إخْتَلَفَ الاَصْحَابُ فِي مَنِ انْتَسَبْ
الأبيات 43
إخْتَلَـفَ الاَصـْحَابُ فِـي مَنِ انْتَسَبْ لِهاشــــِمٍ لاَُمِّــــهِ لَيْـــسَ لاََبْ
هَـلْ يَسـْتَحِقُّ الْخُمْسَ أَوْ لا يَسْتَحِقْ فَقــالَ قَــوْمٌ إنّ هـذا مُسـْتَحِقْ
لاَِنّـــهُ مِــنْ وُلْــدِهِ وَالْخُمْــسُ لِوِلْـــدِهِ لَيْــسَ بِــذاكَ لَبْــسُ
وَالآىــي فِــي تَحْقِيْـقِ ذاكَ نَـصُّ وَهكَـــذا أَثْبَـــتَ ذاكَ النَّــصُّ
فَلَيْــسَ مـانِعٌ عَـنِ الْقَـوْلِ بِـهِ لِلآيِ مَــعْ أَخْبارِنــا فَــانْتَبِهِ
وَالْمَـذْهَبُ الْمَشْهُوْرُ بَيْنَ الْعُلَما نِســْبَتُهُ بِــالاََبِ شـَرْطٌ فَاعْلَمـا
لاَِنَّ وِلْــدَ البِنْـتِ عِنْـدَ العَـرَبِ لِجَـــدِّهِمْ لاَُِمِّهِــمْ لَــمْ تُنْســَبِ
وَالآيُ وَالاَخْبـــارُ مِمّـــا وَرَدا نِســْبَتُهُ فَهْــوَ مَجــازاً طَـرَدا
وُيُصـْرَفُ الخِطـابُ فِي الشَّرْعِ إلى حَقــائِقِ الاَلفــاظِ قَطْعـاً أَوَّلا
ثُـمَّ إلـى الْمَجـازِ إنْ لَمْ يُمْكِنِ وَلَيْــسَ ذا مُمْتَنِعــاً فَلْيُفْطَــنِ
وَكَــوْنُ ذاكَ شــائِعاً مُسـْتَعْمَلا لا يُــوْجِبُ الصــَّرْفَ إلَيْـهِ أَوَّلا
إلاّ إذا كـــانَ هُنــا قَرِيْنَــهْ تُــوْجِبُ لِلتَّعْمِيْــمِ أَوْ تَعْيِيْنَـهْ
قَرِيْنَـــةٌ خارِجَــةٌ أَوْ داخِلَــهْ كَآيَــةِ النِّســاءِ وَالْمُبــاهَلَهْ
وَمـا أَتـى عَـنْ خِيْـرَةِ الرَّحْمـنِ مِــنْ قَـوْلِهِ أَبْنـائِيَ السـِّبْطانِ
وَلَيْـسَ فِـي خَصـْمِ الْخَصـُوْمِ حُجَّـهْ بِمِثْـــلِ ذَا وَلا بِـــهِ مَحَجَّـــهْ
لاَنّــــهُ إذاَ أُرِيْـــدَ مَعْنَـــى مُســْتَعْمَلاً يَكُــوْنُ ذَاكَ الْمَعْنَـى
غَيْــرَ خَفِىـيٍ عِنْـدَ مَـنْ يَسـْتَمِعُ لِلَّفْـــظِ مَــعْ قَرِيْنَــةٍ يُتَّبَــعُ
فَيُخْصــَمُ الْخَصـْمُ بِـذِيْ الْمَحَجَّـهْ وَتُدْحَضــَنَّ مــا لَــهُ مِـنْ حُجَّـهْ
وَقِيْــلَ لِلنَّبِــي هــذانِ هُمــا إبْنــاكَ أَمْ لا قــالَ لا إنّهُمـا
أَبْنـاءُ بِنْتِـيْ فَنَفـى الْحَقِيْقَـهْ لاَ مَـا سـِواها فَـافْهَمَنْ تَحْقِيْقَهْ
وَمــا رَوَى الاَصـْحابُ عَـنْ حَمّـادِ وَقَـــوْلُهُ أُدْعُـــوْهُمُ يُنـــادِيْ
بِقَوْلِنــا فَلَيْــسَ عَنْــهُ مَعْـدِلُ وَغَيْــــرُهُ عَلَيْـــهِ لا يُعَـــوَّلُ
وَمــا يُقــالُ مــا رَوى حَمّـادُ مُرْســَلَةٌ لَيْــسَ بِــهِ اعْتِمــادُ
يُجـــابُ عَنْــهُ أنّــهُ مَجْبُــوْرُ لاَنّـــهُ مــا بَيْنَنــا مَشــْهُوْرُ
وَمـا لَـهُ النُّـزُوْلُ فِي الآيَةِ لَنْ يُنــافِيَ اسـْتِدْلالَنا فَاسـتَخْبِرَنْ
وَزُبْــدَةُ القَـوْلَيْنِ مـا ذَكَرْنـا وَعُمْــدَةُ الــدَّلِيْلِ مـا سـَطَرْنا
أمّـا الَّـذِيْ إلَيْـهِ فِي ذا نَذْهَبُ فَهْـوَ الَّـذِي الجُـلُّ إلَيْهِ ذَهَبُوا
مِـنْ قُـوَّةُ القَـوْلِ بِأنَّ الْمُنْتَسِبْ لِهاشـــِمٍ بِــأُمِّهِ لَيْــسَ بِــأَبْ
إبْــنٌ لَـهُ حَقِيْقَـةً فِـي الشـَّرْعِ لكِنَّـهُ فِـي الْعُـرْفِ غَيْـرَ مَرْعِـيْ
وَهكَـذا لَـمْ يُعْتَبَـرْ عِنْدَ الْعَرَبْ كَمـا هُوَ الظَّاهِرُ عِنْدَ ذِىي الاََدَبْ
مَــنْ فَتَّــشَ الآثـارَ وَالاََخْبـارا وَطــالَعَ الســِّيْرَةَ وَالاََشــْعارا
وَحاصـــِلُ الآيِ مَـــعَ النُّصــُوْصِ عَلــى الَّــذِيْ نَقُـوْلُ بِالْخُصـُوْصِ
لكِــــنَّ ذاكَ عِنْـــدَنا يُخَـــصُّ بِمــا رَوى حَمّــادُ فَهْــوَ نَــصُّ
وَلَيْـسَ فِي الْبابِ سِواها وَارْتَضَى مَضـْمُوْنَها الاََصْحابُ غَيْرُ الْمُرْتَضَى
فَكــانَ إجْمـاعٌ عَلـى الرِّوايَـهْ كَــذاكَ إجْمــاعُ ذَوِيْ الـدِّرايَهْ
وَالْمُرْتَضـــى خِلافُــهُ لا يَقْــدَحُ فَالمُرْتَضـــى خِلافُــهُ وَالاََوْضــَحُ
وَمَــنْ يَقُــلْ بِقَــوْلِهِ تَــأَخَّرا عَـنِ الْوِفـاقِ فَهْـوَ لَـنْ يُعْتَبَرا
والاحْتِيــاطُ عِنْــدَهُمْ وَالتَّقْـوى لِــذلِكَ اخْتَرْنـاهُ فَهْـوَ الاََقْـوى
وَالْقَوْلُ فِي الزَّكاةِ مِنْ ذا يُعْلَمُ فَـالحُكْمُ أَنْ يُعْطـى إذاً لا يُحْرَمُ
وَالْعِلْـمُ عِنْدَ اللهِ ثُمَّ الْمُصْطَفى وَآلِـهِ أَهْـلِ الْمَعـالِي وَالْوَفـا
وَأَحْمَـدُ الصـَّفّارُ يَرْجُوْ الْمَغْفِرَهْ مِــنْ رَبِّــهِ فِـي هـذِهِ وَالآخِـرَهْ
بِالْمُصـْطَفى الْمُخْتـارِ وَالْكَـرّارِ وفـــاطمٍ وَالْعِتْــرَةِ الاََطْهــارِ
صـَلّى عَلَيْهِـمْ رَبُّنـا مـا قُبِلَـتْ أعْمالُنـــا بِحُبِّهِــمْ وَاتَّصــَلَتْ