لِلَيْلَى خَيالٌ قَلَّ ما يَتَعَرَّجُ

القطعة في طبقات الشّعراء لابن سلّام الجمحيّ.

الأبيات 21
لِلَيْلَــى خَيــالٌ قَـلَّ مـا يَتَعَـرَّجُ يُهَيِّــجُ مِـنْ أَحْزانِنـا مـا يُهَيِّـجُ
يُـؤَرِّقُ أَصـْحابِي وَبَيْنِـي وَبَيْنَهـا مَنــاكِبُ رَعْــمٍ فَالنِّبـاجُ فَـأَخْرَجُ
وَعَهْـدِي بِهـا وَالدَّارُ تَجْمَعُ أَهْلَها لَهــا مُقْلَتـا رِيـمٍ وَخَلْـقٌ خَدَلَّـجُ
تُواصــِلُ أَحْيانـاً وَتَصـْرِمُ تـارَةً وَشــَرُّ الْأَخِلَّاءِ الْخَلِيــلُ الْمُمَــزِّجُ
كَأَنَّـا تُوافِينـا مَـعَ اللَّيْلِ مُغْزِلٌ مِـنَ الْأُدْمِ جَمَّـاءُ الْمَـدامِعِ عَوْهَـجُ
تَظَــلُّ بِــأَجْزاعِ الْمُرَيْــرِ مُرِبَّـةً وَسـالَ عَلَيْهـا مِـنْ فُجَيْـرَةَ أَشـْرُجُ
فَـإِنْ تَـكُ أَضـْحَتْ بَعْدَ ساكِنِ غِبْطَةٍ بِها الْعِينُ تَرْعَى وَالظَّلِيمُ السَّفَنَّجُ
فَكُـــلُّ جَمِيـــعٍ صــَائِرٌ لِتَفَــرُّقٍ وَكُــلُّ جَدِيــدٍ لا مَحالَــةَ مُنْهَــجُ
وَنَحْـنُ مَنَعْنـا بَطْـنَ مَـجٍّ وحـائِلٍ وَأَبْلَـى مِـنَ الْأَعْـداءِ حَتَّى تَفَرَّجُوا
بِحَـــيٍّ حِلالٍ لا تَكــادُ تُجِيرُهُــمْ وُضــاخٌ وَنَفْــؤٌ وَالْبُطـاحُ فَمَنْعِـجُ
نُقــاذِفُ بِالْأَسـْيافِ عَبْسـاً وَطَيِّئاً وَقَـدْ أَحْجَمَـتْ عَنَّـا تَمِيـمٌ وَمَذْحِـجُ
بِعَـزْوٍ كَوَلْـغِ الـذِّئْبِ غـادٍ وَرائِحٌ وَســَيْرٍ كَصــَدْرِ السـَّيْفِ لا يَتَعَـرَّجُ
بِكُــلِّ جَــوادٍ مُشــْرِفٍ حَجَباتُهــا تَشـارَكَتِ الرَّعْشـاءُ فِيهـا وَأَعْـوَجُ
وَنَحْنُ حَبَسْنا الْجَيْشَ عَنَّا وَقَدْ بَدا لَهُــمْ نَعَـمٌ حَـوْمٌ بِعِثْـرانَ مُحْـدَجُ
فَمـا انْصَرَفُوا بُقْيا وَلَكِنْ نَهاهُمُ حَصــِيفانِ مِنْهُــمْ حاســِرٌ وَمُدَجَّـجُ
وَقَدْ سَدَّ فَيْفَ الرِّيحِ جَأْواءُ فَيْلَقٌ وَأَلْفـانِ أَوْ أَلْـفٌ مِنَ الرَّجْلِ يَدْرُجُ
وَنَحْـنُ أُبـاةُ الْخَسـْفِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ إِذا كـانَ يَـوْمٌ ذُو كَـواكِبَ مُرْهِـجُ
فَتِلْـكَ نُمَيْـرٌ ثَـمَّ لَـمْ تُغْنِ نَقْرَةً وَقــالَتْ: هَلاً أَهْـلٌ إِلَيْكُـمْ مُوَلِّـجُ
وَلَمَّـا رَأَيْنـا أَنَّمـا سَعْيُنا لَنا وَقَـدْ يُفْلِـحُ السَّاعِي الْمُجِدُّ وَيَفْلُجُ
وَكُنَّـا بَنِـي أُمٍّ حَمَيْنـا ذِمارَنـا وَلَـمْ يَـكُ فِينـا الْعاجِزُ الْمُتَزَلِّجُ
ســَيُخْبِرُ عَــنْ أَيَّامِنــا وَبَلائِنـا وَشـَدَّاتِنا فِـي الْحَـرْبِ حِدْجٌ وَحُنْدُجُ

يَزِيدُ بن مُعاوِيَةَ الرُّؤاسيّ العامريُّ، أبو دُؤاد، شاعرٌ مخضرَمٌ، شَهِدَ بَعْضاً من أيَّامِ العربِ في الجاهليَّةِ كيومِ حاجِر، ويومِ العرقوبِ ويومِ فيفِ الرِّيحِ، وكانَ من معاصري الشاعرِ الصحابيِّ المشهورِ لبيدِ بن ربيعةَ، وقد أوردَ لَهُ الشمشاطي في "الأنوار ومحاسِنِ الأشعارِ" قطعةً لَهُ يومَ حاجرِ - وَهُوَ يومٌ لبِنَي مالكِ بن حُبَيبٍ على هوازِنَ - أوَّلُها:

إِنَّ الْفَـوَارِسَ مِنْ حُبَيْبٍ جَدَّعَتْ بِعَبِيــدَةَ الْوَهَّابِ حَيَّ هَوَازِنِ

صنّفه ابن سلّام في الطّبقة العاشرة من الإسلاميّين.

 

قصائد أخرى لأَبُو دُؤاد الرُّؤاسِيّ

أَبُو دُؤاد الرُّؤاسِيّ
أَبُو دُؤاد الرُّؤاسِيّ

القصيدة أورد أبو العلاء خمسة أبيات منها في الصاهل والشاحج هي (الأبيات الخمسة الأولى) 

أَبُو دُؤاد الرُّؤاسِيّ
أَبُو دُؤاد الرُّؤاسِيّ

القصيدة في منتهى الطلب لابن ميمون.