعي قرابــةً لـي عـن أبـي
فتقبــض المهــر وتعلــي شــاني
وراحـــت البلانـــة المخـــادعهْ لــذلك الجحــش ببشـرى الـبردعهْ
قــالت لــه هنيــت حضـر مرضـعهْ لزوجـــة جمالهــا مــا أبــدعهْ
قريبُهـــا مــن أكــبر الأعيــان
دكــــانه بشـــارع المراكشـــي فــاذهب إليــه علَّــه أن يختشـي
وقــل لــه إنـي قريـب الزركشـي أطلـب منـك القـرب فـاكرم مفرشي
واحكــم بمـا تهـوى مـن الأثمـان
إن قـــال إنهــا فقيــرة نصــفْ كــذِّبْهُ أو قــال عجــوزٌ لا تخــفْ
وقــل أنـا راضٍ بمـا فيـه اتصـفْ لأنهـــا علـــى خلاف مـــا وصــفْ
حاجزهــــا لابنـــه الوســـطاني
فــراح يســعى نحــوه بالرشــوهْ كبــشٌ علــى عنـزٍ رمتـه الصـبوهْ
أعطــى لكــاتب الكتـاب الفـروهْ أمهرهــا مهــر كــبير الــثروهْ
علــى شــروط الســنّ والحرمــان
وحلّفــــوه بكتــــاب الهيــــكِ إن شـــخَّرَت أن لا يقـــول ويكــي
أو ضـــرطت قـــال لهــا لبَّيــكِ بشــرط كشـف الـوجه بعـد النيـكِ
مــن حيــث تسـتحي مـن الـذكران
وليلــــة الـــدخول بـــالعروسِ واشـــتبك المنحــوس بــالمنجوس
فاســـتدبرت للــوطء بــالمعكوس وأولـــج المنحـــوس بالبســـوس
قضــيب كلــب فــي حيــا سـرحان
وظــن نيـل القصـد لمـا أن ولـغْ وعضــها فــي إســتها لمـا فـرغْ
ونـال كشـف السـتر عنهـا إذ بلغْ منظـر وجههـا الـذي حكـى الـوزغْ
فهــــــاله وانزعـــــج المثلان
فــإذ هــي الخاطبــة المخطـوبهْ وأنهــــا البلانـــة اللعيبـــهْ
طـاحت بهـذا الـتيس أخـت الذيبهْ وعلمتــه فــي النســاء الغيبـهْ
وإنـــــه مغفـــــلٌ برّانـــــي
درى بــــأن ســـعيها لنفســـِها وأنــه قــد صــار صــيد عرسـِها
لكنـــه هـــوَّن نيـــك فلســـِها عليـــه ليلاً حفظــه مــن كســِّها
لأنهــــا قديمــــة الهجــــران
فــي ليلــة سـوداء مثـل الحـبرِ والعشــق بــالقرد كـبير القـدرِ
وبـــات يغلــي قلبــه كالقــدرِ ينكحهــا حينــاً وحينــاً يجــري
للصــبح بيـن الراضـي والغضـبان
غـالطته فـي الغلَطَـهْ لمـا انكبسْ وجــرَّه للحبــس ســويتري العسـسْ
قــال لــه يُــورُو سـَكَابَهَى تَـرَسْ ينجـون بـورهْ كلـدنْ فبالَ وانحبس
للصـــبح ثــم ارتــد للــديوان
فقـــال للــديوان أنــي مســلمُ صــــادفت نصـــرانيةً تســـتفهمُ
أتيتهـــا ليلاً عســـاها تســـلمُ مـع أنـه لـم يقـض فيهـا المجرمُ
حـــتى ادَّعـــى بــأنه نصــراني
أخـــفُّ وصـــفٍ عنــده القيــادهْ وأثقـــل الأشـــياء فالعبـــادهْ
والمـوت فـي فعـل الختـا شـهادهْ يـــرى القمــار لعبَــه ســعادهْ
فــي الحــان بـالقرآن والألحـان
ضــاقت بــه القـاهرة المقهـورهْ مـــن مكـــة وإنهـــا معــذورهْ
حكـــت لهـــا حكايــة مشــهورهْ عنـــه بـــأن حرمـــة مســتورهْ
خادعهــا هــذا اللئيـم الزانـي
أدخلهـــا فــي بيتــه فنالهــا واســتلَّ منهــا حليهــا ومالهـا
وجرهـــا مـــن عنــده فهالهــا فضــيحة مــن الــذي جــرى لهـا
ومــا شــكت لزوجهــا القرنــان
تزلزلــــت أرضٌ تـــأذت منكـــا ودكـــت الجبـــال دكـــاً دكــا
أنـــت المســيخ ذاتــه لا شــكا إن كـان يـوم الحشـر يُعفَـى عنكا
فليبشـــر الـــدجال بــالغفران
يـا بـارد الـوجه ويا سخن القفا يــا هـادم الركـن مكـدِّر الصـفا
