الأبيات 124
ما عاد للكلمات وهج حراره
وأحس حين أقولها بمراره
فعلام أنفخ في الرماد محاولا
أن أستمد من الرماد شراره
لكنه قدري ولست مخيرا
في ما الفؤاد أراده واختاره
في القدس أولد من جديد حاملا
للنائمين اليائسين بشاره
وأقول إن البحر نادى أهله
وعليه فليستيقظ البحاره
هذا هدير الموج شاعر ثورة
يلقي بوجه نعاسكم أشعاره
حمل البشارة من فلسطين اسمعوا
ماذا تقول سواعد وحجاره
ماذا يقول دم الشهيد لأمة
شهدت عيون نيامها أزهاره
لكنها واليأس يرخي فوقها
من عتمة الليل الشقي ستاره
عادت إلى الأحلام تجتر المنى
ودم الشهيد يضيء مثل مناره
ماذا يقول الطفل مشنوقا على
غصن من الزيتون في بياره
ما غاب عن عينيه إصرار وما
خنق الجبان بشنقه إصراره
حتى الحجارة لم تزل في جيبه
تحكي بحسم رأيه وقراره
ماذا تقول صبية شقوا لها
ثوبا فأعطاها الفداء إزاره
نادت صلاح الدين فاشتدت بها
جدران بيت المقدس المنهاره
لكن صلاح الدين مات وماله
فينا وريث حمية وإماره
والله ما شئت استثارة نخوة
فيكم فما للميتين إثاره
لكنني وأنا أرى أملا خبا
قد عاد بشعل في السواعد ناره
أرتد عن ظلمات يأسي خارقا
بحجارة الغضب الوليد حصاره
هي ذي بداية رحلة قدسية
في لج بحر ما خشيت غماره
ويدق باب القلب صوت مكبل
في القدس مل قيوده وإساره
صوت يقول : أنا فلسطين انظروا
لدمي يشع قداسة وطهاره
حجر كريم في يدي وكرامة
ولكم تركت مقاعد النظاره
فتفرجوا يا منتمون لأمة
كانت لها في العالمين صداره
كانت إذا طمع العدو بأرضها
ثارت عليه قوية قهاره
أو صاحت امرأة تنادي منقذا
لبى بكل سيوفه البتاره
أين السيوف اليوم من معتصم
بل أين أين جيوشه الجراره
لهفي على الأقصى يصيح ولا أرى
نيران منقذه ولا أنواره
نامت عيون المؤمنين ولم ينم
وعد لهارون الرشيد بغاره
والقدس ساهرة وصوت أذانها
غضب سكوت المسلمين أثاره
الله أكبر كيف نامت أمتي
والذل ينشر في العيون غباره
أين السرايا لا تسير لمسجد
الله بارك أرضه وجواره
ومحمد في ليلة مشهورة
أسرى الإله به إليه وزاره
أيظل محتلا يئن مكبلا
والمسلمون يمينه ويساره
أين العروبة أين قائد زحفها
ضج النفير ولا أرى استنفاره
نام الخلي وظل صبري ساهرا
والليل ينشب في دمي أظفاره
ماذا يريد الصامتون وما الذي
تدعو إليه إذاعة ثرثاره
ما نفع سلم بين ذئب جائع
وخراف راع نعرف استهتاره
بالفأس ترتد الذئاب وما لدى
راعي الخراف هنا سوى قيثاره
ما كان سلم الخائفين محققا
أمنا لكم يا رافعون شعاره
وأنا أرى القضية أصبحت
في سوق أنصاف الحلول تجاره
فوق التراب دم زكي صارخ
يا من يغطي بالسلام فراره
لن يخدع الأجيال سلم زائف
أو غيم صيف لا ترى أمطاره
هذا دم الشهداء قد روى الثرى
يا من تحاول عامدا إنكاره
وإذا تكلم في دجى ليل دم
شهد السهارى السامعون نهاره
فاسمع حديث الغاضبين ولا تكن
مثل النعامة واكتشف أغواره
هذا الفتى بحجارة من أرضه
صنع انتفاضة شعبه الجباره
فاهتزت الدنيا لصوت ندائه :
القدس دار عروبتي المختاره
وأنا هنا قررت أن أبقى فلا
تحلو الحياة لمن يضيع دياره
الأرض أرضي وهو غاز غاشم
أما الغشيم فمن يريد حواره
لا لن أحاوره بغير حجارتي
في كل حي عشت فيه وحاره
حجر معي ورصاصة معه ولن
أرضى سلام الخائفين وعاره
أنا في فلسطين انتفاضة عاشق
لترابها والعشق فعل حضاره
هذا الفتى العربي فارس أمتي
هو من أتابع معجبا أخباره
فمن الأسى واليأس أشرق بسمة
في وجه أحزان لنا هداره
ومضى بأحجار الكرامة راسما
للنصر في درب الفداء إشاره
فإذا سمعت أخي عن استشهاده
يوما وحاول ذهنك استذكاره
فاعلم بأني سوف أحيا مشعلا
في كل أبناء القبيلة ثاره
أنا لا أخاف يضيع دم الفتى
في صوت من سيقدم استنكاره
لكن أخاف على بقية موطن
من غفلة لقبيلتي غداره
فإذا قضى بطل سيولد غيره
متحديا وسيقتفي أثاره
لكن إذا ضاع الحمى من أهله
ذهبت جميع التضحيات خساره
مانع سعيد العتيبة
9 قصيدة
2 ديوان
مانع سعيد العتيبة شاعر إماراتي ولد في أبو ظبي في الخامس عشر من مايو 1946 ليلة السابع والعشرين من رمضان، ينتسب إلى عائلة العتيبات، وهي من أكبر وأهم العائلات في دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي، وتنحدر من قبيلة المرر المنتسبة إلى مروان بن الحكم، وقد كانت ضمن القبائل التي تشكل تحالف بني ياس.

