تبارك الرحمن ذو الاحسان

القطعة بعنوان لغة العرب أشاد فيها باللغة العربية وخصائصها والشميل المذكور في البيت 55 هو الأديب شبلي شميّل حامل لواء الإلحاد في مصر ولما مات رثاه حافظ إبراهيم بقصيدة يقول فيها:

إيهِ شِبلي قَد أَكثَرَ الناسُ فيكَ ال قَــولَ حَتّـى تَفَنَّنـوا فـي عِتـابي
قيـلَ تَرثـي ذاكَ الَّذي يُنكِرُ النو رَ وَلا يَهتَـــدي بِهَــديِ الكِتــابِ
الأبيات 60
تبـــارك الرحمــن ذو الاحســان مميــــز الانســـان باللســـان
لــولاه لـم ينهـض بسـائر النعـم ولا عـدا فـي الأرض سـائم النعـم
فهـــو أداة العلـــم والبيــان وهيكــــل الحكمـــة والأديـــان
ومفجــــر الفكـــر والاخـــتراع ومســـتقى اللهـــاة واليـــراع
وصـــدف المنظـــوم والمنثـــور ومصـــحف المعلـــوم والمــأثور
ومســكة العمــران بيــن النـاس علــى العصــور وعلــى الاجنــاس
رب لســــان جمــــع الأقوامـــا وكـــان كــالجنس لهــم قوامــا
واستمســكت واعتصـمت بـه الفطـن كعــروة الملــة أو حبـل الـوطن
ورب شــعب نــال مجــدا بـاللغه لــم يبلـغ الأقـوام فيـه مبلغَـه
كــانت لــه فــي ظلهــا حضـاره رفـــت نعيمـــا وجــرت نضــاره
ســالت علــى الأجيـال مـن ضـياء وأترعــــت قــــرائح الأحيـــاء
وكـــل حســـن كـــامن أو بــاد أودعــه اللــه اللسـان البـادي
هـــذبه العـــرض علـــى الأذواق فيمــا يقيـم القـوم مـن أسـواق
علـــى عكــاظ تتبــارى الجِنَّــه وفـــوق ذي المجـــاز والمجنــه
ويخطــب الكهــان فــي المواسـم سـجع الحمـام فـي الرّبا النواسم
فتأخـــذ القبـــائل البيانـــا أخــذك مــن معــدنه العقيانــا
مهـــــذَّبا منقَّحـــــا منقــــى ملقنـــا مـــن نفســـه ملقّـــى
فــي شــرعة القـول هـو النميـرُ وهـــو علـــى عيـــونه الأميــرُ
مــن لفــظ إســماعيل فيـه حسـْنُ تعشــقته فــي الرســول اللســْنُ
بــــه تحلـــى وبـــه تبـــاهي وبــزّ فــي الفصــاحة الأشــباها
ولــــم يــــزل تـــاجهم الكلامُ والأمـــــراء الصــــاغة الأعلامُ
مجمليــــن باللســـان الأبيـــن بمثلـــه يونـــان لـــم تزيــن
حـــتى حبــاه اللــه بالجزيــل واختـــاره للـــوحي والتنزيــل
شـــــريعة فجرهــــا بحــــران بـــالعلم والحكمـــة يزخـــران
طــام مـن الـوحي فـرات المشـرع فــي زاخــر مــن الحـديث مـترع
فاضـا علـى الصـيد ملـوك البيـد بنـــى زهيـــر وبنـــي لبيـــد
فـــأورد القـــرائح القراحـــا بـل وجـدوا مـاء فكانـا الراحـا
فلا تســـل عــن نهضــة العقــول وكـــثرة المعقـــول والمنقــول
ومــا أطــال الـدين مـن بنيـان للعلــم فــي الــدنيا وللبيـان
ظلــت تعيــن المصــلحين الضـادُ وظـــل للعلـــم بهــا اعتضــادُ
حــتى اســتقلت دولــة الرشــيد ونهضــــت بركنهــــا المشـــيد
تعيرُهــــا فـــارسُ واليونـــانُ كمــا تهــادى الزهــرَ الجنــانُ
وكـــــــل ورد رائع غريــــــب فــي أرض جــور ليــس بــالغريب
