يا منشدا في رسم ربع خال

قال ابن رشيد: ومما قرأته بخط شيخنا أبي اليمن ابن عساكر رضي الله عنه، مما نسبه لنفسه، وقد أورده أيضا في الجزء الذي خرجه في صفة النعل الكريمة معرفا بأنه من نظمه، وبينه وبين هذه التي نقلت من خطه بعض اختلاف، وكانت تلك النسخة مسموعة عليه، وأنا أورد بحول الله هذه الأبيات على ما نقلته من خطه، ثم أتبع ذلك بما وقع من الاختلاف بينه وبين المسموع عليه، وقال فيما خطه بيده أنه قاله حين شاهد مثال نعل سيدنا المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثم اورد القصيدة ثم قال):

انتهت القطعة التي وجدت بخطه رضي الله عنه، وأما التي في النسخة المنقولة من المسموعة على من سمعها عليه فتوالت فيها الأبيات الثلاثة الأولى، والبيت الرابع فيها:

أثــر لــه فقلوبنـا أثـر بهـا شــغل الخلــي بحـب ذات الخـال
الأبيات 16
يـا منشـدا فـي رسـم ربـع خـال ومناشـــــدا لــــدوارس الأطلال
دع نــدب آثــار وذكــر مــآثر لأحبـــة بـــانوا وعصــر خــال
والثـم ثـرى الأثـر الأثير فحبذا إن فـزت منـه بلثـم ذا التمثال
قبلـ، لـك الإقبـال، نعـل أخمـص حـــل الهلال بــه محــل قبــال
أثــر لــه بقلوبنـا أثـر بهـا شــغل الخلــي بحـب ذات الخـال
ألصـق بهـا قلبـا يقلبـه الهوى وجــدا علــى الأوصـاب والأوجـال
ســتبل حــر جـوى ثـوى بجوانـح فـي الحـب مـا جنحـت إلى الإبلال
صــافح بهــا خـدا وعفـر وجنـة فــي تربهـا وجـدا وفـرط تغـال
يا شبه نعل المصطفى نفسي الفدا لمحلـك الأسـمى الشـريف العـالي
هملـت لمـرآك العيـون وقـد نأى مرمـى العيـان بغيـر مـا إهمال
وتــذكرت عهـد العقيـق فنـاثرت شــوقا عقيــق المـدمع الهطـال
وصـبت فواصـلت الحنين إلى الذي فـي الحـب بـالي منـه في بلبال
أذكرتنـي قـدما لهـا قـدم العلا والجــود والمعــروف والإفضــال
ولها المفاخر والمآثر في الدنا والــدين فـي الأقـوال والأفعـال
لــو أن خــدي يحتـذى نعلا لهـا لبلغـت مـن نيـل المنـى آمـالي
أو أن أجفــاني لمــوطئ نعلهـا أرض ســـمت عـــزا بــذا الإذلال
أبو اليمن ابن عساكر
29 قصيدة
1 ديوان

عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بن هِبَةِ اللَّهِ الدمشقي،أمين الدين أبو اليمن المعروف بابن عساكر الشافعي نزيل مكة: شيخ الحجاز في عصره وأحد أبطال معركة تحرير دمياط (1) من الفرنسيس ومؤرخ وقائعها وجده زين الأمناء الحسن بن محمد هو ابن أخي الحافظ ابن عساكر (علي بن الحسن بن هبة الله) صاحب تاريخ دمشق.

ترجم له الرحالة ابن رُشيد السبتي في "ملء العيبة" ترجمة مطولة ضمنها الكثير من شعره ثم قال: (وشعره رضي الله عنه كثير، وقد كتبنا منه جملة في غير هذا الموضع تركناه هنا اختصارا) وكان قد التقاه في ذي الحجة عام 684هـ قبل وفاته بسنة وخمسة أشهر.

