نَبِيٌّ مِن الغِرْبانِ ليس على شَرْعِ

وقال يودع بغداد .

المصدر : ديوان أبي العلاء المعري المشهور بسقط الزند.

وقف على طبعه جناب العالم الاديب والشاعر البليغ المعلم شاكر شقير البستاني

مساعد في تأليف دائرة المعارف واضيف اليه جدول قاموسي يتضمن الالفاظ اللغوية

طبع بنفقة الخواجا لطف الله الزهار صاحب المكتبة الوطنية ( بالمطبعة الادبية في بيروت سنة 1884) ص 92

 
الأبيات 57
نَبِـيٌّ مِـن الغِرْبـانِ ليـس علـى شَرْعِ يُخًبّرُنــا أنّ الشـُّعوبَ إلـى الصـَّدْعِ
أُصــَدّقُهُ فــي مِرْيَــةٍ وقـد امْتَـرَتْ صـَحابةُ موسـى بعْـدَ آيـاتِه التّسـْعِ
كــأنّ بفِيــهِ كاهِنــاً أو مُنجِّمــاً يُحَــدّثُنا عمّـا لَقِينـا مِـن الفَجْـع
ومـا كـان أفْعَـى أهْـلِ نَجْرَان مثْلَه ولكـنّ للإنْـسِ الفضـِيلةَ فـي السـمْع
ومـا قـامَ فـي عُلْيـا زُغـاوَة مُنْذِرٌ فمـا بـالُ سـُحْمٍ يَنْتَجيـنَ إلـى بُقْع
تَلاقٍ تَفَـــرّى عـــن فِــراقٍ تَــذَمّهُ مَـآق وتكسـيرُ الصـّحائحِ فـي الجَمْع
وشــَكْلَيْن مـا بَيْـنَ الأثـافيّ واحِـدٌ وآخَــرُ مُــوفٍ مِـن أراكٍ علـى فَـرْع
أتـى وهْـوَ طَيّـاُر الجنـاحِ وإنْ مشى أشـاحَ بمـا أعْيـا سَطيحاً من السّجْع
يُجيـــبُ ســَماوِيّاتِ لَــوْنٍ كأنّمــا شـَكِرْنَ بشـَوْقٍ أو سـَكِرْنَ مـن البِتْـع
تَــرَى كـلَّ خَطْبـاءِ القَميـصِ كأنّهـا خَطيـبٌ تنمّـى فـي الغَضِيضِ من اليَنْع
إذا وَطِئَتْ عــوداً برِجْــلٍ حســِبْتَها ثقيلـةَ حِجْـلٍ تَلمِسُ العودَ ذا الشِّرْع
مـتى ذَنّ أنْـفُ البَـرْدِ سـِرْتُمْ فلَيْتَهُ عَقِيـبَ التّنـائي كـان عوقِبَ بالجَدْع
ومـا أوْرَقَـتْ أوْتـادُ دارِكَ بـاللِّوَى ودارَةَ حــتى أُســْقِيَتْ سـَبَلَ الـدمْع
ذكَـرْتُ بهـا قِطْعـاً مِن الليلِ وافياً مَضـَى كمُضـِيّ السـّهمِ أقصـَرَ مـن قِطْع
ومـا شـَبّ نـاراً فـي تِهامـةَ سـامِرٌ يـدَ الـدهرِ إلاّ أبَّ قلبُـكَ فـي سـَلْع
حكَـتْ وهْـي تُجْلى ناظرَ السبُعِ اجْتلى مـع الليـلِ أكْلى والرّكابُ على سَبْع
حَمَلْـتُ لهـا قلْـبَ الجَبـانِ ولم أزَلْ شـُجاعَ الهَـوَى لـولا رَحيـلُ بَني شَجْع
وفـي الحَـيّ أعْرابِيّـةُ الأصـْلِ مَحْضـَةٌ مـن القـوْمِ أعرابيّةُ القوْلِ بالطّبْع
وقـد دَرَسـَتْ نحـوَ السـُّرَى فهْـي لَبّةٌ بمـا كـان من جَرّ البَعيرِ أوِ الرَّفْع
ألِفْــتِ المَلا حـتى تعلّمْـتِ بـالفَلا رُنُـوَّ الطَّلا أو صـَنْعَةَ الآلِ في الخَدْع
ومَـن يَتَرَقّـبْ صـَوْلَةَ الـدهرِ يَلْقَهـا وَشـيكاً وهـل تُرْضـي الأساوِدُ بالوَكْع
إذا الضـّبُعُ الشـّهْباءُ حَلّـتْ بساحتي نَضــَوْتُ عليهـا كـلّ مَـوّارَةِ الضـّبْع
وقـالَ الوليـد النّبْـعُ ليـس بمُثْمِرٍ وأخْطـأ سـِرْبُ الـوَحْشِ مِن ثمَرِ النّبْع
أُوَدّعُكُـمْ يـا أهـلَ بَغـدادَ والحَشـَا علـى زَفَـراتٍ مـا يَنِيـنَ مِـن اللّذْع
وَدَاعَ ضــَنًى لــم يَســتَقِلَّ وإنّمــا تحامَـلَ مـن بَعْـدِ العِثـارِ على ظَلْع
إذا أطّ نِسـْعٌ قلـتُ والـدّوْمُ كـارِبي أجِــدّكمُ لـم تفْهَمـوا طَـرَبَ النِّسـْع
فبِئْسَ البَـديلُ الشـأمُ مِنكـمْ وأهلُه علــى أنّهـمْ قـوْمي وبَيْنَهُـمُ رَبْعـي
ألا زَوِّدُونــي شــَرْبَةً ولــو أنّنــي قَــدَرْتُ إذا أفنَيْـتُ دِجلـةَ بـالجَرْع
وأنّـى لنـا مِـن مـاء دِجْلَـةَ نُغْبَـةٌ على الخِمْسِ من بُعْدِ المَفاوِزِ والرِّبع
وســاحِرَةِ الأطــرافِ يَجْنـي سـَرَابُها فَتَصــْلُبُ حِرْبــاءً بَرِيّـاً علـى جِـذْع
ومـا الفُصَحاءُ الصِّيدُ والبَدْوُ دارُها بأفْصــَحَ قـوْلاً مِـن إمـائِكُمُ الوُكْـع
أدَرْتُـمْ مَقـالاً فـي الجِـدالِ بألسـُنٍ خُلِقْــنَ فجــانَبْنَ المَضــَرّةَ للنّفْـع
سـأُعْرِضُ إنْ نـاجَيْتُ مـن غيرِكـم فتىً وأجعَـلُ زوًّ ا مِـن بَنـانيَ فـي سَمْعي
غُـذيتُ النّعـامَ الـرّوحَ دونَ مَزارِكُمْ وأســهَرَني زأرُ الضــّراغِمَةِ الفُـدْع
ومـا ذاد عنّـي النّـومَ خوفُ وُثوبِها ولكـنّ جَرْسـاً حـالَ فـي أُذُنَـيْ سـِمْع
وكـم جُبْـتُ أرضاً ما انْتَعَلْتُ بمَرْوِها وجـاوَزْتُ أُخـرَى مـا شَددتُ لها شِسْعي
وبِــتُّ بمُســْتَنّ اليَرابيــعِ راقِـداً يُطَـوِّفْنَ حـوْلي مِـن فُـرادى ومن شَفْع
أبَيْــتُ فلـم أَطْعَـمْ نَقيـعَ فراقِكـمْ مُطاوَعَــةً حـتى غُلِبْـتُ علـى النَّشـْع
فنــادَيْتُ عَنْســي مـن ديـارِكُم هَلا وقلــتُ لســَقْبي عـن حِياضـِكُمُ هِـدْع
صــَحِبْتُ إليكــمْ كــلَّ أطلَـسَ شـاحبٍ ينـوطُ إلـى هـادِيهِ أبْيـضَ كـالرَّجْع
علَيْـه لِبـاسُ الخُلْـدِ حُسـْناً ونَضـْرَةً ولـم يُـرْبَ إلاّ في الجَحيمِ من الصُّنْع
وأبْـرَزَهُ مِـن نـارِهِ القيْـنُ أخْضـَراً كـأنْ غِيـثَ فيهـا بـالتّلَهّبِ والسَّفع
ولـولا الـوَغَى فـي الحرْبِ أسمَعَ رَبَّهُ ألِيلَ المَنايا في المُثارِ من النَّقْع
ويــأبَى ذُبــابٌ أنْ يَطُــورَ ذُبـابَهُ ولـو ذابَ مِـن أرْجـائِهِ عَمَـلُ الرُّصْع
تَلَـــوَّنَ للأقْـــرانِ فــي هَبَــواتِه تلَـوُّنَ غـولِ القَفْـرِ للعـاجِزِ المِجْع
تقــول بَــدا فـي سـُنْدُسٍ أو مُـوَرَّدٍ مـن اللِّبْـسِ أو عَصـْبٍ يَرُوقُكَ أو نصْع
يـدِرّ بـه خِلْـفُ المَنـونِ دمَ الطُّلـى ويَكْبُـرُ عـن فَطْـرِ الـوَلائِدِ والرَّضـْع
فيـا لـكَ مِـنْ أمْـنٍ تَقَلّـدَهُ الفـتى وبـاتَ بـه الأعـداءُ فـي خِطّـةٍ بِـدْع
ولمّـا ضـَرَبْنا قَـوْنَسَ الليـلِ من عَلٍ تَسـَرّى بنَضـْخِ الزّعْفَـرانِ أوِ الـرَّدْع
كـأنّ الـدّجى نُـوقٌ عَرِقْـنَ مِن الوَنَى وأنْجُمُهـــا فيهــا قلائِدُ مِــن وَدْع
لبِســْتُ حِــداداً بعْـدكمْ كـلَّ ليلـةٍ من الدُّهْمِ لا الغُرّ الحِسانِ ولا الدُّرْع
أظُــنّ الليـالي وهْـيَ خُـونٌ غَـوَادِرٌ بِــرَدّي إلـى بَغـدادَ ضـَيّقَةَ الـذَّرْع
وكــان اختِيـاري أنْ أمـوتَ لَـدَيْكُمُ حَميـداً فمـا ألْفَيْـتُ ذلكَ في الوُسْع
فليْـتَ حِمـامي حُـمّ لـي فـي بلادِكُـمْ وجـالَتْ رِمـامي فـي رِيـاحِكمُ المِسْع
ولَيْــتَ قِلاصــاً مِلْعِــراقِ خَلَعْنَنــي جُعِلْـنَ ولـم يَفْعَلْـنَ ذاكَ مـن الخَلْع
فــدُونكُمُ خَفْــضَ الحيــاةِ فإنّنــا نصـَبْنا المَطايا بالفَلاةِ على القَطْع
تعَجّلْـتُ إنْ لـم أثْـنِ جُهْـدي عليكُـمُ سـَحابَ الرّزايـا وهـي صائِبَةُ الوَقْع
أَبو العَلاء المَعَرِي
1788 قصيدة
6 ديوان

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.

وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).

1057م-
449هـ-

قصائد أخرى لأَبو العَلاء المَعَرِي

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت ذكره العبدري في رحلته أثناء حديثه عن الحجون بمكة قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت أورده ابن بسام في الذخيرة في ترجمة الحصري صاحب يا ليل الصب ولا وجود له في دواوين أبي العلاء التي وصلتنا قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: ومن إلزاماته للنصارى: (ثم أورد الأبيات) ونسبها ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور" إلى عبد العزيز الديريني (انظر ديوانه في الموسوعة) قال: وقد أجاد الشيخ عبدالعزيز الديريني

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: