هي سلوة حلت عقود وفائها
الأبيات 26
هــي سـلوة حلـت عقـود وفائهـا مـذ شف ثوب الصبر عن برحائها
وبقلبـه الريـم الذي لو رامها طيف الكرى لم يخف عن رقبائها
محميـة بشـبا الأسـنة لـم تـزل سـمر القنا يحمين سرب ظبائها
فـازت ظهـور جمالهـا بجمالهـا يـوم الرحيـل وخاب ظن خبائها
وتــأرجحت أطلالهــا إذ عرجــت أشـجاننا يسـألن عـن أنبائها
دمـن يضـل عن الهدى من لم يسر نحو الهوى العذري في أهوائها
لـم أسـأل الركبان عن أسمائها كلفـاً بهـا لـولا هوى أسمائها
وســألت أيـامي صـديقاً صـادقاً فوجـدت مـا أرجـوه جل رجائها
ولـرب معسـول اللقـاء تـرى له قــولاً تســر بـه وفعلاً شـائها
يلقـاك بالحسـنى وإن تك غائباً عـن طرفـه أمسـى بـذمك فائها
ولقـد خرجت إلى الجليس مهاجراً عصـباً يضيم الدهر جار فنائها
مســتنجداً لأبـي المعـالي همـة تغدو المعالي وهي بعض عطائها
لمـا مـدحت علاه أيقنـت العـدى أن الزمـان أجـار من عدوائها
وأغــر ســعدي الأواصــر أبلـج يلقـى سـقيمات المنى بشفائها
شـتان مـا بيـن الرجـال وبينه إن قسـت فضـل غنـائه بغنائها
وردوا ثمـاداً للمكـارم شـابها كـدر وفـاز بغمرهـا وصـفائها
نـذرت مصـافحة الغمـام أناملي فــوفت غمـائم كفـه بوفائهـا
لـو سـمته نيـل الكواكب أصبحت وســماؤها كفـاك دون سـمائها
وإذا غـدت لـك شـافعاً في حاجة أغنتـك نخـوته عـن استقضائها
وعقتهــا منــه بــأكرم شـافع لا ينتهـي منهـا إلـى إنهائها
مـا ضـيقت حيـل الملـوك ملمـة إلا وقابــل ضــيقها برخائهـا
لمــا تعيــن حـق خـدمته ولـم أنهـض بفـرض حقوقهـا وأدائها
ووجـدت أنفـس مـا يليـق بمجده فقـراً نفيـس الدر من حصبائها
أهــديت منهــا كـل بكـر حـرة أجـرى عليهـا الرق صدق ولائها
لا تبتغـي غيـر القبـول مثوبـة وتعـد ذلـك مـن أجـل جزائهـا
عمارة اليمني
315 قصيدة
1 ديوان

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.

 

1174م-
569هـ-