إذا ما ضاقَ متسعُ المجالِ
الأبيات 33
إذا مـا ضـاقَ متسـعُ المجالِ وكشـف الضـر أقـرب للمحـال
وعسـري طـالَ فـي ميدانِ بُؤسٍ وقلـبي فـي لظى الأفكارِ صالِ
وحـالي مـن ألـدٍ في انتصابٍ ومـن عقدِ الهمومِ الجيدُ حالِ
وبـالي ضـاقَ ذَرعـاً من ذنوبٍ وحبـل الصـبرِ منِّـي صار بال
لـويتُ إلـى بساطِ العزِّ وجهي ومــدَّدت الأكــفَّ بالامتثــال
وفوضــتُ الأمـورَ إلـى لطيـفٍ إليـه في انخفاضي رفعُ حالي
وكلــتُ جميـع آمـالي إليـهِ وواليـتُ النـداءَ لخيـرِ والِ
وجئتُ إلــى حمـاهُ مسـتجيرا رجــائي عــامرٌ والصـبرُ الِ
يُحــدثني جميـلُ الظـنِّ عنـهُ وإسـنادي إلـى جـدواه عـال
بـأنَّ من استغاث به اضطرارا كســاهُ فضــلُهُ ثــوبَ الجلالِ
وهـا إنِّـي عقـدتُ عليهِ عهدي وحـولي عنـهُ من شكلِ المحالِ
وكيـفَ ولـي براهيـنٌ تسـامَت بتصـديقي علـى سـمطِ اللآلـي
إلاهـي مسـني الضـرُّ اكفنيـه بلطـفٍ أنـت تعلـمُ وصفَ حالي
فلا يخفـى عليـكَ خفـيُّ أمـري ولـو حـاكى خفيـاتِ الخيـالِ
وســائلكُم وســائلُهُ عظــامٌ وأجملهـا التوسـلُ بالرجـال
ولـي بالشـاذلي وثيـقُ عهـدٍ وإن طــال الزمـانُ بلا مـالِ
عظيـمٌ الشـأن شـتاتُ البلايا وجمـاعُ المحامِـدِ بـالتوالي
وثبــتُ الجــانبينِ بضـرتيهِ وكشــاف الكُــرُوبِ بلا مَطَـالِ
أمـاتَ النفـسَ بالطاعاتِ لمَّا رأى اللـذاتِ إحياءَ الليالي
إذا مـا اهـتزَّ للراجي بِعَطفٍ فقُل يا خجلةَ السُّمرِ العَوالي
لنـا فـي مسكِ ذيلِ حِمَاهُ مسكٌ يَفُـوقُ علـى نفيسات الغوالي
وفــي كفيـهِ للغـارات سـهمٌ وللمُظطــرِّ كنــزُ مـن نـوالِ
وفــي لحظــاتهِ فتـحٌ وَرَفـعٌ وفـي كاسـاتهِ أشـهى المنالِ
وفــي أحزابــهِ هَتَّــانُ سـِرٍّ تَجُــودُ بــهِ ســُحبُ الوِصـالِ
ينظمهـــا بــدرِّ الآي ســراً حبـاهُ بـه الموحدُ بالتعالي
لـه فـي تـونس الغـرا مقامٌ تقـامُ بـه وظـائفه الغوالي
تلـوذُ بـه الأكـابرُ في صغارٍ وترجـو فيـه مَقبـولَ السؤالِ
ألا يـا أيهـا الأسـتاذُ عطفا لــذي حـاجٍ عَـديمِ الاحتيـال
يُشـاكيكَ الزمانَ عسى إذا ما تلاحظــهُ تقــولُ لــه نـزال
فلــي ليــلٌ تكــدرُهُ هُمـومٌ ولـي دهـرٌ تنغصـهُ الليـالي
فبالمختـار جـدِّكَ جـد بفيـضٍ مـن المعـروفِ يُغني عن سؤال
عليــهِ مـع الصـلاة سـلامُ ربٍّ تمــرُّ عليــهِ فـي صـحبٍ وآلِ
دوامُ بقـاءِ كشـفِ الضـُّرِّ عنا إذا مـا ضـاق متسـعُ المجالِ
السراج الوزير
3 قصيدة
1 ديوان

محمد بن محمد بن أحمد بن مصطفى السراج الأندلسي، أبو عبد الله، الشهير بالوزير.

شاعر تونسي، مؤرخ، من الكتاب، ولد بتونس العاصمة، وتعلّم بالكتّاب ثم التحق بجامع الزيتونة، واشتغل بعد التخرج بالتدريس في جامع الزيتونة حتى اشتهر أمره وذاع ذكره، قرّبه حسين بن علي تركي عند توليه السلطة سن 1117هـ وأشركه في مجالسه، وسمّاه مدرّساً بالجامع الأعظم، وأوكل إليه تقييد مرتبات المشائخ فيه.

أهم آثاره: (الحلل السندسية في الأخبار التونسية) ألفه لحسين بن علي تركي وقرأ الجزء الأول في حضرته، وهو في أربعة أجزاء أتمه سنة 1144هـ، وله أيضاً: قصائد وتقاريظ ورسائل.

1736م-
1149هـ-