أوْدَى فلَيتَ الحادِثاتِ كَفَافِ
القصيدة قالها أبو العلاء عام 400هـ  يوم وصوله إلى بغداد، وكان في السابعة والثلاثين من عمره، يرثي بها (الشريف الطاهر) والد الشريفين الرضي والمرتضى ووفاته في جمادى الأولى من عام (400هـ) ومولده عام (307هـ) وهو الحسين الطاهر الأوحد ابن موسى النجل ابن أبي جعفر محمد الأعرج (1) ابن موسى الثاني ابن إبراهيم الأصغر ابن موسى الكاظم (ت 183هـ) وجده الثاني إبراهيم الأصغر أخو الإمام علي الرضا المتوفى عام (203هـ)

ترجم له الصفدي في الوافي قال: (كان من أهل البصرة، وسكن بغداد. وتقلّد نقابة الطالبيين سنة أربع وخمسين وثلاث مائة. وعزل عنها سنة اثنتين وستين، وتقلّدها أبو محمد الحسن بن أحمد بن الناصر. جيء به من الأهواز. ثم وليها ثانياً سنة أربع وستين. ثم عزل عضد الدّولة سنة تسع وستين، وحمل إلى فارس واعتقل هناك. ثم وليها ثالثةً سنة ثمانين، ولاّه الإمام الطائع، والنظر في المظالم وإمارة الحاجِّ. واستخلف ولديه الرّضي والمرتضى. ولم يزل عليها إلى حين وفاته سنة أربع مائة. ومولده سنة أربع وثلاث مائة. وكان قد أضرَّ ودفن في داره، ثم نقل إلى جوار الحسين بن علي ابن أبي طالب. ووفر الثُّلث من أمواله وأملاكه على أبواب البِّر، وتصدَّق بصدقاتٍ كثيرة. وهو الذي رثاه أبو العلاء المعري بقصيدة الفائية التي أولها:
الأبيات 68
أوْدَى فلَيـــتَ الحادِثــاتِ كَفَــافِ مــالُ المُســيفِ وعنـبرُ المُسـتافِ
الطّــاهرُ الآبــاءِ والأبنــاءِ وال أثــــــــــــوابِ والآرابِ والأُلاّفِ
رغــتِ الرُّعـودُ وتلـك هَـدّة واجـبٍ جبــلٍ هَــوَى فــي آلِ عَبـد مَنـافِ
بَخِلَــتْ فلَمّــا كـانَ لَيلـةُ فَقْـدِه ســَمَحَ الغَمــامُ بــدَمْعِهِ الـذَّرّافِ
ويقــالُ إنّ البَحــرَ غـاضَ وإنّهـا ســـتَعُودُ ســِيفاً لُجّــةُ الرَّجّــافِ
ويحِـقّ فـي رُزْءِ الحسـين تغيّـرُ ال حَرَســَينِ بَلْـهَ الـدُّرَّ فـي الأصـْدافِ
ذهـبَ الـذي غـدَتِ الـذّوابلُ بعـدَه رُعْــشَ المُتــونِ كليلــةَ الأطـرافِ
وتعطفــتْ لعِـبَ الصـِّلالِ مـن الأسـَى فــالزُّجُّ عنــد اللّهْــذَم الرّعّـافِ
وتيَقّنَـــتْ أبطالُهـــا ممّــا رأتْ أن لا تُقَوّمهـــا بغَمْـــزٍ ثِقـــافِ
شــغَلَ الفــوارِسَ بَثُّهـا وسـيوفُها تحــتَ القَــوائمِ جَمّــةُ التَّرْجـافِ
ولَـو أنّهُـمْ نكَبوا الغُمودَ لهالَهم كمَــدُ الظُّبَــى وتفلّــلُ الأســيافِ
طـارَ النّـواعبُ يـوْم فـادَ نَواعياً فنَــــدَبْتَهُ لِمُوافِــــقٍ ومُنـــافِ
أســَفٌ أســَفّ بهـا وأُثْقِـلَ نَهضـُها بـالحُزْنِ فهْـيَ علـى الـترابِ هَوافِ
ونَعيبُهـــا كنحيبِهــا وحِــدادُها أبـــداً ســَوادُ قَــوادمٍ وخَــوَافِ
لا خــابَ ســَعيُكَ مـن خُفـافٍ أسـحمٍ كســــُحيمٍ الأســـَديّ أو كخُفـــافِ
مــن شــاعرٍ للبَيـنِ قـال قصـيدةً يرثــي الشـّريف علـى رَوِيّ القـافِ
جُـونٍ كبِنـتِ الجـونِ يصـرُخُ دائبـاً ويَميـسُ فـي بُـرْدِ الحزيـنِ الضّافي
عُقِـرَتْ ركائبُـك ابـنَ دَأيـةَ غادياً أيُّ امــــرئ نَطْـــقٍ وأيُّ قَـــوَافِ
بُنيَـتْ علـى الإيطـاءِ سالمَةً منَ ال إقـــواءِ والإكفـــاءِ والإصـــرافِ
حسـَدَتْهُ مَلْبَسـَهُ البُـزاةُ ومَـن لها لمّــا نَعــاهُ لهــا بلُبْـسِ غُـدافِ
والطّيْــرُ أغْرِبَــةٌ علَيـهِ بأسـْرِها فُتْــخُ الســَّراةِ وســاكناتُ لَصـَافِ
هلاّ اســتَعاضَ مـن السـّريرِ جَـوادَه وثّـــابَ كـــلّ قـــرارَةٍ ونِيــافِ
هيهــاتَ صــادمَ للمَنايـا عسـكَراً لا يَنْثَنـــي بـــالكَرّ والإيجـــافِ
هَلاّ دَفَنتُـــمْ ســَيفَه فــي قَــبرِهِ معَـــهُ فـــذاكَ لَــهُ خَليــلٌ وافِ
إنْ زارَهُ المَـوْتَى كساهُم في البِلى أكفــانَ أبْلَــجَ مُكْــرِمِ الأضــْيافِ
واللّــهُ إنْ يَخْلَــعْ علَيهِــمْ حُلّـةً يَبعَــثْ إلَيْــهِ بمِثْلِهــا أضــْعافِ
نُبِــذَتْ مَفاتيــحُ الجِنـانِ وإنّمـا رضـــْوانُ بَيــنَ يَــدَيْهِ للإتحــافِ
يـا لابـسَ الـدّرْعِ الـذي هوَ تحتَها بحــرٌ تَلَفّــعَ فــي غَــديرٍ صــَافِ
بيضــاءُ زُرْقُ الســُّمْرِ وارِدةٌ لهـا وِرْدَ الصــّوادي الـوُرْقِ زُرْقَ نِطـافِ
والنَّبْــلُ تَسـقُطُ فوْقَهـا ونصـالُها كــالرّيشِ فهْـوَ علـى رَجَاهـا طـافِ
يُزْهـى إذا حِرْباؤهـا صـَليَ الـوَغَى حِرْبـــاءُ كـــلّ هَجيــرَةٍ مِهْيــافِ
فَلِـــذاكَ تُبْصــِرُهُ لِكبْــرٍ عــادَهُ يُــوفي علــى جِــذْلٍ بكــلّ قِـذافِ
الرّكْــبُ إثــرَكَ آجِمــونَ لزادِهـمْ واللُّهْـــجُ صـــادِفَةٌ عـــنِ الأخْلافِ
والآنَ ألقَــى المَجـدُ أخمـصَ رِجلـه لــم يَقْتَنِــعْ جَزَعـاً بمِشـيَةِ حـافِ
تَكبيرَتــانِ حِيــالَ قَـبرِكَ للفَـتى مَحْســــُوبَتانِ بعُمْـــرَةٍ وطَـــوَافِ
لـوْ تَقْـدِرُ الخَيْـلُ الـتي زايَلْتَها أنْحَــتْ بأيــديها علــى الأعـرافِ
فــارَقْتَ دهــرَكَ ســاخِطاً أفعـالَهُ وَهْــوَ الجَــديرُ بِقلّــةِ الإنْصــافِ
وَلَقيـتَ رَبّـكَ فاسـتَرَدّ لـك الهُـدى مـــا نـــالَتِ الأيّــامُ بــالإتْلافِ
وســَقاكَ أمــوَاهَ الحَيـاةِ مُخَلَّـداً وكســاكَ شــَرْخَ شــَبابِكَ الأفْــوَافِ
أبْقَيْــتَ فينــا كَـوْكَبَينِ سـناهما فـي الصـّبحِ والظّلمـاءِ ليـسَ بخافِ
مُتَــأنّقَينِ وفـي المَكـارِمِ أرْتَعَـا مُتَــــألَقَينِ بســــُؤدَدٍ وعَفـــافِ
قَدَرَينِ في الإرْداء بل مَطَرَين في ال إجْــداءِ بـل قَمَرَيـنِ فـي الإسـدافِ
رُزِقــا العَلاءَ فأهْــلُ نَجـدٍ كُلّمـا نَطَقـا الفَصـاحَةَ مثـلُ أهـلِ دِيـافِ
سـاوَى الرّضـيُّ المُرْتَضـى وتَقاسـَما خِطَــطَ العُلــى بتَناصــُفٍ وتَصــافِ
حِلْفـا نـدىً سـبَقا وَصَلّى الأطهَرُ ال مَرْضــــي فيــــا لثلاثـــةٍ أحْلافِ
أنتـم ذَوُو النّسـَبِ القَصير فطَولُكم بــادٍ علــى الكُبَــراءِ والأشـْرافِ
والرّاحُ إنْ قيل ابنةُ العِنَبِ اكتفت بـــأبٍ عــن الأســماء والأوْصــافِ
مــا زاغَ بَيتُكـمُ الرّفيـعُ وإنمـا بالوَجْـــدِ أدرَكَــه خفــيُّ زِحــاف
