الأبيات 62
أعطيك آخر ما لدي فتاتي
شعرا كقلبي نابض الكلمات
مالي سواه إلى هواك وسيلة
فتكرمي برضاك يا مولاتي
أعطيت حبك كل ما ملكت يدي
حتى تكوني كل ممتلكاتي
لم يبق ما أعطيه إلا أحرف
فيها دمي يجري وصورة ذاتي
فإذا رضيت بها سأعلن أنني
ملك لأجمل أجمل الملكات
إن مر في سمعي نداؤك سارعت
روحي إليك وسابقت نبضاتي
أنا خادم العينين في بحريهما
ألقيت من بعد العنا مرساتي
لهما خضعت وما أطعت سواهما
فالحب قد ساواهما بحياتي
لا .. لا ألام ففيهما سحر له
حكم القوي المستبد العاتي
لهما أنا سلمت أسلحتي وما
كانت صفات اليائسين صفاتي
لكنني علقت آمالي على
ذاك الحنان يشع في النظرات
عيناك نور في الطريق ولم تزل
تمشي على نور الهوى خطواتي
فإذا تعثرت الخطى فيما مضى
فاليوم لست أخاف من عثراتي
ما دام كفك في يدي فأنا على
درب السلامة سائر بثبات
ماذا علينا من قديم راحل
ما دمت أنت هو الجديد الآتي
لا تفتحي أبواب ماض أغلقت
بيديك أنت فخلفها مأساتي
يكفي فؤادي ما تجرع من أسى
فتجنبي حزني وتنهيداتي
لا وقت للأحزان في عمري وما
آن الأوان لتقرأي مرثاتي
أرجوك ضاع العمر إلا ساعة
فلتجعليها أسعد الساعات
هاتي ابتسامتك التي إن أشرقت
غابت همومي واختفت آهاتي
فلبسمة الثغر الرقيق إضاءة
في سود أيامي وفي ظلماتي
يا من خضعت لحكمها عن حكمة
ووجدت في طغيانها مرضاتي
أنت التي أعطيت شعري مجده
لولاك ما حفظ الهوى أبياتي
أرجعتني للعاشقين وليلهم
تحت الرماد توهجت جمراتي
لو لم تكوني أنت ملهمتي لما
سطعت حروفي في دجى صفحاتي
إني على أعتاب عطفك واقف
متسول أسعى إلى الصدقات
لا تمنعي عني الرضى وتصدقي
علنا علي ببعض بعض فتات
وإذا سمحت بنظرة أو لفتة
فيها الحنان ستنتهي أزماتي
وسأعلن الأفراح في دنيا الهوى
وأشيع في العشاق معتقداتي
في الحب تغتفر الخطايا كلها
فالسيئات تزول بالحسنات
والحب دنيا من سماح فاسمحي
ليديك أن تتقبلا قبلاتي
مانع سعيد العتيبة
9 قصيدة
2 ديوان
مانع سعيد العتيبة شاعر إماراتي ولد في أبو ظبي في الخامس عشر من مايو 1946 ليلة السابع والعشرين من رمضان، ينتسب إلى عائلة العتيبات، وهي من أكبر وأهم العائلات في دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي، وتنحدر من قبيلة المرر المنتسبة إلى مروان بن الحكم، وقد كانت ضمن القبائل التي تشكل تحالف بني ياس.

منذ ولادته عاش المعاناة فقد كانت عائلته من كبار تجار اللؤلؤ ولكن في عام 1952 كسد سوق اللؤلؤ بعد اكتشاف اليابان طريقه صناعية جديدة لزراعه اللؤلؤ في المحار سنة 1947 ,مما اضطر عائلته للانتقال إلى قطر وهناك تدرج في المراحل الدراسية حيث التحق بمدارسها هناك وكان لظروف الحياة القاسية أكبر الأثر في ولادة هذا الشاعر الكبير فلم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب كغيره من شعراء العصر الحديث بل قاسى وعانى حتى درس وتعلم ووصل إلى ما وصل إليه فقد عاصر الدكتور مانع ظروف الحياة القاسية في دول الخليج وشاهد بأم عينيه كيف كان أهل الإمارات يكدون ويتعبون من أجل لقمة العيش فكانت التجربة وكانت المعاناة التي ولدت شاعراً كبيراً يشار إليه بالبنان.

أتم الثانوية في عام 1963 ثم التحق بإحدى الكليات العالية في بريطانيا وأمضى بها سنتين. عام 1969 تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد، وبعد التخرج شغل منصب رئيس دائرة البترول في حكومة أبوظبي، وفي عام 1974 حصل على الماجستير من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة برسالة موضوعها " منظمة أوبك " وفي عام 1976 حصل من الكلية نفسها على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز وبمرتبة الشرف الأولى عن رسالته " البترول واقتصاديات الإمارات العربية المتحدة" . في عام 2000 حصل على درجة في الأدب العربي بتقدير حسن جداً من جامعة محمد بن عبد الله في فاس بالمغرب وكانت أطروحته بعنوان " خطاب العروبة في الشعر العربي".

منح العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات عالمية تقديراً لدوره البارز وجهوده الملموسة في خدمة اقتصاد الإمارات واقتصاد العالم مثل

الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي من جامعة كيو اليابانية

الدكتوراه الفخرية في القانون العام من جامعة مانيلا في الفلبين

الدكتوراه الفخرية في فلسفة الاقتصاد من جامعة ساوث بيلار الأمريكية في ولاية كاليفورنيا

الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد من جامعة ساو بالو البرازيلية

تولى العديد من المناصب مثل:

في عام 1969م ترأس دائرة بترول أبوظبي.

في عام 1971م أصبح وزيرا للبترول والصناعة في أول وزارة لإمارة أبوظبي

في عام 1972م أصبح وزيرا للبترول والصناعة في أول وزارة في دولة الإمارات

في عام 1990م أصبح المستشار الخاص لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة

إلى جانب دوره السياسي عُرف الدكتور مانع سعيد العتيبة في الأوساط الأدبية كواحد من فرسان الشعر العربي، وقد أثرى المكتبة الشعرية العربية بالعديد من دواوين الشعر، وقد نظم الشعر في عدة أغراض، سواء كانت سياسية، اجتماعية، اقتصادية، غزلية، بالإضافة إلى كتب عدة وروايات