دار عليها ميسم من القدمْ

البيت الحرام:

القطعة في البيت الحرام وقد فاخر فيها شوقي بسماحة العرب في الجاهلية فقال:

أعجــب منــه لــم يــر الأنـام يعبــد فيــه اللــه والأصـنام
الأبيات 57
دار عليهــا ميســم مـن القـدمْ حجـــت علـــى أول خــفّ وقــدمْ
مهـد الهـدى فـي الأوليـن ركنها وحصــنه فــي الآخريــن صــحنها
تلـك جبـاه الرُّسـل فـي ترابهـا وخــدُّ إبراهيــم فــي محرابهـا
غنيـــةٌ عمـــا كســاها أســعد فـي الـدهر وهـو بالثنـاء أسعد
وكـم جلاهـا فـي اليماني المسبل مـن قبلـت منـه ومـن لـم تقْبَـلِ
لا تلمســــنّ وشـــيها ضـــريرا رب عـــروسٍ تلعـــن الحريـــرا
تواضــعت بيــن شــعاب الـوادي لـــم تتخـــذ تبــذخ الأطــواد
لــم تبــن بالصــفاح والصـوان ولا علـــت تعـــاليَ الإيـــوان
لا يـد خوفـو أرهقـت فيها البشر ولا ســليمان لهــا الجــنّ حشـر
بــل صــنع شــيخ مقبـل مـزاول أعِيْـــنَ بــابن يــافعٍ منــاول
قــد رفعاهــا حجـراً فـوق حجـر ووضـعا فيهـا علـى اليُمْن الحجر
اللــه يــوحي والأميــن يشــهد وتخشــع الأرض ويعلــو المعهــد
حـــتى تجلـــت قبــة الإيمــان ممــدودة الظــل علــى الزمـان
وركنهــا كــأمس فـي أم القـرى تطـوى القبـاب والقصـور والقرى
دعـــائم مـــن خشــيةٍ وتقــوى علــى تطــاول الزمــان تقــوى
ومــا بنــى الحـق لـه الثبـوت ومــا بنــى الباطــل عنكبــوت
تقبـــل اللــه مــن الحــواري واختـــص بـــالبيت وبــالجوار
واختــار مــن عبــاده قــبيلا للـــبيت يهــدونهمو الســبيلا
أولــو الالــه الكرمــاء عهـدا النـازلو الـبيت العـتيق مهـدا
الراضــعوا زمـزم فـي الهـواجر وهــي تــدرّ مــن بنــان هـاجر
غــــرّة آبــــائهم الذبيــــحُ والأمهــــات جرهـــمُ الصـــبيحُ
أبنــاء إســماعيل حــول بكّــه تضـــوعت منهـــم شــعاب مكــه
انتشــروا قبــائلا علـى الزمـن ملــء الحجـاز والشـآم واليمـن
بــــدوٌ بكـــل نشـــزٍ وقـــاع وحضـــرٌ فــي عــامر البقــاع
تنقلـــت فيهــم ديانــات الأول تنقّــل الأيــام فيهـم والـدّول
والــدّين بيــن القـدماء عـدوى يقطــع أجــواز القفــار عـدوا
نــار المجــوس وجــدت مجــازا وابــن ســنانٍ أنقــذ الحجـازا
بقيــــة تــــؤمن بالجليــــل يتبعــــون ملّــــة الخليــــل
وعصـــبة علــى هــدى الأحبــار أهــل كتــاب يعبــدون البـاري
آل ابـن عمـران أو ابـن مريمـا فمــن بهاتيــك الشــعاب خيّمـا
وفرقـــــةٌ دهريــــةٌ جحــــاد عــن كــل ديــنٍ لهمــو إلحـاد
وآخـــرون افتتنـــوا بالنــار أو ســـجدوا للكــوكب المنــار
أو ألهمـوا مـا نحتوا من الحجر أو عبدوا ما استنبتوا من الشجر
وغيرهـــم بـــالحيوان دانـــا وقــــدّس الأرواح و الأبــــدانا
كــلّ مــن الحيــرة و الضــلاله يعشــو الــى القـوة و الجلالـه
قـد هجـروا الشـمس الـى الأيـاة وجـاوزوا المحيـي الـى الحيـاة
وبلبلــــت ألســـنَهم أســـماءُ فكـــثرت فــي حبهــا الأســماءُ
مكـة دار الملـك والـبيت الملك تمسـي الوفـود فـي سراها تهتلك
واتفقــوا فـي الحـب و التجلـه علــــى اختلاف مـــذهب وملـــه
يجمعهــم مــن كــل سـهل وجبـل ضــوابح الخيــل روازح الإبــل
يســــدن ســــاداتهم قبـــابه ويحجــب الصــيد السـراة بـابه
وهاشــم الســّحب ســقاة الوفـد الغـــامرون غيرهـــم بالرّفــد
دار لأقــــــوام مجاورينـــــا ومنســـــك طهــــر لآخرينــــا
وموســـم الســـوم والاكتســـاب ونـــدوة النـــداء بالأنســاب
ومنـــبر حفــت بــه القبــائل إيـــاد مـــن أعـــواده ووائل
قـس فـي النّهـى قسـا الى سقراط يـــتزن القيـــراط بــالقيراط
كــان مســيحيا وكــان فاضــلا وكـــان عــن حقيقــة مناضــلا
محمـــد مـــن نــاقلي عظــاته والصــاحب الصــديق مـن رواتـه
وحــــــــــــرم الآداب والأخلاق وكيـــف لا وهـــو حمـــى الخلاق
لا ينطــق الهجــر بــه والإفــك ولا يحــــلّ للــــدماء ســــفك
ومعبـــــد مشــــترك مشــــاع كـــل العبـــادات بــه مشــاع
أعجــب منــه لــم يــر الأنـام يعبــد فيــه اللــه والأصـنام
فــالبيتُ حـالي الجنبـات عاطـلُ يجــاور الحــق عليــه الباطـلُ
يُحَـــــــجُّ للـــــــبر وللخلال وتــــــارة للـــــه ذي الجلال
كــلّ فريــق حــول مــا أحبّــا وكـــل قـــوم يعبـــدون ربّــا
تســــمُّحٌ للعــــرب القــــروم لـم يُلـفَ في الفرس ولا في الروم
ســقراط لــو جــاورهم معــافى لــم يـذق السـجن ولا الزّعافـا
أحمد شوقي
846 قصيدة
5 ديوان

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.

مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932

1932م-
1351هـ-

قصائد أخرى لأحمد شوقي

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة لم نقف عليها في الشوقيات وهي متداولية في الكثير من المواقع المعنية بأخبار مي زيادة وأردها الأستاذ خالد القشطيني في مقالة له منشورة على الشبكة بعنوان الشعراء في إخوانياتهم قال:

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة كما ورد في مقدمة الديوان إحدى مسرحيات شوقي وسماها "شريعة الغاب" موضوعها انتشار الطاعون في الغاب وكيف تعامل الحيوانات مع الطاعون

أحمد شوقي
أحمد شوقي

تعالي نعش يا ليل في ظل قفرةٍ

أحمد شوقي
أحمد شوقي

أبثك وجدي: غناء طلال الملاح، لحن تراثي