الأبيات 38
مـن يعـرف اللـه فليـس يسـألُ واللــه لا يُســأَلُ عمـا يفعـلُ
كمـا أتـى سـبعون ألفـاً تدخلُ لجنــــةٍ بلا حســـاب يحصـــلُ
وعــــارف بربـــه لا يجهـــلُ وهـــو بـــه لأمــره يمتثــلُ
هـم يسـألون عنه حيث انفصلوا بالنفس قاموا لا به ما اتصلوا
والعــارف الــذي بــه يتصـل وجاهــل عنــه هــو المنفصـل
معنـى انفصـاله الحجـاب يسدل عليـه وهـو النفـس معنى يبطل
فـي نفسـه يقـول نفسـي يبخـل بهـا علـى اللـه لهـا لا يبذل
والإتصـــال ربـــه لا يعـــزل عنــه يـوليه عليـه فـاعقلوا
لا ربـه فـي النفـس منـه يَحْلُل أو باتحــاد فيـه عنـه يَجْلُـل
معبــوده بــه عليــه مقبــل لا ذاك معنـى فـي الخيال يأفل
ونفســه بــالله قـامت تعمـل فهـو الإمـام الكامـل المكمـل
لا يــدعي أمــراً فلا التحــوُّل لــه ولا القــوة فيمـا يجعـل
وكـــل ذا ذوق لـــه مفصـــل لا أن هـــذا عنـــده تخيـــل
واللــه للخيــر هـو المؤمـل والشــر لا إليـه فيمـا ينقـل
والنفـس منهـا كـل شـيء يفعل وهـي ومـا منهـا إليـه يُوكـل
وفعلـــه لكــل فعــل يشــمل لأنــــه الآخـــر وهـــو الأول
فالصــادق الــذي إليـه يصـل بالصدق في التوحيد ذوقاً يكمل
عـــن نفســه بربــه مشــتغل وربــه كمــا يقــول المرسـل
ســـمع لـــه وبصــر وأرجــل يعنــي بـه ينشـط ليـس يكسـل
يصــعد بــالقرب لـه لا يسـفل والــرب بالـذكر عليـه ينـزل
ثــم لــديه كــل شـيء يبطـل والحــق حــق فيـزول المشـكل
واللـه حيـث الشـر عنـه يهمل يهمــل عــن عــارفه لا يحمـل
لأنـــــه مصـــــور ممثــــل يظهــر فيــه علمــه والعمـل
وهــو لســره النزيــه هيكـل يــروق للـوارد منـه المنهـل
طينتــه للشــر ليــس تقبــل وهـو علـى الخيـر بـه منجبـل
فمـا تـرى يصـدر منـه الزلـل وبــالتقى يضـرب فيـه المثـل
تحرســه عيــن الهـدى وتكفـل واللــه يعطيــه الـذي يؤمـل
وربــــه حـــافظه لا يخـــذل فــي عمــره حـتى يحـل الأجـل
بعزمــه صــعب الأمــور يسـهل وهـو الـذي يقـال فيـه الرجل
شـــهم همــام لــوذعيٌّ بطــل يفعــل مـا يقصـر عنـه الأسـل
بــدعوة ينــدكُّ منهـا الجبـل ودعــوةٍ غيــثُ المنـى ينهمـل
لانَ لــه صـمُّ الحصـى والجنـدل وانقـادت الشـم الأنـوف الطوَل
فاسـمع مقـالاً فاح منه المندل وفيـه قـد رق الصـبا والشمأل
وانكشـف الأمـر وهـان المعضـل لــدى أنـاس ليـس فيهـم جـدل
وخـذ بمـا قـال الإمـام الأفضل وخــل عنـك مـا تقـول العـذَّل
فـــإنهم لكـــل قلــب علــل ويكــثر الخطـا بهـم والخطـل
وقــولهم تقطــع فيـه السـبل ويـذهب الخيـر وتمضـي الـدول
لأنهـم علـى الفسـاد انجبلـوا فحقهـم أن يـتركو أو يهملـوا
عبد الغني النابلسي
977 قصيدة
1 ديوان

عبد الغني النابلسي.

شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.

له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.

1730م-
1143هـ-

قصائد أخرى لعبد الغني النابلسي

عبد الغني النابلسي
عبد الغني النابلسي

الموال أورده الجبرتي في ترجمة النابلسي في جملة ما أورده من مواويله ص 266 وهو آخر ما أورده من شعره. وقد تضمن الموال أسماء ثماني سور من سور القرآن هي (فصّلت، عم يتساءلون، الإنسان، الليل، النجم الرحمن تبارك الواقعة)

عبد الغني النابلسي
عبد الغني النابلسي

الموال أورده الجبرتي في جملة مواويل عبد الغني ووقع في الأصل المطبوع (ص 266) أغلاط مطبعية صححتها هنا فمن ذلك (عراشلناك) هكذا وردت، و (النجاتي) تصحيف البخاتي وهي البغال البختية، وقوله (وما رحنا) في المطبوعة (وما رحلنا) وقد رجحت لهجة أهل الشام وهو

عبد الغني النابلسي
عبد الغني النابلسي

القطعة أوردها الجبرتي في "عجائب الآثار" في ترجمة النابلسي (ج1/ 264) في جملة ما أورده من شعره في فنون البديع، والقطعة في فن من فنون البديع يسمى "تجاهل العارف" 

عبد الغني النابلسي
عبد الغني النابلسي

القطعة أوردها الجبرتي في "عجائب الآثار" في ترجمة النابلسي (ج1/ 264) في جملة ما أورده من شعره في فنون البديع، والقطعة في فن من فنون البديع يسمى "إرسال المثل"