أصابنا حادث الأقدار بالخطب
الأبيات 23
أصــابنا حــادث الأقـدار بـالخطب وشـبَّ نـار لظـى الأحـزان في اللبب
من حين أخبرنا الناعي المشوم ضحى عـن مقتـل الماجـد الموصوف بالأدب
العـالم الفاضـل الشيخ المهذب ذو الفضـل الجلـي عليـاً عـالي الرتب
العابـد السـاجد الباكي بجنح دجى كهـف الأنـام وغـوث الله في الكرب
لهفـي علـى ذلـك المقتول يوم قضى بيــن العــداة بلا جــرمٍ ولا سـبب
هــذا بـأمرٍ مـن الطـاغوت يحبسـه وذلـــك يشـــتمه ظلمـــاً بلا أدب
وذاك يجـــذبه قهـــراً بلحيتـــه وذاك يســحبه جهــراً علـى الـترب
وذاك مــن حقــده أخـزاه خالقنـا يـــوجي ضــلوع تقــي طــاهر أرب
وجســمه بعـد حسـن اللحـف يلحفـه قتــام ضـرب مـن الأحجـار والخشـب
والــرأس منكشــف قـد شـج مفرقـه وشــيبه قــد علاه عــثير الكثــب
والـدم يجـري علـى وجـهٍ بـه أثـرٌ مـن السـجود كجري الغيث في الهضب
وطالمــا فــي ظلام الليــل عفـره حـال السـجود لرب الخلق في الترب
للــه شــيخ عزيــز فــي عشـيرته يسـاق فـي سـوقهم بالـذل والنكـب
فيـا شـهيداً قضـى في الله محتسباً وفـي الجنـان حبـاه عـالي الرتـب
ويــا هلالاً أحــال الخســف مطلعـه فغــاب فــي جـدثٍ عنـا ولـم يـأب
وكهــف عــزٍّ لأيتــام تطــوف بــه رمـاه صـرف القضـا بالهدم والعطب
ويــا أنيسـاً أتانـا ثـم أوحشـنا وبحـر علـمٍ وجـودٍ غـاب فـي الترب
تنعـاك كتبـك والمحـراب ينـدب أذ فيـه تقـوم تنـاجي اللـه فـي رهب
يا قلب فاحزن على ذاك الفقيد ويا عينــي جــوداً بــدمعٍ هامـل سـكب
وإن نسـيت فلا أنسـى الـذين قضـوا بالقتـل ظلمـاً بأرض الحزن والكرب
نـاحت لهـم جملـة الأملاك حيث قضوا علـى ظمـاً وهـم مـن خيـرةِ الصـحب
سـقى الإلـه علـى طـول الدهور لهم تلـك القبـور بقطـر الوابل العذب
وعظـم اللـه أجـر الصـابرين ومـن فيهـم أصـيب بهـذا الفـادح الصعب