وجانبٌ من الثرى يدعى الوطن

الوطن

القطعة في منزلة الوطن في نفوس أبنائه 

والبُهرة في البيت 24 يعني الوسط

الأبيات 46
وجانبٌ من الثرى يدعى الوطن ملء العيون والقلوب والفطنْ
مزيـــن للآدمـــي العاقــل وكــل ســهليٍّ وكــل عاقــل
والأسـد الخـادر في البوادي والنمـل فيما اتخذت من واد
ونزعـة النـاس إلى أوطانها كنزعـة الإبـل إلـى أعطانها
يحبــه الأقـوام منـذ كانـا ولا يســـاوون بــه مكانــا
إذا أتــاهم أيسـر النـداء منـه جـروا لغايـة الفـداء
أو ذكــر الحنيـن والحفـاظ لـم تجـر إلا باسـمة الألفاظ
كـم مـن دماء سلن حول حوضه ومـن عـروض زلـن دون عرضـه
وفــي ســبيله قضــى رجـال مـن أن يلاقـوا تستحي الآجال
وباسـمه كـم تـاجر الفسـاق وانقـادت الناس لهم فساقوا
وتكرم الدار على الحر الأبي كرامـــة الأم عليـــه والأب
وليــس مــن عـرض ولا حريـم تحميـه فـوق الـوطن الكريم
الجســم مـن تربتـه ومـائه والـروح روح هـبّ مـن سمائه
وكـلّ مـا حولـك مـن هبـاته ومـا ولـدت فهـو مـن نباته
أمانــة الأول عنــد الآخــر خزانــة الآثــار والمفـاخر
وحـوض مـا جـف مـن الشـباب وقَصــَفَ الـدهرُ مـن الأحبـاب
ورسـم مـا بـان من الليالي وأثـرُ الأيـام فـي الخيـال
ومخلــق الشــباب والمشـيب وملبـس البـالي على القشيب
وفـي ثـراه البلقـع اليباب مـا شـئت من أهل ومن أحباب
وفـىَ لـه مـن ليـس بـالوفيِّ وهــش مـن لـم يـك بـالحفيِّ
و الملـك كالنـاس له أوطانُ ينظمهــا للأمــم الســلطانُ
يــدين جنـسٌ سـائرَ الأجنـاس ويـــدّعي نـــاسٌ ولاء نــاس
يــأتمر الضــعيف بــالقويّ ويـأمر الراشـد فـي الغـويّ
فـي دولـةٍ ممـدودة الطِـراف مشــدودة البُهْـرة بـالأطراف
هبّــتْ ضـحىً عليـه فاشـمخرّا وركــــدت عشـــيّة فخـــرَّا
روما التي راع اتساق ملكها وهت يواقيت القرى من سلكها
أمسـت هوت عن عرشها المعظم وأصـبح التـاج كأن لم ينظم
لـم تتـق اللـه ولا الأيامـا فــي أمــم سـبتهمو أيـامى
بنـو الزمـان فـوقهم بنوها تكـــبرا وســـنة ســـنُّوها
ومـا لهـم مـن وطـن سـواها علـى تداني الدار أو نواها
كــثير أوطــان بلا الـتئام وأمــــم شــــتى بلا وئام
وجمــرة فـي كبـد المنقـاد ولاعــج مــن كـامن الأحقـاد
وكـل فـأس وقعـت فـي الدار تنـــزل بــالأس وبالجــدار
فحكـم اللـه علـى الرومـان وأدركتهــم ســنّة الزمـان
لــترث الأيـام شـبان الأمـم والإرث للشـباب حـق مـن أَمَم
وأنجـز اللـه النـبي وعـده وسـاد قـومه الزمـان بعـده
فورثـوا قيصـر فـي المشارق وأخـذوا الغـرب بسـيف طارق
وأمنــوا الأمصـار فاتحينـا وعـدلوا فـي العالمين حينا
واتخـذوا كـل القرى أوطانا وحاسـنوا الأهليـن والقطانا
فحيــث حــلّ العربــي حيـا مـــن الملا قبيلــة وحيــا
وشـاطر الأرض علـى التسـاوي محاســن الأقـوام والمسـاوي
حـتى انقضـى سلطانهم وزالا وفضــلهم بـاق ولـن يـزالا
تغيــــرت كـــدأبها البلاد وانتقــل الزّمـام والمقـاد
ودينهـم بيـن الشعوب دينهم يُعيِـي على الأيام من يَدينهمْ
وذلـك اللسـان بـاق لم يزل يمضـي عليـه من جلا ومن نزل
لـم يبـق منهمو سوى الأصوات وعجـــب تكلـــم الأمــوات
أحمد شوقي
846 قصيدة
5 ديوان

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.

مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932

1932م-
1351هـ-

قصائد أخرى لأحمد شوقي

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة لم نقف عليها في الشوقيات وهي متداولية في الكثير من المواقع المعنية بأخبار مي زيادة وأردها الأستاذ خالد القشطيني في مقالة له منشورة على الشبكة بعنوان الشعراء في إخوانياتهم قال:

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة كما ورد في مقدمة الديوان إحدى مسرحيات شوقي وسماها "شريعة الغاب" موضوعها انتشار الطاعون في الغاب وكيف تعامل الحيوانات مع الطاعون

أحمد شوقي
أحمد شوقي

تعالي نعش يا ليل في ظل قفرةٍ

أحمد شوقي
أحمد شوقي

أبثك وجدي: غناء طلال الملاح، لحن تراثي