الأبيات 62
يا حبيبي آن لي أن أشهدا
يوم لقيانا وأن أستشهدا
خذ إذا شئت حياتي واعطني
بسخاء يوم وصل واحدا
لا تقل لي موعد اللقيا غدا
أنت لا تعلم ما يجري غدا
وأنا لا أعلم الغيب ولي
من عطاء اليوم ما لن ينفدا
أنت والحب وساعات الصفا
وثوان ما لسواها مدى
كيف نمضي لغد الغيب وقد
مد هذا الحاضر الماضي يدا
مدها بالنجدة الكبرى لنا
بارك الله الزمان المنجدا
ضاع منا الأمس واليوم أتى
لو تمسكنا به لن يشردا
وغدا يوم جديد وأنا
لن أعيش الغد حتى يولدا
فاغنم الفرصة واعلم أنها
سوف لن ترجع إن ضاعت سدى
يا حبيبي لم يكن عندي الهوى
رغم ما قاسيت إلا سيدا
وأنا في طاعة الحب ومن
عشقت روحي بروحي يفتدى
فعلام الخوف من وصل له
ضحك الشوق وشعري غردا
أيها الواعد ما زال اللقا
في ضمير الغيب بابا موصدا
فلماذا لا تلبي دعوتي
أفلا تسمع أصداء الندا
كلما أدعوك للقيا أرى
بين عينيك أمانا مبعدا
وكأن الوصل أضحى رحلة
في قفار التيه أو بحر الردى
أنت لا تعرف عني غير ما
أعلن الحساد أو قال العدا
وتراني مثلما هم صوروا
بحر أسرار وليلا سرمدا
رغم أني عاشق لم يخف ما
في دجى عينيه كالصبح بدا
أنت لي أخر مشوار فكن
في طريق الحب نورا للهدى
جد بلقيانا فما كان النوى
ذات يوم يا حبيبي جيدا
النوى كأس مرار واللقا
كأس شهد فارتشف كي تشهدا
دع يدي في يدك اليوم ولا
تجعل العمر حساما مغمدا
ولنسر في درب أحلام الصبا
قبل أن يرحل عنا مجهدا
يا حبيبي أنا أدعوك إلى
جنتي فانعم وحيدا مفردا
واجمع الورد الذي في روضها
فهو من ماء عيوني وردا
عن لي لحن الرضى في نشوة
واترك الأيام تصغي للصدى
واسبق الآتي ولا تنظر إلى
ما مضى من عمرنا أو بددا
نحن لا نملك إلا يومنا
إن تشأ منحي لوصل موعدا
وابتسم كي تسعد الدنيا فإن
غابت البسمة لا لن تسعدا
مانع سعيد العتيبة
9 قصيدة
2 ديوان
مانع سعيد العتيبة شاعر إماراتي ولد في أبو ظبي في الخامس عشر من مايو 1946 ليلة السابع والعشرين من رمضان، ينتسب إلى عائلة العتيبات، وهي من أكبر وأهم العائلات في دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي، وتنحدر من قبيلة المرر المنتسبة إلى مروان بن الحكم، وقد كانت ضمن القبائل التي تشكل تحالف بني ياس.

منذ ولادته عاش المعاناة فقد كانت عائلته من كبار تجار اللؤلؤ ولكن في عام 1952 كسد سوق اللؤلؤ بعد اكتشاف اليابان طريقه صناعية جديدة لزراعه اللؤلؤ في المحار سنة 1947 ,مما اضطر عائلته للانتقال إلى قطر وهناك تدرج في المراحل الدراسية حيث التحق بمدارسها هناك وكان لظروف الحياة القاسية أكبر الأثر في ولادة هذا الشاعر الكبير فلم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب كغيره من شعراء العصر الحديث بل قاسى وعانى حتى درس وتعلم ووصل إلى ما وصل إليه فقد عاصر الدكتور مانع ظروف الحياة القاسية في دول الخليج وشاهد بأم عينيه كيف كان أهل الإمارات يكدون ويتعبون من أجل لقمة العيش فكانت التجربة وكانت المعاناة التي ولدت شاعراً كبيراً يشار إليه بالبنان.

أتم الثانوية في عام 1963 ثم التحق بإحدى الكليات العالية في بريطانيا وأمضى بها سنتين. عام 1969 تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد، وبعد التخرج شغل منصب رئيس دائرة البترول في حكومة أبوظبي، وفي عام 1974 حصل على الماجستير من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة برسالة موضوعها " منظمة أوبك " وفي عام 1976 حصل من الكلية نفسها على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز وبمرتبة الشرف الأولى عن رسالته " البترول واقتصاديات الإمارات العربية المتحدة" . في عام 2000 حصل على درجة في الأدب العربي بتقدير حسن جداً من جامعة محمد بن عبد الله في فاس بالمغرب وكانت أطروحته بعنوان " خطاب العروبة في الشعر العربي".

منح العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات عالمية تقديراً لدوره البارز وجهوده الملموسة في خدمة اقتصاد الإمارات واقتصاد العالم مثل

الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي من جامعة كيو اليابانية

الدكتوراه الفخرية في القانون العام من جامعة مانيلا في الفلبين

الدكتوراه الفخرية في فلسفة الاقتصاد من جامعة ساوث بيلار الأمريكية في ولاية كاليفورنيا

الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد من جامعة ساو بالو البرازيلية

تولى العديد من المناصب مثل:

في عام 1969م ترأس دائرة بترول أبوظبي.

في عام 1971م أصبح وزيرا للبترول والصناعة في أول وزارة لإمارة أبوظبي

في عام 1972م أصبح وزيرا للبترول والصناعة في أول وزارة في دولة الإمارات

في عام 1990م أصبح المستشار الخاص لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة

إلى جانب دوره السياسي عُرف الدكتور مانع سعيد العتيبة في الأوساط الأدبية كواحد من فرسان الشعر العربي، وقد أثرى المكتبة الشعرية العربية بالعديد من دواوين الشعر، وقد نظم الشعر في عدة أغراض، سواء كانت سياسية، اجتماعية، اقتصادية، غزلية، بالإضافة إلى كتب عدة وروايات