لا تشهد الخلق في عين وفي أثر
الأبيات 44
لا تشـهد الخلـق فـي عيـن وفـي أثر واشــهد مفعلهـم فـي سـائر الصـور
فإنمـــا الخلـــق آلات لخـــالقهم علـى الحقيقـة جـل اللـه ذو القدر
لا يقــدرون علــى تســكين محــتركٍ كلا وبــالعكس فــي نفـعٍ وفـي ضـرر
إذا علمــت بــأن اللــه خالقنــا مقــدر الكــون فيمـا يشـاء يجـري
ليـــس لغيــر وإن جلــت مكــانته فـي الأمـر شـيءٌ وإن دق مـن الغيـر
هـانت عليـك خطـوبُ الـدهر أجمعهـا وربمــا فــي بقاهـا غايـة الـوطر
لا تجزعـــن مــتى تاتيــك نائبــةٌ وارض بمـر القضـا مـا عشـت واصطبر
وحســن الظــن بـالمعبود تلـق بـه نهايـة العـز فـي الـدارين والظفر
للــه أرحــم بـالمخلوق يـا سـندي مـن والـديه كمـا قـد صح في الخبر
وهــو العليـم بمـا يفضـي لمصـلحةٍ سـلم هـديت وألـق القـوس مـع وتـر
يـا صـاح سـمعاً لمـا أمليه من دررٍ مــن الوصــايا وإن بالوصـية حـري
إعلـم بـأن الـدنا مـن أصل فطرتها معجونــةٌ بكــثير الهــم والكــدر
لــم يمــض وقــت وإن قـل بلا نكـدٍ مـا اليسـر إلا بمعتقـبٍ مـن العسـر
هــون عليــك خلاف النـاس فـي خلـق فــالخلق طبــع ومختلــف بلا نكــر
فــإن تـرم منهـم جمعـاً علـى طبـع رمـت محـالاً وتهـت فـي عنـا الـوعر
فبيتــك الــزم وخـل النـاس كلهـم واسـمع عليـك بمـا أذكـره وابتـدر
تقــوى الإلـه الـتي أوصـى خليقتـه بهـا جميعـاً كمـا فـي محكـم السور
كــذا النـبيون والعلمـاء أجمعهـم أوصـوا بهـا الناس من بدوٍ ومن حضر
وهــي امتثــالٌ لأمـر اللـه مقـترنٌ بالاجتنــاب لمنهــى الشـرع فـادكر
تلـك الـتي فاز في الدارين صاحبها وقـد رقـى رتبـاً تعلـو علـى الزهر
بــخٍ لـه إذ غـدا مـن حـزب خـالقه ذوي العلا والمزايـا السـادة الغرر
هـم الشـموس هـم الأقمـار والشفعاء هـم الملـوك أهيـل العلـم والفكـر
قـد أدوا الفـرض والمنـدوب مكتملاً وطهـروا السـر عـن عيـبٍ وعـن قـذر
رأوا الزمــان وأهليــه بــأعينهم واسـتطلعوا مـن خفايـاه على العبر
مـن بعـد مـاعلموا فـي آخـر الزمن مــن المهــولات والأشــراط والنكـر
مــا جـاء نطقـاً ومفهومـاً بلا جـدلٍ فــي محكــم الآي والأخبـار والسـير
فسـلموا الأمـر للمعبـود واشـتغلوا بمـا لـه خلقـوا عـن زيـد عـن عمر
إن خـالطوا وافقـوا الناس بظاهرهم وكـانوا إذا عـاملوا منهم على حذر
وخــالفوهم بأســرارٍ لهــم طهــرت عـن السـوى فـاجتلت للنـور والنظر
ومــن يكــن منهـم للخلـق معـتزلاً وفــي يلازمــه شــرعاً علــى قــدر
وسـلم النـاس واسـتعفى عـن الخلطا وكـان فـي معـزلٍ عنهـم مـدى العمر
فمــا لهـم يـا عزيـزي قـط داعيـةً إلا رضـي اللـه مـن دنيـا ومـن أخر
عاشـوا كرامـاً وصـاروا بعـد موتهم إلــى جنــانٍ محـل الخلـد والبشـر
هيـا بنـا نحـوهم يـا سعد هيا بنا شـد المطايـا وهيـي الـزاد للسـفر
نطـوي الليـالي مـع الأيـام إثرهـم فلا نضـل السـرى مـا دمنـا في الأثر
ولا نــــزول لنـــا إلا مرابعهـــم نعـم النـزول بهـذا المربـع النضر
هــذا منــاي وهــذا عـائدي صـلتي ومظهـري مضـمري وصـف ابتـدا خـبري
لا تيأســـن ففضــل اللــه منبســطٌ حقــا ورحمتــه وســعت فلــم تـذر
فاجهـد بصـدقٍ فمـن جـد وجـد وكـذا مـن أدمـن القـرع للبـاب ولـج فسر
يـا ربنـا يـا غيـاث الخلق يا صمد ألطـف بنـا واهـدنا الفـوز والظفر
وكـن لنـا ناصـراً واسـلك بنا أبداً مناهـج الحـق واحفظنـا عـن البطـر
واختم لنا العمر بالغسلام وابق لنا مـدى الحيـاة قـوى الأسـماع والبصر
ثـم الصـلاة علـى المختـار مـن مضرٍ والآل والصـحب أهـل الفخـر والخفـر
وتــابعيهم مــع التسـليم يتبعهـا مـا حـرك الريـح أوراقا من الشحجر
عبد الله بلفقيه
155 قصيدة
1 ديوان

عبد الله بن حسين بن عبد الله، من بني الفقيه.

فاضل، له علم بالفقه والأدب، من العلويين، من أهل حضرموت. مولده ووفاته في تريم.

له كتب، منها (الفتاوى الفقهية) في فقه الشافعية، و(فتح العليم في بيان مسائل التولية والتحكيم)، و(قوت الألباب من مجاني جنات الآداب)، و(عقود الجمان والدر الحسان لأخبار الزمان) مجموع نظمه.

1850م-
1266هـ-