الأبيات 60
عادت البسمة للثغر كأنه
لم يكن بالأمس يشكو حر أنه
يا حبيبي ما الذي أرجعها
هذه البسمة نشوى مطمئنه
أهو تسليم لأحكام الهوى
أم سلام شع في العينين أمنه
أم تراها يا حبيبي بسمة
أعلنت ما بيننا ميلاد هدنه
آه ما أجملها إذ أشرقت
بعد ليل تكره الأعماق حزنه
إنني الآن أرى في ضوئها
أنك الأول في حسن وفتنه
شجن الأمس الذي مر بنا
كان للحب الذي نحياه محنه
كنت إن جدت بيوم مشرق
واستعاد الورد في خديك لونه
ضحكت للحب أيامي فلا
أذكر الحزن وأنسى فيك سجنه
غير أن الحزن لا يغفو سوى
ساعة في العمر أو يغمض عينه
بعدها يرجع كفا ضاربا
باب أفراحي ليستوفي دينه
يا حبيبي بسمة الثغر لها
عندما ألمحها فعل الأسنه
إنما لا أنتشي إلا بها
فهي خمر تسكن الأفراح دنه
هي في لحن صفائي نغمة
ولها في القلب قبل السمع رنه
أعطني من بحر عينيك الرضى
وخذ العمر إذا أرضاك رهنه
لا تضع أيامنا في عتب
يشرب الحمرة من وردة وجنه
ولنعش أجمل ساعات الهوى
في صفاء ينشد العشاق لحنه
العتاب المر لن يمنحنا
راحة القلب ولن يخمد فتنه
أعطني الصبر وكن من أهله
لا تخيب يا حبيبي فيك ظنه
وعد الله فمن يصبر له
في رحاب الحب عند الله جنه
يا حبيبي كنت في الصبر كما
كان أيوب فأين الصبر أينه
ولماذا لا تجاري فرحا
حالت الأيام ما بيني وبينه
إن في قلبي جراحا لم تزل
عين أفراحي تراها مثل طعنه
نضج الحب لدينا وأرى
ثمرا يطلب أن يترك غصنه
فلماذا نحن لا نقطفه
أم ترى عيناك لا تريان حسنه
الخلافات التي مرت بنا
هو ذا جثمانها يطلب دفنه
فلنودع في الهوى عهد الأسى
ولتكن أفراحنا فرضا وسنه
حبنا ما زال طفلا بيننا
كم كما كنت لهذا الطفل حضنه
لا تقبل أعطيت ما أعطى الذي
يتبع الإحسان في الحب بمنه
إنما المعطاء من يمنحني
عطفه السامي ويأبى أن يكنه
مانع سعيد العتيبة
9 قصيدة
2 ديوان
مانع سعيد العتيبة شاعر إماراتي ولد في أبو ظبي في الخامس عشر من مايو 1946 ليلة السابع والعشرين من رمضان، ينتسب إلى عائلة العتيبات، وهي من أكبر وأهم العائلات في دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي، وتنحدر من قبيلة المرر المنتسبة إلى مروان بن الحكم، وقد كانت ضمن القبائل التي تشكل تحالف بني ياس.

منذ ولادته عاش المعاناة فقد كانت عائلته من كبار تجار اللؤلؤ ولكن في عام 1952 كسد سوق اللؤلؤ بعد اكتشاف اليابان طريقه صناعية جديدة لزراعه اللؤلؤ في المحار سنة 1947 ,مما اضطر عائلته للانتقال إلى قطر وهناك تدرج في المراحل الدراسية حيث التحق بمدارسها هناك وكان لظروف الحياة القاسية أكبر الأثر في ولادة هذا الشاعر الكبير فلم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب كغيره من شعراء العصر الحديث بل قاسى وعانى حتى درس وتعلم ووصل إلى ما وصل إليه فقد عاصر الدكتور مانع ظروف الحياة القاسية في دول الخليج وشاهد بأم عينيه كيف كان أهل الإمارات يكدون ويتعبون من أجل لقمة العيش فكانت التجربة وكانت المعاناة التي ولدت شاعراً كبيراً يشار إليه بالبنان.

أتم الثانوية في عام 1963 ثم التحق بإحدى الكليات العالية في بريطانيا وأمضى بها سنتين. عام 1969 تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد، وبعد التخرج شغل منصب رئيس دائرة البترول في حكومة أبوظبي، وفي عام 1974 حصل على الماجستير من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة برسالة موضوعها " منظمة أوبك " وفي عام 1976 حصل من الكلية نفسها على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز وبمرتبة الشرف الأولى عن رسالته " البترول واقتصاديات الإمارات العربية المتحدة" . في عام 2000 حصل على درجة في الأدب العربي بتقدير حسن جداً من جامعة محمد بن عبد الله في فاس بالمغرب وكانت أطروحته بعنوان " خطاب العروبة في الشعر العربي".

منح العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات عالمية تقديراً لدوره البارز وجهوده الملموسة في خدمة اقتصاد الإمارات واقتصاد العالم مثل

الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي من جامعة كيو اليابانية

الدكتوراه الفخرية في القانون العام من جامعة مانيلا في الفلبين

الدكتوراه الفخرية في فلسفة الاقتصاد من جامعة ساوث بيلار الأمريكية في ولاية كاليفورنيا

الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد من جامعة ساو بالو البرازيلية

تولى العديد من المناصب مثل:

في عام 1969م ترأس دائرة بترول أبوظبي.

في عام 1971م أصبح وزيرا للبترول والصناعة في أول وزارة لإمارة أبوظبي

في عام 1972م أصبح وزيرا للبترول والصناعة في أول وزارة في دولة الإمارات

في عام 1990م أصبح المستشار الخاص لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة

إلى جانب دوره السياسي عُرف الدكتور مانع سعيد العتيبة في الأوساط الأدبية كواحد من فرسان الشعر العربي، وقد أثرى المكتبة الشعرية العربية بالعديد من دواوين الشعر، وقد نظم الشعر في عدة أغراض، سواء كانت سياسية، اجتماعية، اقتصادية، غزلية، بالإضافة إلى كتب عدة وروايات