قُلوبُ الوَرى أَشْراكُهُنّ الشَمائلُ

قال العماد: وله من قصيدة يمدح ابن مكرم:

قال محقق هذا الجزء من الخريدة وهو المرحوم د. شكري فيصل : القصيدة في الديوان 62 بيتا وسيعود ابن العماد لإضافة بيتين على القصيدة ص 67 من ج5 هما

جبانٌ عن الإِنفاق، والمال وافرٌ  وربّ سلاحٍ عند من لا يقاتلُ

الأبيات 31
قُلــوبُ الــوَرى أَشــْراكُهُنّ الشـَمائلُ وشــُهْبُ العُلــى أَفْلاكُهُــنّ الفَضـائِلُ
إِليكُـمْ تُضـافُ المَكْرُمـاتُ، ابـنَ مُكْرَمٍ كـــأَنَّكُمُ الأَفْلاكُ وهـــي المنـــازل
صــَقَلْتَ العُلــى بالمَكْرُمــاتِ وإِنّمـا تَنِــمّ بأَســرار الســّيوفِ الصـَّياقِلُ
ســـَماحُك والتَّقريــطُ زَنــدٌ وقــادِحٌ وعَزْمُــك والتوفيــق فحــلٌ وشــائل
جبــانٌ عـن الإِنفـاق، والمـال وافـرٌ وربّ ســـلاحٍ عنـــد مـــن لا يقاتــلُ
تقـــدَّمْتَ فضـــْلاً إن تـــأَخّرتَ مُــدّةً هَــوادي الحَيـا طَـلٌّ وعُقْبـاه وابِـل
وقــد جـاء وِتـرٌ فـي الصـلاة مـؤَخَّراً بــه خُتِمَــتْ تِلــك الشـُفوع الأَوائل
ومـا أَنـت إِلاّ النّصـْلُ، والـدّهْرُ غِمْدُهُ ومـا قيمـةُ الأَغْمـاد لـولا المَناصـِلُ
ولِــمْ لا تَـرى نَبْـتَ المـدائح ناميـاً وكَفُّـــكَ غَيْــثٌ والرّيــاض الأَفاضــل
ويلزَمَنـي لِـمْ أَنـت فـي الفضـل طاعِنٌ ومــا أَنــت جسـّاس ولا الفضـْلُ وائل
خُطوبُـــك نــارٌ، والكريــم وَذِيلَــةٌ وتحـت لهيـب النّـار تصـفو الوذائلُ
ومـا الـرزق إِلاّ طـائرٌ أَعجب الورى ومُــدَّتْ لــه فــي كــل فــنّ حبـائلُ
ويــا همّــتي لا تُنْكِــري شـَيْب لِمّـتي فـذا النّورُ بين الجهْل والحِلْم فاصل
هــو الســَّمْح إِلاّ بالمعــالي فــإِنّه بهـا بـاخِلٌ، والسـّمْحُ بالمجـدِ باخلُ
إِذا زُرْتَــه فاسـتغْن عـن بـاب غيـره فَســـاقِطَةٌ بالواجبـــاتِ النّوافِــل
وَقِــفْ تحـت رأْيٍ منـه أَو تحـت رايـةٍ فلا الحــدّ مَفْلـولٌ ولا الـرأْيُ فـائل
إِليــه مَــرَدُّ الأَمْــر، والأَمْـرُ مُشـْكِلٌ وفيـه مَجـالُ الفِكْـر، والفكـر ذاهل
لـه ترجُمـانٌ مـن بنـي المـاء نَبَّهَـتْ علـى فَضـْلِها بـالقُرْب منـه الأَنامـلُ
يَزينُـ، وإِن لـم يشـك شـيباً، قـذالَه خِضـابٌ، بمَسـْح الرأْسِ في الحال ناصل
وظمــآن يَــرْوى بعــد شــَقِّ لســانه ولـو صـحّ لـم تَنْقَـعْ صـَداه المَناهِلُ
تَــوَهَّمَ أَنّ الســِّفر بَحْــرٌ فمــا لـه سـوى موضـع العُنْـوان والختـم ساحل
إِذا ســُقِيَتْ منــه القراطيـسُ أَحـدقت وأَثمــر عـود المُبْتَغـى وهـو ذابـل
وأَلطــفُ مــا فــي صــُنْعِه أَنّ رَمْـزَه بمصــر إِلـى مَـنْ بـالعِراقَيْن واصـِلُ
وأَنّ الـــذي يســـقيه حيــن يَمُجُّــهُ لِجــانٍ وعــافٍ منــهُ حَتْــفٌ ونـائل
كَــذا ثمـراتُ الأَرْضـ، والمـاءُ واحـد بــه اختلفــتْ أَلوانهــا والمآكـل
كــأَنّ المعــاني فـي مَحـاريبِ كُتْبِـه قَناديـــلُ ليــلٍ والســُّطورُ سَلاســلُ
كَـــواكب عَجْــمٍ فــي أَهِلّــةِ أَحْــرُفٍ بُــدورُ المعــاني بينهــنّ كَوامِــل
ولي عادةُ التخفيف، والوصلُ في الهوى لِكــثرتِه يُقْلــى الحـبيبُ المُواصـِل
وقــد تكْثُـر الأَلفـاظ مـن ذي فَهاهَـةٍ ومــا تَحتهــا إِلاّ المعـاني القلائل
قَنـا المجـدِ ما ثَقَّفْتَ بالحمد والنُّهى أَســـِنَّتَه، والمَكْرُمـــاتُ العَوامِــل
بَقيـتَ بقـاءَ الـدَّهرِ يـا كَهْـفَ أَهلِـه وهـــذا دُعـــاءٌ للبريّـــةِ شــامل
إبراهيم الغزي
61 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن يحيى بن عثمان بن محمد الكلبي الأشهبي الغزي أبو إسحاق: أحد أركان الشعر العربي الأربعة في عصره حسب كلام العماد الأصفهاني، وهم (الطغرائي والأبيوردي والأرجاني والغزي) وهو صاحب البيت السائر:

