بأستار بيت الله قم متمسكا

قال ابن رُشيد: ومن نظمه رضي الله عنه وهو من جملة المجاز

الأبيات 27
بأسـتار بيـت اللـه قـم متمسكا وبـالله عـذ مـن ناره أن تمسكا
ولا تعتصــم إلا بحبــل اعتصـامه فلا بســـوى تــوفيقه لا تمســكا
ولـذ بحمـاه فاسـتلم ثم فالتزم وعظـم علـى التقـوى شعائر ربكا
وجـدد عهـودا فـي معاهدها التي إلـى مـن بها برح اشتياقك شفكا
معاهــد للأرواح فيهــا معــارف غــذاك هواهـا إذ سـقاك فعلكـا
فمـن حبهـا وافيـت أشـعث أغبرا تلــبي لــرب باللطــائف ربكـا
عليـك شـعار الحـب تزهـى ببذلة تبـذلتها للـه مـن زهـو ملككـا
فجـددت رسـم الوصـل بعـد دروسه وطفـت كمـا طـاف المحبون قبلكا
فقـرة عيـن منـك كـم سـخنت شجى بمنيـة قـرب نلتـه بعـد بعـدكا
ويـا بـرد حـر الشوق منك بوقفة بملـتزم تنهـي وتشـرح مـا بكـا
فصـافح يميـن اللـه ذكرى لعبده وقـل آبـق وافـى وفـاء بعهـدكا
وقـض بما بين الحجون إلى الصفا شـجون هـوى من أجلها طال شجوكا
نعمــت بنعمــان فظــل أراكهـا مقيلـك طـوبى ثـم طـوبى ليهنكا
فبشـراك منهـا موقـف عـز موقفا تنـال بـه الزلفـى ويغفر ذنبكا
يبـاهي بـك الله الملائكة العلى ظفـرت لعمـري ثـم قـد جـد جدكا
وعرفـت تعريف الألى عرفوا الهوى وما أنكروا من بعد ذاك فمن لكا
بشــطي إلال ثـم فـي سـفح نـابت تـراوح كي يرتاح في الحب قلبكا
ومــن عجــب أن الأعــاجيب جمـة طلـوع لسـعد فـي أفـول لشمسـكا
فلمـا قضـى منهـا هـواك شـجونه دفعـت إلـى جمـع بطـائر يمنكـا
أفضـت وقـد فاضـت عليك إلى منى مــواهب أسـرار بهـا بـر حجكـا
فـوفيت نـذرا ثـم قضـيت للمنـى بهـا تفثـا مـن رمي جمر وحلقكا
فـإن لـم تكـن أهلا لـذ حق أهله فقــل رب أهلنـي لـذاك بفضـلكا
وقفــت لتوديــع وقـوف شـجٍ جـوٍ تودعهــا حزنــا وتسـأل عودكـا
وهـل يرحم البين المجد أخا أسى شـكا فرقة الأحباب أو موجعا بكى
ولكـن سـفح الـدمع يشـفي صبابة لـذي لوعـة فاسـفح لنأيك دمعكا
تـزود فقـد أعجلـت منهـا بنظرة عسـى عـودة مـن قبل ترحل عيسكا
فما في الدنا وقت كوقتك في منى ولا مثــل نعمـان الأراك بأرضـكا
أبو اليمن ابن عساكر
29 قصيدة
1 ديوان

عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بن هِبَةِ اللَّهِ الدمشقي،أمين الدين أبو اليمن المعروف بابن عساكر الشافعي نزيل مكة: شيخ الحجاز في عصره وأحد أبطال معركة تحرير دمياط (1) من الفرنسيس ومؤرخ وقائعها وجده زين الأمناء الحسن بن محمد هو ابن أخي الحافظ ابن عساكر (علي بن الحسن بن هبة الله) صاحب تاريخ دمشق.

ترجم له الرحالة ابن رُشيد السبتي في "ملء العيبة" ترجمة مطولة ضمنها الكثير من شعره ثم قال: (وشعره رضي الله عنه كثير، وقد كتبنا منه جملة في غير هذا الموضع تركناه هنا اختصارا) وكان قد التقاه في ذي الحجة عام 684هـ قبل وفاته بسنة وخمسة أشهر.