قال: أبو اليمن العالم المحدث الأديب الشاعر الشيخ . سمع من جده زين الأمناء أبي البركات الحسن بن عساكر، والموفق بن قدامة والمجد محمد بن الحسين القزويني، وأبي القاسم بن صصرى وأبي محمد المنى، وجماعة بدمشق والقاهرة والإسكندرية وخلق ببغداد، وأجاز له المؤيد بن محمد الطوسي، وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروي، وأبو محمد القاسم بن عبد الله الصفار، وإسماعيل بن عثمان القارئ، وعبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري، في آخرين، وحدث بالكثير، وله تأليف كثيرة وشعر حسن، وخط جيد، وكان ثقة فاضلًا عالما، جيد المشاركة في العلوم، بديع النظم، صاحب دين وعبادة وإخلاص، وكل من يعرفه يثني عليه، ويصفه بالدين والزهد، وجاور أربعين سنة، وكان شيخ الحجاز في وقته، ورحل به أبوه إلى العراق سنة أربع وثلاثين، فسمع بها مع أبيه تاج الدين، ثم حج من بغداد سنة خمس وثلاثين، ورجع إلى الشام ونال بها وبمصر الرتبة العليا، والجاه العظيم عند السلطان، ولم يزل كذلك إلى عام سبعة وأربعين وست مائة، حتى وصل الفرنسيس إلى الديار المصرية في العام المعروف بعام دمياط ...إلخ

وترجم له الحافظ ابن فهد في كتابه "لحظ الألحاظ" قال ما ملخصه: (الإمام العلامة الحافظ الزاهد أمين الدين الدمشقي ثم المكي: مولده في سنة أربع عشرة وستمائة وكان قوي المشاركة في العلوم لطيف الشمائل بديع النظم خيرا صالحا صاحب صدق وتوجه، اعتنى من صغره بالعلم خصوصا الحديث ... وانقطع بمكة المشرفة نحوًا من أربعين سنة ومات بالمدينة الشريفة -على الحالِّ بها أفضل الصلاة والسلام- في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وستمائة -رحمه الله تعالى).

(1) انظر في ذلك قصيدته الميمية قبل الحرب وأولها:

جلــل أصــابك والخطـوب جسـام فــالقلب دام والــدموع سـجام

وقصيدته الرائية في وصف النصر وأولها:

أما شاقكم روض القتال وقد سرى إليكـم نسـيم النصـر وهو معطر

وكان ذلك يوم 21/ صفر/ 647هـ الموافق 4/ 6/ 1249م ولا تزال دمياط حتى اليوم تحتفل بهذا النصر، وباعتقالها لويس التاسع عشر قائد الحملة الفرنسرية وسجنه في دار فخر الدين ابن لقمان (كاتب الإنشاء) كما وصف ذلك الشاعر جمال الدين ابن مطروح في قصيدته:

قـــل للفرنســـيس إذا جئتـــه مقــال صــدق مـن قـؤول نصـيح

وهذه المعركة أشهر معارك الفرنجة بعد حطين وقد ذكرها دانتي في "الكوميديا الإلهية" أما لويس التاسع عشر فاسمه في التاريخ العربي (ريد إفرنس) وترجم له الصفدي باسمه (بولش) وترجم له ابن تغري بردي في المنهل الصافي باسم (بواش) ووفاته عام (661هـ) وكانت جيوش مصر بقيادة بيبرس في أول أيام شجرة الدر وكان زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب قد توفي أثناء محاصرة دمياط وكان ابنه الملك المعظم تورانشاه خارج مصر فلما عاد اغتيل أثناء الاحتفال بالنصر. والمنصورة التي تذكر في أخبار دمياط هي قلعة بناها والد نجم الدين أيوب بالقرب من دمياط لتحريرها من يد الفرنجة انظر حديث ابن خلدون المفصل عن هذه الوقعة عن طريق البحث عن: (وكان أبوه قد اتخذ لنزله هنالك قلعة سماها المنصورة)

1287م-
686هـ-

قصائد أخرى لأبي اليمن ابن عساكر

أبو اليمن ابن عساكر
أبو اليمن ابن عساكر

 القطعة من شعر أبي اليمن في ترجمته في كتاب "العقد الثمين" للفاسي (الترجمة رقم (1812) وقدم لها بقوله:

أبو اليمن ابن عساكر
أبو اليمن ابن عساكر

القصيدة من شعر أبي اليمن في ترجمته في كتاب "العقد الثمين" للفاسي (الترجمة رقم (1812)

أبو اليمن ابن عساكر
أبو اليمن ابن عساكر

القصيدة من شعر أبي اليمن في ترجمته في كتاب "العقد الثمين" للفاسي (الترجمة رقم (1812)

أبو اليمن ابن عساكر
أبو اليمن ابن عساكر

القصيدة من شعر أبي اليمن في ترجمته في كتاب "العقد الثمين" للفاسي