تحية كسرى في السناء وتبع

وقال يخاطب ابا احمد عبد السلام .

المصدر : ديوان أبي العلاء المعري المشهور بسقط الزند.

وقف على طبعه جناب العالم الاديب والشاعر البليغ المعلم شاكر شقير البستاني

مساعد في تأليف دائرة المعارف واضيف اليه جدول قاموسي يتضمن الالفاظ اللغوية

طبع بنفقة الخواجا لطف الله الزهار صاحب المكتبة الوطنية ( بالمطبعة الادبية في بيروت سنة 1884) ص 101

 
الأبيات 64
تحيــة كسـرى فـي السـناء وتبـع لربعــك لا أرضــى تحيــة أربُــعِ
أميـر المغـاني لـم تزالي أميرةً بــه للغـواني فـي مصـيفٍ ومربـع
تطيـــر لهـــبي تلهـــب قلبــه بأسـحم يـردي فـي الـديار وأبقع
دع الطيـر فوضـى إنمـا هـي كلها طـــوالب رزقٍ لا تجيـــء بمفظــع
كعصـبة زنـجٍ راعها الشيب فازدهت منـاقيش فـي داجـي الشبيبة أفرع
بغــت شــعراتٍ كالثغـام فصـادفت حوالــك سـوداً مـا حللـن لمرتـع
وطــارِقَتي أُخــتُ الكنـائِن أُسـْرَةٍ وسـَتْرٍ ولَحـظٍ وابنـةِ الرّمْـي أرْبَع
ونحْــنُ بمُســْتَنِّ الخيَــالاتِ هُجَّــدٌ وهُــنَّ مَــوَاض مــن بطيـءٍ ومُسـْرع
شــَموسٌ أتـتْ مِثـلَ الأهلّـةِ مَوْهِنـاً فقـامتْ تَراغـى بيـنَ حَسـْرَى وظُلَّـع
وألْقَيْــنَ لــي دُرّاً فلمـا عـدَدْتُه غِنـىً مسـَختْه شـِقوَةُ الجَـدّ أدمُعـي
وبَيْضَاءَ رَيّا الصّيْف والضّيْف والبُرَى بسـِيطَةِ عُـذْرٍ فـي الوشـاحِ المُجَوَّع
ومِرْآتُهــا لا يَقْتَضــيها جَمالُهــا بمَرْآتِهــا والطّبْـعُ غيـرُ التّصـَنّع
وقـد حُبِسـتْ أمْواهُهـا فـي أديمِها ســِنينَ وشـُبّتْ نارُهـا تحـتَ بُرْقُـع
وقـد بَلَغَـتْ سـِنَّ الكَعـابِ وقـابَلَتْ بنَكهــةِ معْقـودِ السـِّخابَيْنِ مُرْضـَع
أفِـق إنمـا البَـدْرُ المُقَنَّـعُ رأسُه ضــَلالٌ وغَــيٌّ مثْــلُ بَـدْرِ المُقَنَّـع
أراكَ أراكَ الجِــزْعِ جَفْــنٌ مُهَــوِّمٌ وبُعْـدَ الهـوَى بُعْدَ الهواء المُجَزَّع
علـى عُشـَرٍ كالنخْـلِ أبْـدى لُغامُها جَنـى عُشـَرٍ مِثـلَ السـبيخِ الموَضـَّع
تَـوَدّ غِـرارَ السـيْفِ مِن حُبّها اسمَه ومـا هـي فـي النّوْمِ الغِرارِ بطُمّع
مَطــا يـا مَطايـا وجْـدَكُنّ مَنـازلٌ مَنـىً زَلّ عنهـا ليـس عنّـي بمُقلِـع
تُبِيــنُ قــرارتِ المِيـاهِ نَـواكِزاً قَـواريرُ فـي هاماتِهـا لـم تُلَفَّـع
إذا قـال صـَحْبي لاحَ مِقْـدارُ مِخْيَـطٍ مـن الـبرْقِ فـرّى مِعْوَزاً جَذبُ موجَع
ألا رُبّمــا بــاتَتْ تُحَــرِّقُ كُورَهـا ذُيــولُ بُــروقٍ بــالعِراقَيْنِ لُمَّـع
وقـد أُهْبِـطَ الأرضَ الـتي أمُّ مـازنٍ وجاراتُهــا فيهــا صـَواحبُ أمْـرُع
كفـاهُنّ حَملَ القوت خِصْبٌ أتى القُرى قُـرى النّمـل حـتى آذَنَـتْ بالتصَدّع
سـَقَتْها الـذراعُ الضـّيْغَميّةُ جُهدَها فمـا أغفَلَـتْ مـن بطْنِها قيدَ إصْبَع
بهـا رَكَـزَ الرّمْـحَ السـماكُ وقُطّعَتْ عُـرى الفَرْغِ في مَبْكى الثريا بهُمَّع
وليْـلٍ كـذئْبِ القَفْـرِ مَكْـراً وحيلةً أطَـــلَّ علــى ســَفْرٍ بحُلَّــةِ أدْرَع
كتَبْنـا وأعْرَبْنـا بحِبْـرٍ من الدّجى سـُطورَ السـُّرَى في ظَهْر بَيْداءَ بَلْقَع
يُلامُ ســـُهَيْلٌ تحْتَــه مِــن ســآمةٍ ويُنْعَــتُ فيــه الزِّبْرِقـانُ بأسـْلَع
ويُســْتَبْطَأُ المِرّيــخُ وهــوَ كـأنهُ إلـى الغَـوْرِ نارُ القابِسِ المُتَسرِّع
فيــا مَـنْ لِنـاجٍ أن يُبَشـِّرَ سـَمْعَهُ بإســـْفارِ داجٍ رَبُّ تـــاجٍ مُرَصــَّع
وتَبْتَســِمُ الأشــْراطُ فَجْـراً كأنهـا ثلاثُ حَمامـــاتٍ ســـَدِكْنَ بمَوْقِـــع
وتَعْــرِضُ ذاتُ العَـرشِ باسـِطةً لهـا إلـى الغـرْبِ في تَغْويرِها يَدَ أقْطَع
كـأنّ سـَنا الفَجْرَيـنِ لمّـا تَوالَيا دمُ الأخَـــوَين زَعْفَـــرانٍ وأيْــدَع
أفـاضَ علـى تالِيهِمـا الصّبْحُ ماءهُ فغَيّــرَ مِــن إشـراقِ أحْمَـرَ مُشـْبَع
ومَطْلِيّــةٍ قــارَ الظّلامِ ومـا بَـدا بهـــا جَــرَبٌ إلاّ مَواقِــعَ أنْســُع
إذا مـا نَعـامُ الجـوّ زَفّ حَسـِبْتَها مِـن الـدّوّ خِيطـانَ النّعامِ المُفَزَّع
ومـا ذَنَـبُ السـِّرْحانِ أبْغَـضَ عندَها على الأيْنِ من هادي الهِزَبْرِ المُرَدَّع
عَجِبـتُ لها تشْكو الصّدى في رحالها وفـي كـلّ رَحْـلٍ فوْقهـا صـوتُ ضفدَع
إذا سـَمّرَ الحِرْباءُ في العُودِ نَفْسَه علـــى فَلَكِــيٍّ بالســّرابِ مُــدَرَّع
تَـرى آلَهـا فـي عيـن كـلّ مُقابِـلٍ ولـو فـي عُيُـونِ النازيـاتِ بأكْرُع
يكــادُ غُـرابٌ غَيَّـرَ الخَطْـرَ لـوْنُهُ يُنــادي غرابـاً رامَ ريبَتَهـا قَـع
تُراقِــبُ أظْلافَ الوُحــوشِ نَواصــلاً كأصــْدافِ بحْــرٍ حـوْلَ أزْرَقَ مُتْـرَع
ويؤنسـُنا مـن خشـيَةِ الخـوْفِ مَعْشَرٌ بكُــلّ حُســامٍ فـي القِـرابِ مُـوَدَّع
طريقَـةِ مـوْتٍ قُيّـدَ العَيْـرُ وَسـْطَها ليَنْعَـمَ فيهـا بيـنَ مَرْعـىً ومَشـْرَع
كـــأنّ الأَقَـــبّ الأخْــدَريّ بــأنّه ســَمِيٌّ لــه فــي آلِ أعْــوَجَ مُـدّع
إذا سـحَلَتْ فـي القَفْـرِ كان سَحِيلُه صـَليلاً يُريـقُ العِـزَّ مـن كـلّ أخْدَع
أبـا أحمَد اسلَمْ إنّ مِن كَرَمِ الفَتى إخـاءَ التّنـائي لا إخـاءَ التّجَمّـع
تُهَيّــجُ أشــْواقي عَرُوبــةُ أنّهــا إليــكَ زَوَتْنـي عـن حُضـُورٍ بمَجْمَـع
ألا تســْمَعُ التســْليمَ حيـن أكُـرّهُ وقـد خـابَ ظَنّـي لسـتَ منّـي بمَسْمَع
وهـل يـوجِسُ الكَرْخـيَّ والدارُ غَرْبَةٌ مـن الشـأمِ حِـسُّ الراعِـدِ المُتَرَجِّع
ســلامٌ هــوَ الإســلامُ زارَ بلادَكــمْ ففــاضَ علــى الســّنّيّ والمُتَشـَيِّع
كشمسِ الضّحى أُولاه في النور عندكمْ وأُخـرَاهُ نـارٌ فـي فُـؤادي وأضْلُعي
يفـوحُ إذا مـا الرّيـحُ هَبّ نسِيمُها شـــآمِيَةً كـــالعَنْبَرِ المُتَضـــَوِّع
حِسـابُكُمُ عنـدَ المَلِيـكِ ومـا لَكـمْ سـِوى الـودّ منـي فـي هُبوطٍ ومَرْفَع
ودادي لكـمْ لـم ينْقَسـمْ وَهْوَ كامِلٌ كمَشـــْطورِ وَزْنٍ ليــس بالمُتَصــرِّع
ألـم يـأتِكُمْ أنـي تَفَـرّدْتُ بَعْـدَكمْ عـن الإنـس مَن يشْرَبْ من العِدّ يَنْقَع
نَعَـم حبّـذا قَيْـظُ العِراقِ وإنْ غَدا يَبُــثّ جِمــاراً فـي مَقيـلٍ ومَضـْجَع
فكَـمْ حلّـهُ مِـن أصـْمَعِ القلْـبِ آيسٍ يطـولُ ابـنَ أوْسٍ فَضـْلُه وابنَ أصْمَع
أخِـــفّ لــذِكْراهُ وأحْفَــظُ غَيْبَــهُ وأنْهَــضُ فِعْــلَ الناسـِك المُتَخَشـِّع
صـلاةُ المُصـَلّي قاعِـداً فـي ثَوابِها بنِصــْفِ صــلاةِ القــائِمِ المُتَطَـوِّع
كــأنّ حـديثاً حاضـِراً وَجْـهُ غـائِبٍ تَلَقّــاهُ بالإكْبـارِ مَـنْ لـم يُـوَدّع
لقـد نَصـَحَتْني فـي المُقامِ بأرْضكُمْ رجـــالٌ ولكــنْ رُبّ نُصــْحٍ مُضــَيَّع
فلا كــان سـَيْري عنكـمُ رأيَ مُلْحِـدٍ يقــولُ بيــأسٍ مِـنْ مَعـادٍ ومَرْجِـع
أَبو العَلاء المَعَرِي
1788 قصيدة
6 ديوان

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.

وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).

1057م-
449هـ-

قصائد أخرى لأَبو العَلاء المَعَرِي

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت ذكره العبدري في رحلته أثناء حديثه عن الحجون بمكة قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت أورده ابن بسام في الذخيرة في ترجمة الحصري صاحب يا ليل الصب ولا وجود له في دواوين أبي العلاء التي وصلتنا قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: ومن إلزاماته للنصارى: (ثم أورد الأبيات) ونسبها ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور" إلى عبد العزيز الديريني (انظر ديوانه في الموسوعة) قال: وقد أجاد الشيخ عبدالعزيز الديريني

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: