جاوز بمجدك أنجم الجوزاء
الأبيات 32
جــاوز بمجــدك أنجـم الجـوزاء وازدد علـــواً فـــوق كــل علاء
وافخـر بنفـس لـم تـزل أفعالها جنــات أرض بــل نجــوم ســماء
وانظـر بطرفـك حيـث شئت فما ترى فـي ذا الـورى أحداً من النظراء
واسـتثن والـدك الكريـم فإنمـا أمــددت مــن أنــواره بضــياء
وأبـوك ليـث الغـاب رشـح شـبله فرعــدن منــه فــرائص الأعـداء
والوابــل الهتـان أسـبل هطلـه فطمــت جــداوله علـى البيـداء
والشــمس قــدمت الصـباح طليعـة فطــوى رداء الظلمــة الســوداء
يـا حاسـدي عضـد الإمـام جهالـة غضــوا جفــونكم علــى الأقــداء
فــو حقــه مــا نــال إلا حقـه والــدر أحســنه علـى الحسـناء
ولســوف تقضـيه السـعادة دينـه مــن ذمــة الإصــباح والإمســاء
ويحـوز قاصـية المـدى ويجوزهـا والصــالح الهـادي حليـف بقـاء
وكــأنكم بظهــور رايــة ملكــه وظنــونكم يخبطــن فــي عشـواء
فالنـار يقـدمها الـدخان محذراً ويهـب بـرد الغيـث قبـل المـاء
فليحمــد الأمـراء سـيرتك الـتي أحمــدت فيهــا طاعــة الأمـراء
وليشـكروك علـى الجميـل فشكرهم ســبب يــديم ســوابغ النعمـاء
فلكــم يـد لـك فيهـم مشـكورة أتبعتهــا بنــدى يــد بيضــاء
حـتى غدا لك في الرقاب مضاعفاً طوقــــان طـــوق ولايـــة وولاء
إذا قلت إذ صرفت إلى تدبيرك ال كــافي أمــور الدولـة الغـراء
الآن فوضــت الأمــور إلـى الـذي يشــفي دخيلــة دائهــا بـدواء
عقــدت بـأيمن طـائر راياتهـا فأصــاب عاقــدها صـواب الـراء
نيطـت حمائلهـا الطـوال بعـاتق متعــــود لتحمــــل الأعبــــاء
ملــك بــدايته نهايــة معشــر يرقــون تـدريجاً إلـى العليـاء
خطبتــه ألسـنه العلـى وترفعـت عــن كــل معــدود مـن الأكفـاء
كــانت تراســل مجــده وعيونهـا يطرقــن مــن خفـر وفـرط حيـاء
حــتى إذا زفــت إليــه تــبرجت وأتتــه لا تمشـي علـى اسـتحياء
فضــل خصصــت بــه وليـس بمنكـر حــوز البنيــن مراتــب الآبـاء
إن سـدت أبنـاء الـوزارة كلهـم فــأبوك قبلــك ناصـر الخلفـاء
أو كشــفت بــك للمظــالم غمــة فـــأبوك عنــا كاشــف الغمــاء
هـــذا ثنــاء أنظقتــه صــنائع ملـك الجميـل بهـا جميـل ثنائي
لـم أرض عنـه مفـرداً فـي حقكـم فشــفعت مفــرد وتــره بـدعائي
لـولا احتقـاري جملة الدنيا لكم لوصــلت ذيــل مــدائحي بهنـاء
والشـمس ليـس بـزائد فـي قدرها ومحلهـــا شــيء مــن الأشــياء
عمارة اليمني
315 قصيدة
1 ديوان

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.

 

1174م-
569هـ-