قل للمنية شوى

القصيدة من  مجزوء الكامل .

الأبيات 39
قــــل للمنيـــة شـــوى لـم يخـط سـهمك إذ رمى
أفقـدتني فـي ابني الذي قـد كـان ذخـري للغنـى
داويتــــه حــــتى إذا لـم يبق في الدنيا دوا
ســـاهرته حـــتى جفــت أجفــانه طيــب الكـرى
وطــبيبه لــم يـدر مـا يشــكوه مـن ألـم الأذى
خـــابت مــداواتي لــه بـل خـاب نـذري والرقى
وأيســـت منـــه إذ رأت عينــاي نازلــة البلا
حـار الطـبيب وحـرت فـي مـا قـد دهاه من الضنى
مــا كــان أقصـر عمـره وبقــاءه بيــن الـورى
مـــا كـــان إلا ســبعة وثلاثـــة ثــم انقضــى
واســـتل مــن أترابــه كـالنجم مـن وسط السما
عجـل الحمـام عليـه قـب ل بلــوغ أعلا المرتقـى
يــا علــة مـا كـان أر دى خطبهــا لمــا دهـى
ومنيــــة حثـــت بـــه نحـو المقـابر والبلـى
وشــماتة بــي مـن مصـا بـك يـا حسين من العدى
بــل قــد ذخرتــك جنـة عنـد النـوازل بـالتوى
غـدر الزمـان بنـا ومـا أبقــى علينـا واعتـدى
أحســين عنـدك علـم مـا في القلب من ألم الجوى
أعلمــــت أن مـــدامعي منهلـــة تجــري دمــا
أحســين لـو أبصـرت مـا قـد حـل مـن صرف القضا
لرأيــت أمــراً هــائلاً ومصــــيبة لا تفتـــدى
يــا ويلــتي لمـا أتـى بـالنعش فـي وقت الضحى
وأتــى الحــداة مهـرول يـن ليحملوه إلى الثرى
نـاديت يـا حـادي السري ر عسـاك تمهـل بالسـرى
ارحــم كئيبــاً هائمــاً ثكلان منهـــد القـــوى
قـــد ذاب لــولا نطقــه مـا كـان مخلوقـاً يـرى
وارفـــق بجســم ناحــل منـه السـقام قد اشتفى
قـد كـان يـأوي فـي سوي دا القلـب منـي والحشا
لــو كــان حــاديه بـه بعـض الـذي بـي ما حدا
أو كــان يعلــم بالـذي في القلب من جمر الغضا
لرثـى لمـا بـي من رحمة مــن نكبـتين علـى ولا
وارحمتــا بــل حســرتا لرزيــــة لا ترتجــــى
هيهــات أرجوهــا وقــد علقتــه أشـراك الـردى
لــو كــان يفـدى شخصـه والمـوت يرضـى بالرشـى
لفـــديت منـــه قلامــة بســواد عينـي إذ أتـى
لكنـــه مــا كــل مــا يرجـو امرئ يعطى الرجا
يـــا قــبر حيــاك الإل ة تحيــة فيهـا المنـى
وســقاك غيــث الهـاطلا ت على الزمان من الحيا
عمارة اليمني
315 قصيدة
1 ديوان

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.

 

1174م-
569هـ-