لَمنْ جِيرَةٌ سِيموا النوالَ فَلَمْ يُنْطوا

وقال يخاطب خازن دار العلم ببغداد ويعرض بأمور له .

المصدر : ديوان أبي العلاء المعري المشهور بسقط الزند.

وقف على طبعه جناب العالم الاديب والشاعر البليغ المعلم شاكر شقير البستاني

مساعد في تأليف دائرة المعارف واضيف اليه جدول قاموسي يتضمن الالفاظ اللغوية

طبع بنفقة الخواجا لطف الله الزهار صاحب المكتبة الوطنية ( بالمطبعة الادبية في بيروت سنة 1884) ص 107

 
الأبيات 55
لَمنْ جِيرَةٌ سِيموا النوالَ فَلَمْ يُنْطوا يُظَلّلُهُــمْ مــا ظَــلّ يُنْبِتُـهُ الخَـطُّ
رَجَـوْتُ لهـمْ أنْ يقْرُبـوا فتباعـدوا وأنْ لا يَشـِطّوا بـالمَزارِ فقـد شَطّوا
يَمــانونَ أحيانــاً شــَآمونَ تـارةً يُعـالُونَ عـن غَـوْرِ العِراقِ لينْحَطّوا
بنازِلَــةٍ ســَقْطَ العَقيــقِ بمِثْلِهـا دعـا أدمُعَ الكِنْديّ في الدِّمَنِ السِّقْطُ
تَجِــلّ عــن الرّهْـطِ الإمـائيِّ غـادةٌ لهـا مِـن عَقيـلٍ فـي ممالِكِهـا رَهْطُ
وحَــرْفٍ كنـونٍ تحـتَ راءٍ ولـم يَكُـنْ بــدالٍ يـؤمّ الرّسـْمَ غَيّـرَهُ النّقْـطُ
قُرَيْطِيّــةُ الأخــوالِ ألمَــعَ قُرْطُهـا فســَرّ الثّرَيّــا أنّهـا أبـداً قُـرْطُ
إذا مَشــَطَتْها قَيْنَــةٌ بَعْــدَ قَيْنَـةٍ تضـَوّعَ مِسـْكاً مـن ذوائبِهـا المِشـطُ
تُقَلّـدُ أعنـاقَ الحَـواطِبِ فـي الدّجى فَريـداً فمـا فـي عُنْـقِِ ماهِنَـةٍ لَـطّ
وَيُرْفَـعُ إعْصـَارٌ مـن الطّيـبِ لا يُـرَى عليـه انتِصـارٌ كلّمـا سـُحِبَ المِـرْط
غَـدَتْ تحـتَ راحٍ يجْـذِبُ السِّترَ مثلما تَنَســّمَ راحٌ بالمــدير لهـا تسـْطو
وقـد ثَمِـلَ الحـادي بها من نسيمِها كـأنْ غـالَهُ مـن كـرْمِ بابِـلَ إسْفِنْطُ
رأتْ كَــوْثَرَيْ رِســْلٍ وخَمْــرٍ بجَنّــةٍ شــآمِيّةٍ مــا أُكْــلُ سـاكِنِها خَمْـط
يُصـــَبّحُها ســـَيْلا حَليــبٍ وقَهْــوَةٍ علـى أنهـا تُعْطى الصَّبوحَ فما تَعْطو
كتـــابِعِ أُمٍّ تَبْتَغــي تَبَعــاً لــه ومــا ضـَاعَها نَجْـلٌ سـواه ولا سـِبْط
إذا شـَرِبَ الأُرْفِـيَّ مـالَ بـه الكَـرى إلـى سـِدْرَةٍ أفْنانُهـا فَـوْقَهُ تَغْطـو
أجارَتَنَــا أنْ صــابَ دارَةَ قوْمِنــا رَبِيـعٌ فأضـْحى مـن مَنازِلنـا السَّنْط
إذا حَمَلَتْــكِ العيـسُ أوْدى بأيـدِها جَلالُــكِ حـتى مـا تكـادُ بـه تَخْطـو
خَـدَتْ بسـِواكِ الناقلاتُـكِ فـي الضّحى بِمَشــْيٍ ســِواكٍ لا تُجِــدّ ولا تَمْطــو
إذا مـا عَصـَتْ حُكْـمَ العَصَا فأعادَها لهـا ضـارِبٌ كـانتْ إجابَتهـا النَّحْط
أمِــنْ أرَبٍ فـي حَمـلِ خِـدْرِكِ دائمـاً تَثَاقَــلُ حــتى لا يُلِــمّ بــه حَــطّ
خلِيلَـي لا يخْفـى انحِساري عنِ الصِّبا فحُلاّ إســاري قـد أضـَرّ بـيَ الرّبْـط
ولــي حاجَـةٌ عنـدَ العِـراقِ وأهْلِـهِ فـإنْ تَقْضـِياها فـالجزاءُ هوَ الشّرْط
ســَلا عُلَمــاءَ الجــانِبَينِ وفِتْيَــةً أبَنّوهُمــا حــتى مَفــارِقُهمْ شــُمْطُ
أعنــدَ هُــمُ علْــمُ السـّلُوّ لِسـائلٍ بـه الرّكْـبَ لـم يَعْـرِفْ أمـاكنَه قَطّ
ومـــا أرَبـــي إلاّ مُعَــرّسُ مَعْشــَرٍ هـمُ النـاسُ لا سُوقُ العروسِ ولا الشطّ
ومـا سـارَ بـي إلاّ الـذي غَـرّ آدَماً وحَــوّاءَ حـتى أدرَكَ الشـّرَفَ الهَبْـطُ
أخـازِنَ دارِ العِلْـم كـمْ مِـن تَنُوفةٍ أتَـتْ دونَنـا فيها العَوازِفُ واللّغْط
ومَحْــواةِ أرْضٍ صــَدّ محْــوَةَ بُعـدُها وَحِـيُّ المنايـا مِـن أسـاوِدِها نَشـْطُ
إذا جَمَحَـــتْ خَيْــلُ الكَلامِ فإنمــا لَـدَيْكَ يُعـانى مـن أعِنّتِهـا الضـَّبْطُ
ومــا أذهلَتْنــي عـن وِدادِكَ رَوْعَـةٌ وكيــف وفـي أمثـالِه يجِـبُ الغَبْـطُ
ولا فِتْنَــــةٌ طائِيّــــةٌ عامِرِيّـــةٌ يُحَـرَّقُ فـي نيرانِهـا الجَعدُ والسَّبْطُ
وقـد طَرَحـتْ حـوْلَ الفـراتِ جِرانَهـا إلـى نِيـلِ مصـْرٍ فالوَساعُ بها تَقْطُو
فــوارسُ طَعّــانونَ مـا زالَ للقَنـا مـع الشـيبِ يوْمـاً في عوارِضِهِمْ وَخْطُ
وكــلُّ جَــوادٍ شــَفَّهُ الركْـضُ فيهِـمُ وَجٍ يتَمنّــــى أنّ فارســـَه ســـِقْطُ
ونَبّالَــةٍ مِــن بُحْتُـرٍ لـو تَعَمّـدوا بِلَيْـلٍ أناسـِيَّ النـواظِرِ لـم يُخْطوا
ألا ليْـتَ شـِعْري هـل أَديـنُ ركائبـاً أمُــطّ بهــا حــتى يُطَلّحَهـا المَـط
وهــل يُنْشـِطَنّي مـن عقـالي إلَيْكُـمُ رِضــى زَمَنــي أمْ كـلُّ شـِيمتِهِ سـُخْطُ
إذا أنــا عـالَيْتُ القُتـودَ لِرِحْلَـةٍ فــدونَ عُلَيّــانَ القَتَـادَةُ والخَـرْطُ
وإنْ خَلَطَتْنـــي بـــالتّرابِ مَنِيّــةٌ فبَعْــضُ تُرابــي مـن مَـوَدّتكُم خِلْـطُ
فيـا لَيْتَنـي طـارَتْ بِكُوري إذا دنَا بُكـوري قَطـاةٌ بالصـَّراةِ لهـا وَقْـطُ
لأقْضــيَ هَــمَّ النفــسِ قبْــلَ مَجَلَّـةٍ كــأنّ عِظـامي البالِيـاتِ بهـا خَـطّ
إِخـالُ فُـؤادي ذاتَ وَكْـرٍ هَـوَى بهـا مـن الطيـرِ أقْنـى الأنفِ مِخْلَبُهُ سَلطُ
تحُــثّ جَناحــاً مِــن حِـذارِ مُغـاوِرٍ صـَباحاً فقَبْـضٌ يجْمَـعُ الرّيشَ أو بَسْطُ
تَـذَكَّرُ إنْ خـافَتْ مـن المـوْتِ أفْرُخاً بِيَهْمـاءَ لـم يُمْكِـنْ أصاغرَها اللقْط
تَجـاوَبُ فيهـا الزُّغْـبُ مـن كلّ وِجْهَةٍ سـُحَيْراً كمـا صاحَ النَّبيطُ أو القِبْطُ
تُبـــادِرُ أوْلاداً وتَرْهَـــبُ مــارِداً يَهُـونُ عليهـا عنـدَ أفعـالِهِ السَّحْطُ
وعَــنْ آلِ حَكّـارٍ جَـرى سـَمَرُ العُلـى بأكمَــلِ معنـىً لا انتِقـاصٌ ولا غَمْـطُ
فـإنْ يُنْسـِهِمْ أمْـرَ السـفينةِ فَضْلُهُمْ فليــس بمُنْسـِيَّ الفِـراقُ ولا الشـحْطُ
أولئكَ إن يَقْعُـدْ بـكَ الجاهُ يَنْهَضُوا بجــاهٍ وإنْ يُبْخَـلْ بنائلَـةٍ يُعْطـوا
يَروقـونَ ألْفاظـاً وإنْ لـم يُفَكّـروا وكَتْبـاً وإن لـم يُصـْلِحِ القلَمَ القطّ
ومـا قَسـَطوا إلاّ علـى المـالِ وَحْدَهُ وذلــكَ مِنهــمْ فـي مكـارِمِهِمْ قِسـطُ
نعَــم حبّــذا بُؤسـَى أزارَتْ بلادَهُـمْ ولا حَبّــذا نُعْمــى بـدارِهِمِ تَنْطـوا
شــكَرْتُهُمُ شــُكْرَ الوَليــدِ بفــارِسٍ رِجــالاً بحِمْــصَ كـان جَـدَّهمُ السـِّمط
ولا خَيـرَ فـي مَـن ليـس يَبْسـُطُ شُكرَهُ علـى القُـلّ إنّ الخَيْـرَ نـاقَتُهُ بِسطُ
أَبو العَلاء المَعَرِي
1788 قصيدة
6 ديوان

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.

وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).

1057م-
449هـ-

قصائد أخرى لأَبو العَلاء المَعَرِي

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت ذكره العبدري في رحلته أثناء حديثه عن الحجون بمكة قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت أورده ابن بسام في الذخيرة في ترجمة الحصري صاحب يا ليل الصب ولا وجود له في دواوين أبي العلاء التي وصلتنا قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: ومن إلزاماته للنصارى: (ثم أورد الأبيات) ونسبها ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور" إلى عبد العزيز الديريني (انظر ديوانه في الموسوعة) قال: وقد أجاد الشيخ عبدالعزيز الديريني

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: