سبحان من ينعم كيف شاء

خلافة أبي بكر الصديق:

الأبيات 55
ســبحان مـن ينعـم كيـف شـاء ساس الورى من كان يرعى الشاء
يقــود بعـد إبـل ابـن عـامر مـا دبّ فـي غامرهـا والعـامر
ســما ســموّ الثـاقب السـيّار والخيـر عقـبى صـحبة الأخيـار
مــن أيّــد الحـقّ بـه تأيّـدا وعــاش أو مـات كريمـا سـيدا
وكــلّ عــزٍّ فــي ظلال الباطـل نســج عنــاكب وخيــط باطــل
كـم شـوه الباطـل حيـن سـوّدا كالنـار تعلـو بالدّخان أسودا
لمـا أهـاب بالرسـول الـداعي وآذان الجثمـــان بالتــداعي
ولّــي أبـا بكـرٍ علـى الصـلاة وتلــك عليــا رتــب الــولاة
فبـــايع الطـــائع والأبـــيُّ طــوبى لمــن بــايعه النـبيُّ
وكــان مـا لـم يـك منـه بـدُّ أقضـــية الرحمـــن لا تـــردُّ
أصــابت الفتنــة والحبــائل ونكسـت بعـد الهـدى القبـائل
وثــاب أقــوام إلـى الأوثـان وقــــام غـــاو وتلاه ثـــان
تنبــــآ فلقيــــا نجاحـــا واتبعـــتْ طائفـــةٌ ســـجاحا
واضـطرب الحبـل وما جت الزّمر واقتحـم الفتنـة فابتـل عمـر
يــوم كيــوم السـامري لـولا دفـع أبـي بكـر وعـون المولى
غــمّ علـى الحجـاز فاسـترابا نــزول ذاك القمــر الترابـا
جلّـى الإمـام يـوم ذلـك الغمَمْ إن المهمــات ميـادين الهمـم
أعيــنَ بالتأييــد والتسـديد وفتيــةٍ بنــوا مــن الحديـد
مــن كـل سـيفٍ سـلّه المختـار مــاضٍ فرنــده الصــّبا بتّـار
أســـامة الأســماء والأفعــال أجــرى مــن الهلال للمعــالي
قـد نصروا الله وبرّوا الهادي ووصــلوا الجهــاد بالجهــاد
وأصلوا الشرك الحروب الغابرة واستأصــلوا شــأفته ودابـرهْ
وحُبّــبَ الفتــح الــى الإمـام لا بــدّ للبنيــان مــن تمـام
فانســاحت الكتـائب انسـياحا أرســلها مـن يرسـل الرياحـا
خيــلٌ لمســنَ أثــر الــبراق بـــورك للشـــام وللعـــراق
اليمــن مــن غرّتهـا للحـافر ومتنهــا مــن ظــافرٍ لظـافر
يقودهـــا ألويـــة الجهــاد أشـهاد بـدرٍ أو بنـو الأشـهاد
فكــانت البصــرة أول الثمـر ثـم ترقّـى فـي المنازل القمر
وفتــح اللــه علــى القـوّاد مفاتــح النهريــن والسـواد
واقتحمـوا الشـام فزال شومها وضــاق ذرعــا بهــم غشـومها
وســلكوا الجبــالَ والفُروجـا وملكــوا كالشــُّهُبِ البروجــا
ونــازلوا الـروم بأجنادينـا فكــان دنيــا لهمــو ودينـا
يــومٌ علــى مـا شـابه سـعيد قــد تكـدر الأيـام وهـي عيـد
فمـا ثنـى القـوم عـن القتال نعـــيُّ والٍ أو بشـــيرُ تــال
فتــح الفتــوح كــان حصـّتين تناصـــفا بيــن الخليفــتين
حـوى العـتيقُ مبتـدا مفـاخره وأحــرز الفــاروقُ عـزَّ آخـره
فيـا أخـا الضـّرّاء والشـدائد والنـاس إخـوانٌ لـدى الفوائد
وســابق الآل إلــى التصــديق وآوي الغـــار مــع الصــّديق
وباســـط اليميــن والشــمال وتعــرف الرجـال عنـد المـال
وقـدوة الزّهـاد بعـد الهـادي وصـــاحب الهجــرة والجهــاد
وكاســـي الأرامـــل الحــرّات وحـــالب الأغنــام للجــارات
ويــا رحيمــاً قلبــه رقيقـا بمــاله كــم حــرّر الرقيقـا
ومــن قضـى بعـد غنـى فقيـرا لـم يجـدوا فـي بيتـه نقيـرا
ذهبـت بـالخير و أتعبـت عمـر يـا ويـح من بعد أبي بكر أمر
رأيـت فيـه مـا رأى الله لكا فكـان فضـل اللـه ثـم فضـلكا
عهــداكما كجمعــة فــي عيـد فــي ظــلِ يــوم بهــجٍ سـعيد
اللــه زفَّ الفتـح فيـه وهـدى الـى قنـا الحقّ ورايات الهدى
الشـمس لـو كـانت تخـطُّ مضجعا والبـدر لوكـان يقـلُّ الهجّعـا
والصـّدف التـام علـى اليتائم مــن فـرد اللؤلـؤ والتـوائم
والغمــد لــو يسـكنه سـيفان والجفــن لــو ينزلـه طيفـان
واللفــظ راق واحــداً وراعـا حــول معــان دقّــت اختراعـا
كروضـــةٍ وارتكمــا بالقــاع مــن طينـة الجنـة لا البقـاع
خيــر الأنـام وردهـا المصـون وأنتمـــا الأوراق والغصـــون
صـحابة الـدنيا رفـاق البرزخ وأصــبعٌ تحــت الـثرى كفرسـخ
إلا مقامــا قمتمـا لـن يقبلا تصـرّف الـدهر ولا حكـم البلـى
أحمد شوقي
846 قصيدة
5 ديوان

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.

مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932

1932م-
1351هـ-

قصائد أخرى لأحمد شوقي

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة لم نقف عليها في الشوقيات وهي متداولية في الكثير من المواقع المعنية بأخبار مي زيادة وأردها الأستاذ خالد القشطيني في مقالة له منشورة على الشبكة بعنوان الشعراء في إخوانياتهم قال:

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة كما ورد في مقدمة الديوان إحدى مسرحيات شوقي وسماها "شريعة الغاب" موضوعها انتشار الطاعون في الغاب وكيف تعامل الحيوانات مع الطاعون

أحمد شوقي
أحمد شوقي

تعالي نعش يا ليل في ظل قفرةٍ

أحمد شوقي
أحمد شوقي

أبثك وجدي: غناء طلال الملاح، لحن تراثي