بِأُفْقِ التَّهانِي كَوْكَبُ السَّعْدِ قَدْ بَدا

قصيدة : رَأتْكَ الإمَارةُ فاَصَطَفتكَ لِنَفسهَا 

أُلقيت هذه القصيدة بين يدي صاحب العظمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم ((أبو ظبي)) في قصره العامر. بمناسبة عيد الأضحى بتاريخ 10 ذي الحجة سنة 1386 هـ الموافق 21/3/1967 م.

الأبيات 40
بِأُفْقِ التَّهانِي كَوْكَبُ السَّعْدِ قَدْ بَدا وَطَيْـرُ الْهَنا فِي عِيدِ "زائِدَ" غَرَّدَا
مَلِيـكٌ غَـدا لِلشـَّعْبِ عِـزّاً ومَـوْئِلاً وَزَائِدَ أَلْطَــافٍ وَقَــدْ عَـزَّ مَوْلِـدَا
فَـذَا "زائِدٌ" قَـدْ أنْجَحَ اللهُ سَعْيَهُ وَمَــدَّ لَــهُ فِـي كُـلِّ مَكْرُمَـةٍ يَـدَا
وَذا "زائدٌ" مَــنْ لِلْعُرُوبـةِ مَـوْئِلٌ وَلِلْخَلْـقِ فِـي الْإِحْسـانِ أَصْبَحَ مُنْجِدَا
تَجَلَّـتْ عَلـى الشـَّعْبِ السَّعيدِ بِعِيدِهِ بَشــائِرُ ســَعْدٍ بِالْفَخـارِ لِيَسـْعَدَا
بِـهِ الشـَّعْبُ أَمْسـَى لِلزَّمانِ مُفَاخِراً وَفِـي "عِيـدِهِ" رُكْنُ الْعُلا قَدْ تَأَيَّدَا
وَفاضـَتْ عَلَيْنـا بِالتَّهـانِي مَناهِـلٌ فَـأَجْرَيْنَ بَحْـراً بِالْمسـَرَّاتِ مُزْبِـدَا
وَهَــذا "أَبــو ظَبْيٍ" يَمِيـسُ مَسـَرَّةً فَيُطْــرِبُ أَحْبابــاً وَيُكْــدِرُ حُسـَّدَا
وَمــا زالَ يَســْمُو رِفْعَـةً بِمَليكِـهِ وَيَجْمَـعُ شـَمْلُ الْمَجْـدِ ما قَدْ تَبَدَّدَا
وَأَرْشـَفَنا مِـنْ خَمْـرَةِ الْأُنْـسِ أَكْؤُساً وَطـابَ لَنـا فِي قَصْرِ "زائِدَ" مَوْرِدَا
فَيـا زائِدَ الْأَفْضـالِ لا زِلْـتَ والِداً فَقَـدْ طِبْـتَ مَوْلُوداً وَقَدْ طِبْتَ مَوْلِدَا
وَيـا زائِداً قَدْ حازَ شَعْبُكَ وَازْدَهَى بِإِسـْمِكَ فِـي الـدُّنْيا عَلاءً وَسـُؤْدَدَا
مَلَكْــتَ الْمَعـالي وَانْفَـرَدْتَ بِهِمَّـةٍ بِهــا صـارَ عُمْـرانُ الْبِلادِ مُشـَيَّدَا
حَلَلْــتَ مَحَلاًّ عَــزَّ إِدْراكُــهُ عَلــى سـِواكُمْ فَـدُمْ عـالِي الْجَنابِ مُسَدَّدَا
رَأَتْـكَ (الْإِمـارَةُ) فَاصْطَفَتْكَ لِنَفْسِها وَلَيْـس سـِواكَ الْيَـوْمَ تَرْضـاهُ سَيِّدَا
أتَيْـتَ بِهَـذا الْعَصـْرِ لِلنَّـاسِ رَحْمَةً وَأَصـْبَحَ رُكْـنُ الْمَجْـدِ فِيـكَ مُعَبَّـدَا
وَأَحْيَيْـتَ مِنْ أَرْضِ الْعُرُوبَةِ "ظَبْيَها" وَلَـوْلاكَ هَـذا "الظَّبْيُ يا سَيِّدِي سُدَى
وَمــا أَنْـتَ إلَّا بَحْـرُ فَضـْلٍ وإَنَّهـا دَوامـاً إلَيْـكَ الْيَـوْمَ تَطْلُبُ مَوْرِدَا
جَمَعْــتَ لِأَســْبابِ الْمَحامِــدِ جُلَّهـا وَقَـدْ صـِرْتَ ما بَيْنَ الْعَواهِلِ فَرْقَدَا
فَكَــمْ نِعْمَــةٍ أَسـْدَيْتَها فَبَـذَلْتَها وَصــَيَّرْتَ أَحْــرارَ الْبَرِيَّـةِ أَعْبُـدَا
لَكُـمْ نَفْـسُ حُـرٍّ فِـي الْأَنامِ صَنِيعُها قَـدِ اسـْتَعْبَدَ الْأَحْـرارَ فَضـْلًا وقَيَّدَا
فَتىَ الْمَجْدِ يُفْنِي فِي الْمَكارِمِ مالَهُ وَيَبْقَـى لَـهُ الـذِّكْرُ الْجَمِيلُ مُخَلِّدَا
تَعَــوَّدتُمُ فِعْــلَ الْجَمِيــلِ وَإنمَّـا "لِكُـلِّ امْـرِئٍ مِـنْ دَهْرِهِ ما تَعَوَّدَا"
مَحَــوْتَ بِماضـِي الْعَـزْمِ كُـلَّ مُلِمَّـةٍ وَلَـمْ تَخْـشَ خَطْباً حَيْثُما رُمْتَ مَقْصِدَا
أُكَـرِّرُ فِـي ذِكْراكُـمُ الْعَـوْدَ لِلْهَنا وَفِـي غَيْرِ هَذا لا أَرَى الْعَوْدَ أَحْمَدَا
فَصـَوْبُ التَّهـانِي مِثْـلُ دائِرَةٍ غَـدَا فَمــا تَنْتَهِــي حَتَّـى أَراهُ تَجَـدَّدَا
فيـا "زائِداً" يُهْنِيـكَ عِيـدٌ مُؤَثَّـلٌ بِكُـمْ قَـدْ غَـدَا رَوْضُ السُّعُودِ مُوَرِّدَا
سـُعِدْتَ بِهَـذا الْعِيـدِ وَهْـوَ مُبَـارَكٌ بَـلِ الْعِيدُ يَهْنَى إِذْ غَدا بِكَ أَسْعَدَا
وَ"آلُ نُهَّيَّـــانَ" الْكِــرامُ أَعِــزَّةٌ سَأَشــْدُو لَهُـمْ بِـالتَّهْنِئاتِ مُغَـرِّدَا
لِنَرْفَــعَ لِلْأَجْيــالِ فِيهِـمْ رُؤُوسـَنا وَنَفْخَـرَ فِيهِـمْ مَـنْ يُفـاخِرُ مُنْشـِدَا
أَيـا "زائِداً" مِنِّـي إِلَيْـكَ قَصـيدَةٌ كَعِقْــدِ جُمــانٍ بِالْمَعَـاني تَنَضـَّدَا
أَزِفُّ إِلــى عَلْيـاكَ بَلْقِيـسَ مِـدْحَتِي فَأَعْتِـدْ لَهـا صـَرْحَ الْقَبُـولِ مُمَرَّدَا
فَــإِنِّي لَأَرْجُــو أَنْ أُبلَّــغُ مُكْنَــةً أَصـُوغُ بِهـا عِقْـدَ الْمَدِيـحٍ مُعَسْجَدَا
وَهَـذا رَجـائِي وَهْـوَ غايَـةُ مَقْصـِدِي فَحاشــاكَ لِلرَّاجِــي تُخَيِّـبُ مَقْصـِدَا
وَنَفْـدِيكَ بِـالْأَرْواحِ مـا دُمتَ لِلْعُلى وَحَـقٌّ لِمَـنْ قَـدْ كـانَ مِثْلَـكَ يُفْتَدَى
فلا زِلْــتَ مَحْفُوفــاً بِحِفْـظِ إِلَهِنـا يُبَـوِّئُكُمْ مِـنْ بـاذِخِ الْمَجْـدِ مَسْنَدَا
وَلا زِلْــتَ فِــي ظِـلِّ الْإِلَـهِ مُنَعَّمـاً قَرِيــنَ ســُعُودٍ بِالْفَخــارِ مُقَلَّـدَا
وَلا زِلْــتَ كَهْفــاً نَســْتَظِلُّ بِظِلِّــهِ كَمـا لَـمْ تَزَلْ أَيْدِيكَ لِلنَّاسِ مَوْرِدَا
وَلا زِلْــتَ حِصــْناً لِلْبِلادِ وَمَــوْئِلاً بِجَــدْواكَ يُسـْتَغْنى وَفَضـْلُكَ يُقْتَـدَى
وَدُمْ فِـي مُقَامِ الْعِزَّ بِالسَّعْدِ رافِلاً و"زائِدُ" مَجْـدٍ دائِمُ الْعِـزِّ سـَرْمَدَا
محمد شريف الشيباني
21 قصيدة
1 ديوان

قصائد أخرى لمحمد شريف الشيباني

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

قصيدة : تَمَلّكتْ شهواتِ النَفسِ عفْتُهُ 

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

قصيدة : فاَهنَا بصَومِكَ وَلتَدُم في نعِمَةٍ  

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

القصيدة : ضَاءَتْ أبو ظبيٍ بأوبكَ بَهجةً 

محمد شريف الشيباني
محمد شريف الشيباني

قصيدة : حياكَ عيسى وأقوامٌ له كرمتُ