قال: أبو اليمن العالم المحدث الأديب الشاعر الشيخ . سمع من جده زين الأمناء أبي البركات الحسن بن عساكر، والموفق بن قدامة والمجد محمد بن الحسين القزويني، وأبي القاسم بن صصرى وأبي محمد المنى، وجماعة بدمشق والقاهرة والإسكندرية وخلق ببغداد، وأجاز له المؤيد بن محمد الطوسي، وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروي، وأبو محمد القاسم بن عبد الله الصفار، وإسماعيل بن عثمان القارئ، وعبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري، في آخرين، وحدث بالكثير، وله تأليف كثيرة وشعر حسن، وخط جيد، وكان ثقة فاضلًا عالما، جيد المشاركة في العلوم، بديع النظم، صاحب دين وعبادة وإخلاص، وكل من يعرفه يثني عليه، ويصفه بالدين والزهد، وجاور أربعين سنة، وكان شيخ الحجاز في وقته، ورحل به أبوه إلى العراق سنة أربع وثلاثين، فسمع بها مع أبيه تاج الدين، ثم حج من بغداد سنة خمس وثلاثين، ورجع إلى الشام ونال بها وبمصر الرتبة العليا، والجاه العظيم عند السلطان، ولم يزل كذلك إلى عام سبعة وأربعين وست مائة، حتى وصل الفرنسيس إلى الديار المصرية في العام المعروف بعام دمياط ...إلخ

وترجم له الحافظ ابن فهد في كتابه "لحظ الألحاظ" قال ما ملخصه: (الإمام العلامة الحافظ الزاهد أمين الدين الدمشقي ثم المكي: مولده في سنة أربع عشرة وستمائة وكان قوي المشاركة في العلوم لطيف الشمائل بديع النظم خيرا صالحا صاحب صدق وتوجه، اعتنى من صغره بالعلم خصوصا الحديث ... وانقطع بمكة المشرفة نحوًا من أربعين سنة ومات بالمدينة الشريفة -على الحالِّ بها أفضل الصلاة والسلام- في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وستمائة -رحمه الله تعالى).

(1) انظر في ذلك قصيدته الميمية قبل الحرب وأولها:

جلــل أصــابك والخطـوب جسـام فــالقلب دام والــدموع سـجام

وقصيدته الرائية في وصف النصر وأولها:

أما شاقكم روض القتال وقد سرى إليكـم نسـيم النصـر وهو معطر

وكان ذلك يوم 21/ صفر/ 647هـ الموافق 4/ 6/ 1249م ولا تزال دمياط حتى اليوم تحتفل بهذا النصر، وباعتقالها لويس التاسع عشر قائد الحملة الفرنسرية وسجنه في دار فخر الدين ابن لقمان (كاتب الإنشاء) كما وصف ذلك الشاعر جمال الدين ابن مطروح في قصيدته:

قـــل للفرنســـيس إذا جئتـــه مقــال صــدق مـن قـؤول نصـيح

وهذه المعركة أشهر معارك الفرنجة بعد حطين وقد ذكرها دانتي في "الكوميديا الإلهية" أما لويس التاسع عشر فاسمه في التاريخ العربي (ريد إفرنس) وترجم له الصفدي باسمه (بولش) وترجم له ابن تغري بردي في المنهل الصافي باسم (بواش) ووفاته عام (661هـ) وكانت جيوش مصر بقيادة بيبرس في أول أيام شجرة الدر وكان زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب قد توفي أثناء محاصرة دمياط وكان ابنه الملك المعظم تورانشاه خارج مصر فلما عاد اغتيل أثناء الاحتفال بالنصر. والمنصورة التي تذكر في أخبار دمياط هي قلعة بناها والد نجم الدين أيوب بالقرب من دمياط لتحريرها من يد الفرنجة انظر حديث ابن خلدون المفصل عن هذه الوقعة عن طريق البحث عن: (وكان أبوه قد اتخذ لنزله هنالك قلعة سماها المنصورة)

1287م-
686هـ-

قصائد أخرى لأبي اليمن ابن عساكر

أبو اليمن ابن عساكر
أبو اليمن ابن عساكر

 القطعة من شعر أبي اليمن في ترجمته في كتاب "العقد الثمين" للفاسي (الترجمة رقم (1812) وقدم لها بقوله:

أبو اليمن ابن عساكر
أبو اليمن ابن عساكر

القصيدة من شعر أبي اليمن في ترجمته في كتاب "العقد الثمين" للفاسي (الترجمة رقم (1812)

أبو اليمن ابن عساكر
أبو اليمن ابن عساكر

القصيدة من شعر أبي اليمن في ترجمته في كتاب "العقد الثمين" للفاسي (الترجمة رقم (1812)

أبو اليمن ابن عساكر
أبو اليمن ابن عساكر

القصيدة من شعر أبي اليمن في ترجمته في كتاب "العقد الثمين" للفاسي