وطني الهِيامُ وللهيام شواهدُ
الأبيات 21
وطنـــي الهِيــامُ وللهيــام شــواهدُ فـــالقلبُ يخفــقُ والجفــونُ ســواهدُ
والشـــَّوق لا يخبـــو لـــديَّ ضــِرامهُ فـــالرُّوح تصــبو والزَّمــان يُعانــدُ
شــوقي إلــى مَــن شــاد مجــد بلاده فـــإذا المفــاخرُ والمــآثُر زايــدُ
يــا والــد الــوطن الــذي أحيَيْتَـهُ ورفعتَـــهُ ليَحـــارَ فيـــه القاصــدُ
مـــا كــلُّ مــن رامَ الأبُــوَّةَ والــدٌ أو كــلُّ مــن طلــب القيــادة قـائدُ
كــم أعْيَــت الفَلَــواتُ أجيــالاً ومـا لانَــــتْ كـــأنَّ رمـــالهُنَّ حـــدائدُ
أطلَلْــتَ أنــتَ فــإذا بهــا مخضــَرَّةٌ خيراتهــــا لِبَنـــي البلادِ مَـــوائدُ
أحييــــتَ ميِّتهـــا فأضـــحتْ جَنَّـــةً أنهارهـــا تجـــري وأنــت الرَّافــدُ
مـــا كــان للصــَّحراء حُلــم مُزهــرٌ أو كـــان للغَـــبراء وَجْـــهٌ واعــدُ
والـدَّهر ليس له أيادٍ إنَّما للــدَّهر مــن عــزم الرِّجــال سـواعدُ
وتراثنــا تزهــو بـه أيَّامنـا فعلــى لســان الــدَّهر منـه قصـائدُ
لـــولا التَّعلُّـــق بــالتُّراب وعشــقُهُ مــا كـان يمكـث فـي الصـَّحارى واحـدُ
قاســـَى بهــا آباؤنــا أهوالهــا مضـــت القــرون وكــلُّ جيــلٍ صــامدُ
ركِبـوا المنايـا فـي البحـار تحـدِّياً ومــن المحيــط إلـى المحيـط شـواهدُ
فكـــأنَّ أشـــرعة الســَّفينِ ســيوفهمْ ضــربَتْ رقــاب المــوْج وهــو جَلامــدُ
جمَعـوا اللآلـئ كالأسـُود مُغيـرةً وزوابـــع البحــر الغَضــوب حواســدُ
خَطُّـوا علـى صـدر الزَّمـان ملاحِماً فتراثنــــا للمَكرُمــــات مصـــاعدُ
أحييــــتَ ميــــراث البلاد أصـــالةً وتراثنـــا فيــه الفَخــار التَّالــدُ
والشـــَّعب حولـــك وحـــدة ميمونــةٌ اللـــه باركَهـــا فخـــاب الجاحــدُ
شــــيَّدتَ للـــدُّنيا صـــُروحاً جمَّـــةً وتــــألقَتْ بالســــَّاجدين مســــاجدُ
يــا زايــد الخيـر الـذي نزهـو بـه دُم للبلاد فــــإنَّ خيــــرك خالــــدُ
محمد خليفة بن حاضر
6 قصيدة
2 ديوان
محمد بن خليفة بن محمد بن حاضر بن حارب بن حاضر من آل بومهير من قبيلة ياس.

ولد الشاعر «محمد بن حاضر» في فريج الحواضر بمنطقة جميرا في مدينة دبي عام 1948 م، تخرج من جامعة ليدز ببريطانيا في إدارة الأعمال عام 1970 م، بدأ العمل في السلك الدبلوماسي منذ سنة 1972 م، عمل في بداية حياته في سفارة الإمارات العربية المتحدة في بيروت، ثم نقل قنصلاً عاماً في كراتشي بباكستان، ثم ترك العمل الدبلوماسي وأتجه إلى العمل التجاري الخاص، ثم عين عضواً في المجلس الوطني الاتحادي، ممثلاً لامارة دبي، لمدة دورة واحدة، كذلك كان عضواً مؤسساً ونائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم لأكثر من دورة، وعضواً لهيئة تحرير مجلة المنتدى الثقافية التي تصدر من دبي.

أسهم بن حاضر في دعم الحراك الثقافي من خلال العديد من القنوات، إذ أسهم في تأسيس ندوة الثقافة والعلوم بدبي مع الأديب محمد المر وكان حاضراً في المشهد الإعلامي من خلال تواصله مع محبي شعره عبر النشر المستمر. ولقد نشر الكثير من القصائد الفصحي والنبطية في مختلف الصحف والمجلات.

توفي « محمد بن خليفة بن حاضر » في يوم الجمعة 8 يوليو من عام 2011 للميلاد، أثر أصابته بنوبة قلبية في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر 63 عاماً، ودفن في مقابر القوز بدبي.

لعب الشاعر دوراً بارزاً في الحراك الثقافي في الإمارات، لاسيما أنه كان مشغولاً بالبحث عن دور ثقافي مميز تلعبه دبى يرقى إلى مستوى دورها الاقتصادي والعمراني والخدمي، ومن هنا كانت مساعيه في تأسيس دار الندوة للثقافة والعلوم، التي كان خلال سنوات توليه مهمة نائب رئيس مجلس الإدارة فيها شعلة من النشاط. ومن الملامح الشخصية لبن حاضر شهامته، وصدقه، وعروبته، وصراحته، وتسامحه، كان رجل مواقف، خصوصاً تجاه آمته ووطنه، وهو عربي حتى النخاع، ولا يقبل المزايدة في الشأن الوطني والقومي.

 
2011م-
1432هـ-