مــا أخــذت غيــر صــفي الـروح كــاللطف مــن روح ســرى لــروح
تــرى الــدخيل بالأصــيل أشـكلا لـم يفسـد القـوم عليـه الهيكلا
مــا وســع العلــم والاختراعــا أرحــب منهـا فـي اللّغـى ذراعـا
تـــــــوطنت مختلــــــف البلاد واحـــــدة المغـــــرس والميلاد
كالشــمس بنــت الفلــك المـدار وكــم علــى الأرض لهــا مـن دار
الأرض شـــتى والبيـــان مؤتلــفْ كــالراح دارت فـي إنـاء مختلـفْ
اغـــترف الوليـــد مــن جريــر والمتنــــبي قـــائد الضـــرير
وحـث فـي الشـرق النواسـيُّ القدَحْ وفـي ربـى الغـرب الخفـاجيُّ صـدحْ
فـــي كــل غنَّــاءٍ هــزارٌ شــاد وكـــلّ ظـــل ٍّموضـــع الإنشـــاد
هــذا لســان القــوم يـا بنيّـا علـــى أســـاس ثـــابت مبنيــا
أوديــة تنضــي الخيــال فُســْحَه جـــرت عليهــا للجمــال مســحَهْ
تنزلهــــا أوانـــس المعـــاني بيــن معيــن اللفــظ والمعــان
لســــانك الأول فـــي الكتـــاب ولغــــة الصــــبوة والعتـــاب
فخـــض عبـــاب فقهـــه وســـرِّه وغـــص علـــى صـــحيحه وحـــرّه
لا تـــرضَ منــه مبلــغ الرعــاع وحصـــة الأعمـــى مــن الشــعاع
واقـــرأ علـــوم الســلف الأعلام فإنهـــــــا معــــــالم الكلام
رب قــــديم كشــــعاع الشـــمس ابــن غــدٍ واليــوم وابـن أمـس
وخـــلّ مـــا زيفـــت الليــالي ومـــا نفـــت صــيارف الأجيــال
ولا تضـــع مـــن الجديــد كلــه يفتــك وضــع الشــئ فــي محلـه
ربَّ جديــــدٍ عنــــده المعـــوَّل وربَّ كنــــزٍ لـــم يـــثره الأول
إن طريــــق العقــــل لا يســـدَّ ومــــذهب الأفكــــار لا يحــــدّ
بيــن الجديــد والجديــد مَيِّــل لا تتبــــع طريقــــة الشـــُمَيِّلِ
لا تخلـــط الأعجـــام بـــالأعراب تحجِــلْ وقــاك اللــه كــالغراب
وكـل مـا لـم يـرم عن قوس العرب فليــس فــي نبــع لهـم ولا غـرب
فـــاجر علــى محاســن اللســان تجـــل فـــي مـــواطن الاحســان
وامــش بــآداب الكتــاب تهتــد وقــف بــأبواب الحــديث واجتـد
همــا همــا القـالب فيـه يفـرغ ومعــدن الحســن الـذي لا يفـرغ
أحمد شوقي
846 قصيدة
5 ديوان

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.

مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932

1932م-
1351هـ-

قصائد أخرى لأحمد شوقي

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة لم نقف عليها في الشوقيات وهي متداولية في الكثير من المواقع المعنية بأخبار مي زيادة وأردها الأستاذ خالد القشطيني في مقالة له منشورة على الشبكة بعنوان الشعراء في إخوانياتهم قال:

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة كما ورد في مقدمة الديوان إحدى مسرحيات شوقي وسماها "شريعة الغاب" موضوعها انتشار الطاعون في الغاب وكيف تعامل الحيوانات مع الطاعون

أحمد شوقي
أحمد شوقي

تعالي نعش يا ليل في ظل قفرةٍ

أحمد شوقي
أحمد شوقي

أبثك وجدي: غناء طلال الملاح، لحن تراثي