منذ ولادته عاش المعاناة فقد كانت عائلته من كبار تجار اللؤلؤ ولكن في عام 1952 كسد سوق اللؤلؤ بعد اكتشاف اليابان طريقه صناعية جديدة لزراعه اللؤلؤ في المحار سنة 1947 ,مما اضطر عائلته للانتقال إلى قطر وهناك تدرج في المراحل الدراسية حيث التحق بمدارسها هناك وكان لظروف الحياة القاسية أكبر الأثر في ولادة هذا الشاعر الكبير فلم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب كغيره من شعراء العصر الحديث بل قاسى وعانى حتى درس وتعلم ووصل إلى ما وصل إليه فقد عاصر الدكتور مانع ظروف الحياة القاسية في دول الخليج وشاهد بأم عينيه كيف كان أهل الإمارات يكدون ويتعبون من أجل لقمة العيش فكانت التجربة وكانت المعاناة التي ولدت شاعراً كبيراً يشار إليه بالبنان.

أتم الثانوية في عام 1963 ثم التحق بإحدى الكليات العالية في بريطانيا وأمضى بها سنتين. عام 1969 تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد، وبعد التخرج شغل منصب رئيس دائرة البترول في حكومة أبوظبي، وفي عام 1974 حصل على الماجستير من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة برسالة موضوعها " منظمة أوبك " وفي عام 1976 حصل من الكلية نفسها على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز وبمرتبة الشرف الأولى عن رسالته " البترول واقتصاديات الإمارات العربية المتحدة" . في عام 2000 حصل على درجة في الأدب العربي بتقدير حسن جداً من جامعة محمد بن عبد الله في فاس بالمغرب وكانت أطروحته بعنوان " خطاب العروبة في الشعر العربي".

منح العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات عالمية تقديراً لدوره البارز وجهوده الملموسة في خدمة اقتصاد الإمارات واقتصاد العالم مثل

الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي من جامعة كيو اليابانية

الدكتوراه الفخرية في القانون العام من جامعة مانيلا في الفلبين

الدكتوراه الفخرية في فلسفة الاقتصاد من جامعة ساوث بيلار الأمريكية في ولاية كاليفورنيا

الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد من جامعة ساو بالو البرازيلية

تولى العديد من المناصب مثل:

في عام 1969م ترأس دائرة بترول أبوظبي.

في عام 1971م أصبح وزيرا للبترول والصناعة في أول وزارة لإمارة أبوظبي

في عام 1972م أصبح وزيرا للبترول والصناعة في أول وزارة في دولة الإمارات

في عام 1990م أصبح المستشار الخاص لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة

إلى جانب دوره السياسي عُرف الدكتور مانع سعيد العتيبة في الأوساط الأدبية كواحد من فرسان الشعر العربي، وقد أثرى المكتبة الشعرية العربية بالعديد من دواوين الشعر، وقد نظم الشعر في عدة أغراض، سواء كانت سياسية، اجتماعية، اقتصادية، غزلية، بالإضافة إلى كتب عدة وروايات