تُونسُ الأنس لها شوقي نما
الأبيات 32
تُـونسُ الأنـس لهـا شـوقي نمـا نزهــةُ النفــسِ وروحُ النفــسِ
أهلُهـا اضـحوا نجومـاً في سما ســطَعَت منهــم بعقــدٍ أنفَــسٍ
بلـــدَةٌ طيبَـــةٌ قــد جَمَعــت من وُجُوهِ الحُسنِ ما يسبي الأريب
زانــت الأرضُ بهــا وارتفعــت ولسـكناها غـدا يعنـو الغريب
فضــحت شـمسَ الضـحى إذ لمعـت مـن بعيـدٍ حيـنَ تبدُو أو قريب
كـم لهـا مـن أحـوَرٍ قلبي رَمَى بِفُتُــورٍ مـن نِبـالٍ مـن قيسـي
نـالتِ المرمـى ولـم ينفع حمى لا حمـى مـن فاتـكٍ فـي الأنفُـسِ
يـا رعـى اللَـهُ ليالينـا بها وبـدُورُ الكـأسِ يُبديها النديم
تتهــادى فــي حُلـى أثوابهـا زانـتِ الألـوانُ مـن ذاكَ الأديم
جــاءَتِ اللـذاتِ مـن أبوابهـا هكـذا الشأنُ من العهدِ القديم
فاغتنمهــا وارتشــفها كُلَّمـا لــوَّنت بــالوَردِ خَــدَّ الأكـؤُسِ
واتخـــذها بِســـُرورٍ ســـُلَّما إنَّمــا الـراحَ حيـاةُ المجلـسِ
بيــنَ خِلانٍ بهــم صـَفُو الزَّمَـن عَقَـرُوا الهـمَّ بِسـَيفٍ ذِي فِقـار
لـن تَـرى مـن جمعهـم إلا الأمن وأحــاديثَ علـى صـفوِ العُقَـار
تجـدُ الـرُّوحَ لَهُـم أدنـى ثَمَـن فاشـرَبِ الصرفَ على نقلِ الوقار
وامزجنهــا برحيــقٍ مـن لَمَـى حَــولَ وَردٍ فــي عـذارِ الغَلَـسِ
لا تُـزُوّج بكرَهـا بـابنِ السـَّمَا رَونَــقُ الحُســنِ لهـا بـالعنَسِ
واجــذبِ العُــودَ فَمِـن نَغمَتِـهِ يَفـزَعُ الهَـمُّ إلـى أقصـى مَفَـر
واســمعِ الألحــانَ فــي ذِمَّتِـهِ بِجِـــوارٍ فــي أمــانٍ وَظَفَــر
وانظُــرِ الأوتــارَ فــي لِمَّتـهِ شــَرَكُ الأنــسِ إذا الأنـسُ نَفَـر
واغنَـمِ اللـذاتِ فالصـفوُ نَمَـا بِمُشـــيرٍ نَبتُــهُ فــي تُــونِسِ
أحمَـدَ الباشا الكريمِ الُمنتمى حــامِيَ القُطــرِ لِنَصــرٍ قُدُسـي
مَلِـــكٌ ومــن مُلُــوك ذكرُهُــم ملأَ الغَـــربَ وزادَ المَشـــرِقا
أسســوا المجـدَ وهـذا فجرُهُـم مثــلَ بَـدرٍ فـي نُجُـومٍ أشـرقَا
مِنهُــم الفخـرُ ومِنهُـم بَـدرُهُم قُطرُهـم مـن نَجلِهِـم قَـد بَرَقـا
نَثَــرَ الفَضــلَ وَجُنــداً نَظَّمـا مِثــلَ ذارٍ فــي هَشــيمٍ أسـيَسِ
أتقَـنَ الـترتيبَ فيمـا أحكَمَـا يَجلِــبُ الأمــنَ بِعَيــنِ النُعَّـسِ
فاسـكُنِ الخضـرا وخـامِر خَيرَها والبِـسِ الأمـنَ بهـا والعـافِيَه
واشـكرِ النعمـةَ واعـرِف يُسرَها فهــي للجَاحِــدِ حَقَّــا نـافِيَه
وإذا لامســـتَ أرضــاً غيرَهَــا قلـتَ فـي شـَوقِ لِتِلـكَ الضَّافِيَه
تُـونِسُ الأنـسِ لهـا شـوقي نَمَـا نُزهَــةُ النفــسِ وَرَوحُ النفَــسِ
أهلُهـا أضـحوا نجومـاً في سما ســَطَعَت مِنهُــم بِعِقــدٍ أنفَــسِ
ابن أبي الضياف
6 قصيدة
1 ديوان

أحمد بن أبي الضياف بن عمر بن أحمد بن نصر حفيد المجذوب ابن الباهي العوني، من قبيلة أولاد عون، التونسي، أبو العباس.

وزير، من الكتاب المؤرخين، مولده ووفاته بتونس، ولي خط العدالة، ثم الكتابة بديوان الإنشاء، وولي كتابة السر للأمير حسين بن محمود باي، وتقدم في دولة المشير أحمد باي ووجّه في بعض المهام إلى الأستانة، ثم كان في ولاية الصادق باي وزيراً للقلم والاستشارة إلى أن استقال سنة 1288هـ وأجري له مرتب إلى آخر حياته.

اشتهر بكتابة (إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان) فيثمانية أجزاء.

له نظم حسن.

1874م-
1291هـ-