تلاحظني صروف الدهر شزراً

القطعة رابع ما أورده ابن بسام من شعر أبي إسحاق في الفصل الذي جمع فيه بعض شعره

وقدم لها بقوله:وقال مما لم ينشده ابن رشيق (ثم أورد القطعة وأتبعها بأخرى ثم قال:

قوله في ما تقدم: "وكذا الرياح إذا مررن على لظى" . . . البيت، كقول ابن الرومي:

الأبيات 23
تلاحظنـي صـروف الـدهر شـزراً كــأن علــي للأيــام وتـرا
وفـي عينـي دمـوع ليس ترقا وفـي قلـبي صـدوع ليـس تبرا
أقلـب في الدجى طرفاً كليلاً إذا جيـــب الظلام علــي زرا
ولـو نشـر الذي أطوى عليه علـى مـن تحتـويه الأرض طرا
أصــم مسـامع الـدنيا عـويلاً وهــز جوانـح الأيـام ذعـرا
فيـا مـن غـاب عن عيني مشوقٍ يـرى لنـواه طعـم العشق مرا
قــرأت كتابــك الأعلـى محلاً لــدي وموقعـاً ويـداً وقـدرا
فأحيـاني وقـد غـودرت ميتـاً وأنشــرني وقـد ضـُمِّنت قـبرا
نقشـت بحالـك الأنقـاس نوراً جلا لعيوننــا نــوراً وزهـرا
فدبـج مـن بسـيط الفكر روضاً أنيقـاً مشـرق الجنبات نضرا
لـو استسـقى الغليل به لروى أو استشـفى العليل به لأبرا
هفـا عطـر الجنـوب له نسيم أقـول إذا أناسـم منـه نشرا
نثرت لنا على الكافور مسكاً ولم تنشر على القرطاس حبرا
فيـا مـن تمسك الأوصاف عنه أعنـة وصـفنا نظمـاً ونـثرا
ومـن يدعو القلوب إلى مناها بعينيــه فلا تــأتيه قسـرا
ومـن يجـري اللآلـئ فـي أقاح يمـازج ظلمـه بـرداً وخمـرا
ويغـرس فـي رياض الدل غصناً ويطلـع فـي سماء الحسن بدرا
كــأن بخــده ذهبــاً صـقيلاً أذاب عليـــه ياقوتــاً ودرا
أفـرط فيـك إن أفرطـت وصـفا وأعجـز عنـك إن أعجـزت شعرا
ولـي قلـب عليـك لمـا يلاقـي يكافـح مـن سعير الوجد جمرا
ولـولا مـا يؤمـل مـن لقاءٍ تقطــع حســرةً وأذيـب قهـرا
سأسـحب فيـك أذيـال الأماني وألبـس تحـت ثوب السقم صبرا
لعـل الـدهر يمتع منك طرفي ويعقـب بعد عسر الحال يسرا
أبو إسحاق الحُصْري
15 قصيدة
1 ديوان


إبراهيم بن علي بن تميم الأنصاري، أبو إسحاق الحصري: أديب نقاد. من أهل القيروان. نسبته إلى عمل الحصر (1). له كتاب (زهر الآداب وثمر الألباب - ط) ومختصره (نور الطرف ونور الظرف - خ) و (المصون في سر الهوى المكنون - خ) (2) في مكتبة عارف حكمت، في المدينة (الرقم 772) و (جمع الجواهر في الملح والنوادر - ط) وله شعر فيه رقة، وهو ابن خالة الشاعر أبي الحسن الحصري ناظم (يا ليل الصب) (3)

(نقلا عن الزركلي وقد اعتمد في وفاته كلام ابن بسام في الذخيرة واعتمد صاحب "معجم المؤلفين" كلام ابن خلكان وهو قوله:

توفي أبو إسحاق المذكور بالقيروان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وقال ابن بسام في الذخيرة: بلغني أنه توفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، والأول أصح، رحمه الله تعالى. وذكر القاضي الرشيد بن الزبير في كتاب الجنان في الجزء الأول في ترجمة أبي الحسن علي بن عبد العزيز المعروف بالفكيك أن الحصري المذكور ألف كتاب زهر الآداب في سنة خمسين وأربعمائة، وهذا يدل على صحة ما قاله ابن بسام، والله أعلم). 

يضاف إلى ذلك أن ابن خالته صاحب "يا ليل الصب" وفاته سنة 468هـ

قال ياقوت في معجم الأدباء (نشرة إحسان عباس 1 / 158) 

قال ابن رشيق: مات بالمنصورة، من أرض القيروان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وقد جاوز الأشد. وكان شاعراً، نقاداً، عالماً بتنزيل الكلام، وتفصيل النظام، يحب المجانسة والمطابقة، ويرغب في الاستعارة، تشبهاً بأبي تمام في أشعاره، وتتبعاً لآثاره، وعنده من الطبع ما لو أرسله على سجيته، لجرى جري الماء، ورق رقة الهواء، كقوله في بعض مقطعاته ...إلخ. (ثم أورد قطعتين لم يوردهما ابن بسام في الذخيرة).

(1) كذا في الأعلام ج1 ص 50 وهو كلام ابن خلكان . قال: (والحصري - بضم الحاء المهملة وسكون الصاد المهملة وبعدها راء مهملة - نسبة إلى عمل الحصر أو بيعها). وفي معجم المؤلفين: نسبته إلى الحصر قرية حذو القيروان

(2) وفي مجلة الفيصل السنة الأولى عدد 10 ص 16 مقارنة بين الكتاب وكتاب طوق الحمامة بقلم د. محمد بن سعد الرويشد

(3) ومراجعه (سير النبلاء - خ - وإرشاد الأريب ١: ٣٥٨ ووفيات الأعيان ١: ١٣ وأورد خلافا في تاريخ وفاته. والحلل السندسية في الاخبار التونسية ٩٩ وفيه: ألف كتابه زهر الآداب سنة ٤٥٠ ه‍. ومذكرات الميمني - خ -.

1061م-
453هـ-

قصائد أخرى لأبي إسحاق الحُصْري

أبو إسحاق الحُصْري
أبو إسحاق الحُصْري

القطعة أوردها ياقوت الحموي في معجم الأدباء في ترجمة ابن عيذون الهذلي التونسي قال:

أبو إسحاق الحُصْري
أبو إسحاق الحُصْري

القطعة إحدى قطعتين لم يوردهما ابن بسام في الذخيرة وأوردهما ياقوت في ترجمته للحصري في معجم الأدباء ونصها:

أبو إسحاق الحُصْري
أبو إسحاق الحُصْري

القطعة آخر خمس قطع من شعر أبي إسحاق أوردها ابن بسام قبل الفصل الذي أورد فيه شعره وهي قطع وردت في فصول رسائل له لم يسمها ابن بسام

أبو إسحاق الحُصْري
أبو إسحاق الحُصْري

القطعة عدا البيت الأول إحدى خمس قطع من شعر أبي إسحاق أوردها ابن بسام قبل الفصل الذي أورد فيه شعره وهي قطع وردت في فصول رسائل له لم يسمها ابن بسام