الأبيات 45
بحمــد اللــه خلاق الوجــودِ تــوالى كــل إنعــامٍ وجـودِ
وبالشـكر الـذي مـن كـل شيءٍ تمتــع كــل شــيء بالشـهود
ولكـــن للظهـــور تنوُّعــاتٌ بهـا خـرج البطونُ عن القيود
فســبحان المهيمـن جـل ربـي وعـز عـن المعـاني والحـدود
ومـا زالـت صـلاة اللـه منـي تفـوح مـع السـلام بعـرف عود
على المختار من بين البرايا سـليل الأكرميـن مـن الجـدود
محمــدٍ الــذي بـالحق سـاعي إلـى الغـارات خفـاق البنود
كـذا مـع آلـه والصـحب طـرّاً علـى أمـد الزمـان بلا نفـود
وبعـدُ فـإن تقـوى اللـه زادٌ لأهـل السـير فـي طرق السعود
وتلـك مراتـب لـم يخـل عنها أولـو الإسـلام مـن كل الجنود
فتقـوى العـامِّ مـن شركٍ وكفرٍ وأعمــال مـن الطغيـان سـود
وتقـوى الخاصِّ من كل المعاصي جميعـاً مـع محافظـة الحـدود
وتقـوى خـاصِّ هـذا الخاصِّ عما سوى الرب المهيمن في الوجود
فمـن لـم يتقـي شـركاً وكفراً فعـن تقـوى المعاصي في صدود
وتـرك الـذنب ليـس بطاعةٍ من ذوي الشـرك المهيِّـئِ للخلـود
لأن الشــرك لـم يغفـره ربـي لــه نـار غـداً ذاتُ الوقـود
وكــل عبـادةٍ فالشـرط فيهـا هــو الإســلام حفظـاً للعهـود
ومــن لـم يتقـي هـذا وهـذا جميعـاً مـا تنبـه مـن رقـود
فكيـف عـن السوى تقواه ترجو ولـم تخـرج سـيوفٌ مـن غمـود
وأول رتبــة تقـوى عـوامِّ ال بريـة في القيام وفي القعود
وذاك أهـــم للإســلام فيمــا نـراه مـن النصـيحة للوفـود
لأن النفــس كاذبــة ويخفــى عليهـا الشـرك في طي الجلود
وتجحــده إذا عرفتــه حــتى تزيـد الوصـل في خلف الوعود
وقـال اللـه فـي القرآن إلا وهـم أيْ مشـركون مـن الجحود
وجـاء الشـرك أخفـى من دبيبٍ لنمـلٍ فـي الحديث عن النقود
وللشــرك انقسـام منـه قسـمٌ جلـيٌّ فـي النصـارى واليهـود
وقسـم فـي ذوي الإيمـان خـافٍ عـن الساهي من العبد الكنود
وذلـك فـي العوامِّ لترك تقوى ذكرناهـا لهـم في ذي العقود
فمـن يعمـل بتقـواهم ويمشـي عليها في الركوع وفي السجود
كفتـهُ عـن الطريق بلا التفاتٍ إلـى تقـوى الخـواصِّ ولا صعود
فــإن الإشــتغالَ بـترك ذنـبٍ كفعـل الـذنب حجـب عـن ورود
ولا نعني الهجومَ على المعاصي وتركَ الخوفِ مثل أولي الجحود
ولكــن كــل مرتبــة يــؤدَّى لهـا حـق علـى رغـم الحسـود
فحقـك فـي عمومـك ذا وذا في خصوصـك عنـد أربـاب السـعود
وكـن يـا أيهـا الإنسان فيما علمـت من البطون إلى اللحود
وهـذا النصـح منـي للبرايـا بــه يسـتيقظون مـن الهجـود
وغيـر اللـه في الدنيا غرور وليــس يـدوم ظـل مـع عمـود
وقــد خـص الإلـه رجـال صـدق بمـا قـد خَـصَّ مـن كـرم وجود
لهم قدم الرسوخ على المعالي تراهـم فـي المرابـض كالأسود
وكــل قـد أجـاز لمـن سـواه علـى الترتيب في أخذ العهود
إلـى هـذا المجـاز حباه ربي بــأنواع الفتــوح بلا سـدود
وقــوَّاه علـى فهـم المعـاني وأرشــده إلـى طـرق الشـهود
ومـن عبـد الغنـي نظـام عقد بسـلك الـدرِّ من أبهى العقود
علـى جيـد الإجـازة قد أضاءت بـه نـار الهـدى بعد الخمود
يـروم بـه مـن المولى قبولاً لـديه في الصدور وفي الورود
عبد الغني النابلسي
977 قصيدة
1 ديوان

عبد الغني النابلسي.

شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.

له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.

1730م-
1143هـ-

قصائد أخرى لعبد الغني النابلسي

عبد الغني النابلسي
عبد الغني النابلسي

الموال أورده الجبرتي في ترجمة النابلسي في جملة ما أورده من مواويله ص 266 وهو آخر ما أورده من شعره. وقد تضمن الموال أسماء ثماني سور من سور القرآن هي (فصّلت، عم يتساءلون، الإنسان، الليل، النجم الرحمن تبارك الواقعة)

عبد الغني النابلسي
عبد الغني النابلسي

الموال أورده الجبرتي في جملة مواويل عبد الغني ووقع في الأصل المطبوع (ص 266) أغلاط مطبعية صححتها هنا فمن ذلك (عراشلناك) هكذا وردت، و (النجاتي) تصحيف البخاتي وهي البغال البختية، وقوله (وما رحنا) في المطبوعة (وما رحلنا) وقد رجحت لهجة أهل الشام وهو

عبد الغني النابلسي
عبد الغني النابلسي

القطعة أوردها الجبرتي في "عجائب الآثار" في ترجمة النابلسي (ج1/ 264) في جملة ما أورده من شعره في فنون البديع، والقطعة في فن من فنون البديع يسمى "تجاهل العارف" 

عبد الغني النابلسي
عبد الغني النابلسي

القطعة أوردها الجبرتي في "عجائب الآثار" في ترجمة النابلسي (ج1/ 264) في جملة ما أورده من شعره في فنون البديع، والقطعة في فن من فنون البديع يسمى "إرسال المثل"