الأبيات 22
ليـــس للاختيــار ذرة فعــل كــل فعــل لخـالق الاختيـار
لو وكلنا إلى النفوس وما تخ تـار كـان اختيارنـا للبوار
خيـرة اللّـه بـي أبـر وأحفى وإلـى خيرتـي انتسـاب خساري
لـو تلمحـت حكمـة اللّه فيما تقتضـيه الأقـدار فـي الأطوار
وتــأملت لطفــه فـي قضـايا بــرزت فــي قـوالب الأضـرار
شـمت دون الحجـاب أبهى جمال يتجلـــى بـــأوجه الآثـــار
ليــس للعجـز ذرة مـن محـال أيـن تـدبير وصـمة الافتقـار
كيـف يمشـي تـدبير فطـرة ذل إن يكــن ضـد مـبرم الأقـدار
أترانـي أقضـي وقـد قضي الأم ر كمــا شـاءه خلاف اختيـاري
أم تـرى لـي حـولاً يقرر حكماً وهـو فـي علمـه محال القرار
أم تراني مقدماً ما اقتضى تأ خيــره حكمــه مــن الأوطـار
أم ترانـــي إذا ســخطت بلاء شـاءه لـي صـرفته باختيـاري
أم تــرى للوجــود ذرة تـأي ر وهــل للوجـود مـن مقـدار
إن تحققتــه رســوماً وآثــا راً فمــا للرســوم والآثــار
أو تيقنتــه فنــاء ومحــوا محيــت عنــك ظلمـة الأغيـار
أو تمثلتــه قويــاً قويمــاً فهبـاء فـي عاصـفات الذواري
من رأى الليس لم يعاين سواه فـي ضـروب الايـراد والأصـدار
دعـه يرميـك بالبلايا فما أق رب رحمـاه مـن مقـام اضطرار
دع حبيـبي يسـوق لي من بلايا ه فمـا ضـاق علمـه بانكساري
دع حبيـبي يمـوه الحـب بالص د ويخفـي الصـفاء في الاكدار
علمــه ســابق واقـداره تـج ري وألطــافه بهــن ســواري
فــإلى أيــن نـزوة لاعـتراض وإلــى أيــن وجهــة لفـرار
ابن عديِّم الرواحي
249 قصيدة
1 ديوان
ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في عمان بمنزلة محمود سامي البارودي في مصر،  مولده عام 1277هـ في بلدة محرم، من وادي بني رواحة في "سمائل" ويقال مولده في وادي حطاط بمسقط، وتعود أصول قبيلته إلى قبيلة عبس كان والده قاضيا للإمام عزان بن قيس، وكان من قبله جدُّه الرابع عبد الله بن محمد قاضيا في وادي محرم أيام دولة اليعاربة، تلقى مبادئ العلوم على والده  ثم انتقل إلى بلدة (السيح) فأخذ عن الشيخ محمد بن سليم الرواحي، بصحبة صديقه أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي وهو الذي عناه في قصيدته النونية

أرتاح فيها إلى خــلّ فيبهرنـي  صدق وقصد ومعروف وعرفــان

ثم قصد مع أبيه زنجبار أيام السلطان برغش بن سعيد،فتولى أبوه القضاء في سلطنة زنجبار, وتولى هو رئاسة القضاء في عهد حمد بن ثويني والتقى في بلاطه كبار رجالات عمان  أمثال الشيخ السالمي، وسليمان الباروني باشا، ومحمد بن يوسف اطفيش الجزائري، وأصدر هناك أول صحيفة صدرت في زنجبار باسم (النجاح) كانت تصدر ثلاث أعداد في الشهر، وصدر العدد الأول منها يوم 12 أكتوبر 1911م  وآخر أعدادها صدر في يونيو 1914م) 

توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها "النفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلاني" جمع فيه ما نظمه من أذكار و"كتاب السؤالات" و"العقيدة الوهبية" و"نثار الجوهر" و "ثمرات المعارف" وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)

1920م-
1339هـ-