فِي الاجْتِهادِ اخْتَلَفَ الاََصْحابُ
الأبيات 35
فِـي الاجْتِهـادِ اخْتَلَـفَ الاََصـْحابُ وَعِنْــدَهُمْ قَــدْ حَصــَلَ اضـْطِرابُ
فِــي أنّـهُ هَـلْ يَقْبَـلُ التَّجَـزِّيْ وَأنّــهُ فِــي الاجْتِــزاءِ يُجْـزِيْ
وَظــاهِرُ الـدَّلِيْلِ فِيْـهِ مُخْتَلِـفْ مِـنْ أَجْـلِ ذا كَلامُهُـمْ لَمْ يَأْتَلِفْ
وَيَنْبَغِـيْ قَبْـلَ الْكَلامِ ذِكْـرُ مـا أَرادَ مِـنْ هـذا الْكَلامِ الْعُلَمـا
وَمُقْتَضـــى كَلامِهِـــمْ أَمْـــرانِ هُمــا حُصـُوْلُ الْحِفْـظِ وَالاِتْقـانِ
ثانِيْهُمـا حُصـُوْلُ أَصـْلِ الْمَلَكَـهْ وَالْقُــوَّةِ الْقُدْسـِيَّةِ الْمُبـارَكَهْ
فَـإنْ أُرِيْـدَ الْحِفْظُ وَالضَّبْطُ لِما قَـدْ جاءَنـا وَمـا يَقُوْلُ الْعُلَما
فَــذا يَقِيْنــاً يَقْبَـلُ التَّجَـزِّيْ لكِــنَّ هــذا عِنْــدَنا لا يُجْـزِيْ
مـا لَـمْ يَكُـنْ مَـعْ قُـوَّةٍ قُدْسِيَّهْ لاََِخْـــذِهِ الْمَســائِلِ الْفَرْعِيَّــهْ
مِـنْ الاَُصـُوْلِ حَسـْبَما قَـدْ ذَكَرُوا فِي كُتْبِهِمْ فِي ضِمْنِ ما قَدْ سَطَرُوا
وَزُبْــدَةُ الْقَـوْلِ هُنـا التَّجَـزِّيْ فِـي الضـَّبْطِ وَالْحِفْظِ وَهذا يُجْزِيْ
وَيَجْتَـــزِيْ صـــاحِبُهُ وَيُرْجَـــعُ إلَيْـهِ فِـي الاَُمُـوْرِ فَهْـوَ مَرْجِـعُ
وَمــا مِـنْ الاََخْبـارِ مُشـْعِرٌ بِـهِ مَعْنــاهُ مــا نَقُـوْلُهُ فَـانْتَبِهِ
إذْ لا يُحِيْــطُ أَحَـدٌ مِـنَ الْبَشـَرْ بِكُـلِّ مـا قَـدْ جاءَنا مِنَ الْغُرَرْ
وَعُمْــدَةُ الاََمْـرِ هُنـا الـدِّرايَهْ لا ضـــَبْطُهُ وَحِفْظُــهُ الرِّوايَــهْ
إذْ رُبَّ رَاوٍ حاِمـــلِ الرِّوايَــهْ لِغَيْــرِهِ مِمَّــنْ لَــهُ الـدِّرايَهْ
وَالْفِقْـهُ قَـدْ يَحْمِلُـهُ شـَخْصٌ إلى أفْقَـهَ مِنْـهُ وَهْـوَ مِنْـهُ قَدْ خَلا
وَإنْ أُرِيْــدَ الْقُــوَّةُ الْقُدْسـِيَّهْ وَمــا بِـهِ الْمَسـائِلُ الْفَرْعِيَّـهْ
تُسـْتَنْبَطَنْ مِـنْ أصـْلِها الْمَتِيْـنِ فَـــذاكَ لا يَقْبَـــلُ بِــالْيَقِيْنِ
إذْ كُـلُّ مـا فِـي الاجْتِهـادِ شَرْطُ فَــإنّهُ يَلْــزَمُ فِيْــهِ الضــَّبْطُ
وَكُلَّمــا تَفْــرِضُ مِــنْ مَســْأَلَةِ يَلْــزَمُ فِيْهــا الاََخْـذُ بِالاََدِلَّـةِ
وَالاََخْــذُ وَاسـْتِنْباطُها لا يُعْلَـمُ إلاّ لِشـــَخْصٍ بِــالْجَمِيْعِ يَعْلَــمُ
وَكُــلُّ مَـنْ كـانَ بِتِلْـكَ ضـابِطا يُمْكِنُــهُ لا شــَكَّ أنْ يَســْتَنْبِطا
مـا يُعْرَضـَنْ عَلَيْـهِ مِـنْ مَسـْألَةِ مِــنْ أَصــْلِها مُراعِــيَ الاَدِلَّـةِ
وَلَيْـسَ ذا بِالْفِعْـلِ شـَرْطاً فِيْـهِ بَــلِ التَّهَيُّــؤُ عِنْـدَنا يَكْفِيْـهِ
وَالاشـــْتِكالُ وَكَــذا التَّــرَدُّدُ فِــي الاجْتِهـادِ مُطْلَقـاً لا يَـرِدُ
لاَنّ ذا مَنْشــــَؤُهُ الْعَــــوارِضُ وَهـــذِهِ الـــذَّاتِيَّ لا تُعــارِضُ
فَلَيْــسَ مَعْنــىً لِتَجَــزٍّ أَبَــدا فَخُــذْ بِــذا وَلا تُقَلِّــدْ أَحَـدا
وَذا الَّـذِيْ التَّوْقِيْعُ وَالْمَقْبُوْلَهْ دَلاَّ عَلَيْـــهِ فَــافْهَمَنْ دَلِيْلَــهْ
إذِ الــرُّواةُ لِلاََحـادِيْثِ النَّظَـرْ شـَرْطٌ عَلَيْهِمْ فَاعْتَبِرْ يا مَنْ نَظَرْ
وَذا الَّـــذِيْ أَفْهَمُــهُ وَيَعْلَــمُ حَقــائِقَ الاَُمُـوْرِ رَبِّـيْ الْعـالِمُ
وَالْمُصـــْطَفى وَآلُــهُ الاََطْهــارُ فَـــإنَّهُمْ صـــَفْوَتُهُ الاََبْـــرارُ
وَأَحْمَــدُ الصــَّفّارُ ذُوْ الـذُّنُوْبِ لا زالَ يَرْجُــوْ السـِّتْرَ لِلْعُيُـوْبِ
بِالْمُصـــْطَفى وَآلِــهِ الْكِــرامِ صــَلّى عَلَيْهِــمْ خــالِقُ الاََنـامِ
مـا عَسـْعَسَ اللَيْـلُ كَذا النَّهارُ وَمـــا بِهِـــمْ مُحِّصــَتِ الاََوْزارُ