والشـمسُ دائمـةُ البَقـاء وإن تُنَلْ بالشــّكْوِ فهْــيَ ســريعة الإخْطـافِ
ويُخـــالُ موســى جَــدُّكُمْ لجلالِــهِ فـي النّفْـس صـاحبَ سـورةِ الأعـرافِ
المُوقِـدي نـارِ القِـرَى الآصالَ وال أســـْحارَ بالأهْضـــامِ والأشـــعافِ
حمْـراءَ سـاطِعةَ الذوائبِ في الدّجى ترْمـــي بكـــلّ شــَرارةٍ كطِــرَافِ
نـــارٌ لهـــا ضـــَرَمِيّةٌ كَرَمِيّــةٌ تأرِيثُهــــا إرْثٌ عـــن الأســـْلاف
تَسـقيك والأرْيَ الضـريبَ ولـو عَـدَتْ نَهْـــيَ الإلـــهِ لثَلّثَـــتْ بســُلافِ
يُمْســي الطّريــدُ أمامَهـا وكـأنّهُ أســَدُ الشــَّرَى أوْ طــائرٌ بشـَرَافِ
وإذا تضــَيّفَتِ النّعــامُ ضــِياءها حُمِــلَ الهَبيـدُ لهـا مـع الألْطـافِ
مُفْتَنّـــةٌ فــي ظِلّهــا وحَرورِهــا تُغْنيـكَ فـي المَشـْتَى وفي المُصْطافِ
زَهْـرَاءُ يحلُـمُ فـي العواصفِ جمرُها وتَقَــــرّ إلا هَــــزّةَ الأعْطــــافِ
ســطَعتْ فمـا يَسـطيعُ إطْفـاءً لهـا زُحَــلٌ ونــورُ الحــقّ ليـس بطـافِ
تَصـِلُ الوُقـودَ ولا خُمـودَ ولـو جرى بــاليَمّ صــَوْبُ الوابِــلِ الغَـرّافِ
شــُبّتْ بعالِيَــةِ العِـرَاقِ ونورُهـا يَغْشـــَى مَنَــازِلَ نــائِلٍ وإســافِ
وقُــدُورُهْم مثـلُ الهِضـَابِ رَواكِـداً وجِفـــانُهُمْ كَرحِيبـــةِ الأفيـــافِ
مــن كُــلّ جائشــةِ العَشـِيّ مُفِيئةٍ بــالمَيْرِ خَيــرَ مَرَافــدٍ وصــِحاف
دَهْمـــاءَ راكبــةٍ ثلاثــةَ أجْبُــلٍ عِظَمـــاً وإن حُســـبَتْ ثلاثَ أثــافِ
يـا مـالكَيْ سـَرْحِ القَريـضِ أتتكما منّـــي حَمولَــةُ مُســْنِتينَ عِجــافِ
لا تَعِـرفُ الـوَرَقَ اللَّجيـنَ وإنْ تُسَلْ تُخْبِـــرْ عـــن القُلاّم والخِــذْرافِ
وأنــا الـذي أُهْـدي أقـلّ بَهـارَةٍ حُســـْناً لأحْســـَنِ رَوْضــةٍ مِئْنــافِ
أوْضـَعتُ فـي طُـرُقِ التشـرّفِ سـامياً بكُمـا ولـم أسـلُكْ طريـقَ العـافي
أَبو العَلاء المَعَرِي
1788 قصيدة
6 ديوان

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.

شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.

وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).

1057م-
449هـ-

قصائد أخرى لأَبو العَلاء المَعَرِي

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت ذكره العبدري في رحلته أثناء حديثه عن الحجون بمكة قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت أورده ابن بسام في الذخيرة في ترجمة الحصري صاحب يا ليل الصب ولا وجود له في دواوين أبي العلاء التي وصلتنا قال:

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: ومن إلزاماته للنصارى: (ثم أورد الأبيات) ونسبها ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور" إلى عبد العزيز الديريني (انظر ديوانه في الموسوعة) قال: وقد أجاد الشيخ عبدالعزيز الديريني

أَبو العَلاء المَعَرِي
أَبو العَلاء المَعَرِي

القطعة أوردها يوسف بن يحيى في ترجمة أبي العلاء في كتابه "نسمة السحر" قال: