قَدِمتَ وتُفدى بالنفوسِ مع الأهلِ
الأبيات 20
قَـدِمتَ وتُفـدى بـالنفوسِ مـع الأهـلِ كَمَا جاءَ دُرُّ الغيثِ في الزمَنِ المَحلِ
وإلاَّ كمــا جــاءَ المُــرادُ لِغـالبِ وإلا كَسـيفِ الجِـدّ فـي مَنهَـجِ الهَزلِ
وإلاَّ كمــا بــاتَت وُجُــوه بَشــَائِرٍ تُخَلِّـصُ غَرقَـى فـي بِحـارٍ مِـنَ الوصلِ
وإلاَّ كَصــُبحِ الوَصــلِ أشــرقَ نُـورُهُ فـأذهبَ ليلاً قـد تَبَـدَّى مِـنَ العَـذلِ
بَعُـدنا علـى التشـبيهِ جَهلاً وإنَّمـا لرؤيـةِ إبراهيـمَ فَضـلاً علـى الكُـلّ
فكيـفَ وَدُرُّ العِلـمَ قَـد جـاءَ بَحـرُهُ وَهَـل لِمَجيـءِ البحـرِ تُبصـِرُ من مِثلِ
ففــي حــادثِ الأيـام بُعـداً وإنَّـهُ أرى حـادثَ الأيـامِ فـي غاية البُخلِ
وســارَ لـبيتِ اللـه والعِـزُّ مُنتَـه وادخَـرَ بـالتقوى شـَديدَ ذُرى النُزلِ
فحصــَّلَ مـن تلـكَ البِقـاعِ مَغانِمـاً مغـــــانم فتـــــحٍ لا تُـــــرامُ
وجـادَ علـى الأقطـار مـن وَبلِ عِلمهِ فَـأينَعَ غُصـنُ العِلـمِ من ذَلِكَ الوَبلِ
وقــد شــَرَّفَ الأمصـارَ أخمَـصُ رِجلِـهِ وللَّــهِ مـن عـزِّ حَـوَتهُ مِـنَ الرجـلِ
وَخَلَّــفِ مـن زَهـرِ الثَنـاءِ مَناسـِما يَفُـوحُ شـَذاها فـي ريـاضٍ مِنَ القَولِ
وآبَ كَمَـــا أآبَ الزَّمَـــانُ لأهلــهِ وقـد زادَ بالإظعـان فَضـلاً علـى فَضَّلِ
فكــانَ لنــا عيـدانِ عيـدُ قـدومهِ وعيدٌ لختمِ الصَّومِ فاعجب لذا الشملَ
فهـذا إمـامُ الـدينِ أقبَـلَ غانِمـاً ليهتَـزَّ بـالأفراحِ مـن كـان ذا عَقلَ
ولــو نَظَــرَت عينـاكَ يـومَ قُـدُومِهِ رأيــتَ ثُغُـورَ الأرضِ تَبسـِمُ بالفِعـلِ
ألا أيهــا المـولى الـذي حسـناتُهُ تَزيـدُ علـى الأمواجِ والقطرِ والرَّملِ
هنيئاً بجُنــدِ العلـمِ أقبَـلَ نصـرُهُ وبشـرى جُنودَ الجهلِ بالطعنِ والقتلِ
بقيــتَ علـى رغـمِ الحَسـُودِ مُعظَّمـاً وطيـبُ شـذا عليـاكَ أحلى من الوصلِ
ولا قـاكَ كُـلُّ اليُمنِ والخيرِ حينَ إذ قـدِمتَ وتُفـدى بـالنفُوسِ مـع الأهـلِ
ابن أبي الضياف
6 قصيدة
1 ديوان

أحمد بن أبي الضياف بن عمر بن أحمد بن نصر حفيد المجذوب ابن الباهي العوني، من قبيلة أولاد عون، التونسي، أبو العباس.

وزير، من الكتاب المؤرخين، مولده ووفاته بتونس، ولي خط العدالة، ثم الكتابة بديوان الإنشاء، وولي كتابة السر للأمير حسين بن محمود باي، وتقدم في دولة المشير أحمد باي ووجّه في بعض المهام إلى الأستانة، ثم كان في ولاية الصادق باي وزيراً للقلم والاستشارة إلى أن استقال سنة 1288هـ وأجري له مرتب إلى آخر حياته.

اشتهر بكتابة (إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان) فيثمانية أجزاء.

له نظم حسن.

1874م-
1291هـ-