فكــم فــدت مصــر بلاد المصـطفى إذ كنـت داء بعـدها عنـك الشـفا
مـــن غصـــة الأرواح والأبـــدان
تنــــدَّمت إذ وكّلتــــه مكّــــهْ وكالــــة عقودهــــا منفكّــــهْ
فـي كـل وقـت كـم لـه مـن شـبكه مــع الحجــازيين طــول الســكّه
وهــو قريــب الطــرد والعــزلان
بـــه تبـــدّت مصـــر كالمجــازِ تجـــري بهــا قــذارة الحجــازِ
بـــوجهه العيـــون فــي بــراز تــدعو جيــوش الزنـج والمخـازي
لملتقـــى الســودان بالبيضــان
أيــن الرعــاة حيـن وكِّـل الأسـدْ ذئبـاً أليمـاً نـاظراً إلـى النقدْ
أم القــرى أولادهـا أهـل الرشـدْ والفضـل كيـف وكِّلـوا هـذا الرصدْ
علـــى كنــوز مــوطن النعمــان
يــا ليتهــم قـد وكَّلـوا مسـيحهْ خيــرٌ لهــم مــن هـذه الفضـيحهْ
لــو قبلــوا مـن بعضـهم نصـيحهْ لوكّلـــــوه علقــــةً مليحــــهْ
وقيــــدوه العمـــر بالســـجان
تطهــرت أم القــرى صـفا الصـفا والرجـس عـن بيـت النبـوة انتفى
مـن حيـن عنهـا زال هـذا واختفى ولــم أجــد لمصــر منـه منصـفا
لمـــا رماهــا حــادث الأزمــان
معاهــد الشــيطان فــي عــالمهِ يجــري مــن الإنسـان مجـرى دمـهِ
يســرق ســر المــرء مـن خـادمه ركَّــب يــا قوتــاً علــى خـاتمه
ويقتــل العبــد علــى النيـران
كــم مــن أميــر غشــه الخـؤونُ وظنــــــه بـــــأنه أميـــــنُ
وكـــم شـــريف غـــره اليميــنُ فـــي عهــده مــع أنــه يَميــنُ
مــن ضــائع الإيمــان والأيمــان
هــــذا فلانٌ مــــن علاه بـــاهرُ يــدري الـذي أجرمتـه يـا فـاجرُ
لــو أنــه لاقــاك ســل البـاترُ أعــذره فــي تعـذيره يـا عـاذرُ
فالقــدح فيــك قربــة الرحمــنِ
تهجــو مصـان العـرض يـا مفسـودُ ومـــن يـــذم مثلــك المحمــودُ
الشـــؤم فيـــك ظــاهرٌ مشــهودُ اخــرج عــن الأبـواب يـا مطـرودُ
فإنــــك الشــــيطان للإنســـان
مــــداوم الميســـر والمـــدامِ وقيــــــم الأنصــــــاب والأزلامِ
وفتنـــة يــدلي إلــى الحكّــامِ ومثلـــه عـــارٌ علـــى الإســلامِ
كيــف علــى نســل بنــي عـدنان
يــا طهــر اللَـه الشـريف حبـذا مـن صـحبة الرجـس اللعيـن عـوذا
لا يسـلم المجـد الرفيـع مـن أذى حــتى يـراق حـول عليـاه القـذى
وعــوّذ اللَــه الشــريف الثـاني
يحفــظ ربـي مـن تجـاريه الخلـفْ كمــا أزال عــاره عــن الســلفْ
لأنــــه منقصـــة لمـــن عـــرفْ هـذا الـذي يـؤذى بـه بيت الشرفْ
كمـــالهم جـــل عــن النقصــان
تنزهــــو لا يعرفــــون مثلَـــهُ لـــو عرفــوه لاســتحلوا قتلَــهُ
أو كســروا عنــد الـدخول رجلَـهُ وفرحــوا فيــه الغــوازي أهلَـهُ
أو يحجزونـــه عـــن البلـــدان
لأنهـــم جميعهــم خيــر البشــرْ الســادة الأشــراف مــن آل مضـرْ
روح الوجــود نـور أوجـه السـيرْ والصــور الــتي أضـاءت بالسـورْ
بــدر الكمــال منبــع الإيمــان
علي الدرويش
628 قصيدة
1 ديوان

علي بن حسن بن إبراهيم الأنكوري المصري.

شاعر، أديب، مولده ووفاته في القاهرة. اتصل بالخديوي عباس الأول، فكان شاعره. ولم يكن يتكسب بالشعر، مكتفياً بما له من مال وعقار.

له: (الإشعار بحميد الأشعار)، و(الدرج والدرك) في مدح خيار عصره وذم شرارهم، و(رحلة)، وكتاب في (الخيل)، و(سيفنة) في الأدب.

1853م-
1270هـ-