خلت الديار فلا كريم يرتجى         منه النوال ولا مليح يعشق

وقد ترجم له العماد في "خريدة القصر" قال: (الأديب الغزي أبو إسحق إبراهيم بن عثمان بن محمد الكلبي ثم الأشهبي المعروف بالغزي. مولده غزة الشام، وانتقل إلى العراق وإلى خراسان وأصفهان وكرمان وفارس وخوزستان، وطال عمره، وراج سعر شعره، وماج بحر فكره، وأتى بكل معنى مخترع، ونظم مبتدع، وحكمة محكمة النسج، وفقرة واضحة النهج، وكلام أحلى من منطق الحسناء، وأعلى من منطقة الجوزاء. فكم له من قصائد كالفرائد، وقلائد كعقود الخرائد، وغرر حسان، ودرر وجمان. وله في خطبة ألف بيت جمعها من شعره يصف بها حاله نثراً، ويذكر فضيلة الشعر، (ثم أورد قطعة من الرسالة في شكوى الزمان) ثم قال: 

(هذا يقوله الغزي وفي الكرام بقية، والأعراض من اللؤم نقية، وقد ظفر بحاجته من الممدوحين: كعمي العزيز بأصفهان، والصاحب مكرم بكرمان، والقاضي عماد الدين طاهر بشيراز، الذي أمن بجوده طارق الإعواز، وكانت جائزته للغزي وللقاضي الأرجاني وللسيد أبي الرضا وأمثالهم المعتبرين، لكل واحد ألف دينار أحمر على قصيدة واحدة) ثم قال: (والغزي حسن المغزى، وما يعز من المعاني الغر معنى إلا إليه يعزى، يعنى بالمعنى ويحكم منه المبنى، ويودعه اللفظ إيداع الدر الصدف، والبدر السدف. فمن أفراد أبياته التي علت بها راياته، وبهرت آياته، ولم تملل منها غاياته، ...إلخ) ولما ورد أصفهان نزل ضيفا في بيت صديقه أبي المحاسن بن فضلويه. قال: (وسمعت أكثر أشعاره من جماعة من الفضلاء كابن كاهويه وابن فضلويه وسيدنا عبد الرحيم بن الأخوة وغيرهم.)

وترجم له تاج الإسلام السمعاني في "المذيل على تاريخ بغداد" قال: (شيخ كبير مسن قد ناطح التسعين وكان أحد فضلاء الدهر ومن يضرب به المثل في صنعة الشعر. وكان ضنيناً بشعره ما كان يملي منه إلا القليل. ورد عليها "مرو" وكان نازلاً في المدرسة النظامية إلى أن اتفق له الخروج من مرو إلى بلخ فباع قريباً من عشرة أرطال من مسودات شعره بخطه من بعض القلانسيين ليفسدها، فحضر بعض أصدقائي وزاد على ما اشتراه شيئاً وحملها في الحال إلي، فطالعتها فرأيت شعراً دهشت من حسنه وجودة صنعته، فبيضت من شعره أكثر من خمسة آلاف بيت وبقي منه شيء كثير. وبقية شعره الذي كان معه اشتراه بعض اليمنيين واحترق ببلخ مع كتيبات له. وكان يقول: أرجو أن الله تعالى يعفو عني ويرحمني لأني شيخ مسن جاوزت التسعين ولأني من بلد الإمام المطلبي الشافعي، يعني محمد بن إدريس.

قال السمعاني: سمعت أبا نصر عبد الرحمن بن محمد الخطيبي الخرجردي يقول مذاكرة: ولد إبراهيم الغزي في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.  وسمعت أبا نصر الخرجردي يقول بمرو: إن الأديب الغزي مات في سنة أربع وعشرين وخمسمائة في الطريق وحمل إلى بلخ ودفن بها

قصائد أخرى لإبراهيم الغزي

إبراهيم الغزي
إبراهيم الغزي

قال العماد: قال السمعاني في تاريخه: وأنشدني ابن عمي أبو منصور محمد بن الحسن بن منصور السمعاني بمرو، أنشدني الغزي لنفسه: (ثم أورد الأبيات ثم قال):

إبراهيم الغزي
إبراهيم الغزي

قال العماد: قال السمعاني في تاريخه: (أنشدنا)أبو بكر محمد بن علي بن الحسن الكرجي ببغداد، وأبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني الحافظ بسمرقند، أنشدنا إبراهيم بن عثمان الغزي لنفسه بهراة:

إبراهيم الغزي
إبراهيم الغزي

قال العماد: قال السمعاني في تاريخه: وأنشدني أبو الفضل عبد الرحيم بن أبي العباس بن الأخوة، أنشدنا أبو إسحاق الغزي:

إبراهيم الغزي
إبراهيم الغزي

قال العماد: قال السمعاني في تاريخه:: وقرأت في جملة أشعاره بخطه: