خذ من أبيك وصايا يا سمي أبي
الأبيات 35
خـذ مـن أبيـك وصـايا يا سمي أبي أنـت الأحـق بهـا قبـل اتصـالك بي
لـم أجـن رغـم رهيـن المحيين على مـن كـان بـي موجدا في أمة العرب
اســتخرجتك يـد الأقـدار مـن عـدم فلـم أكـن فيـك يـا منجي سوى سبب
مــا كنـت إلا لمـن أنشـاك واسـطة فـاعرف حقـوقه واعـرف بعـده نسبي
يا مصطفى الجد من داجي الضلال إلى نـور الهـدى فـاحي منسوبا لخيرني
لـولا الغـزاة لكـانت سـاقس بلـدي لا تــونس وطنــي السـامي ومطلـبي
للــه أســياف عثمــانين منقــذة قطـري وآلـي ومـا جـاءاك فـي حقب
الأول الفحـل ذو النـورين فاتحهـا والآخـر الخـان مـن جـدي إليه سبى
آل الحســين وهـم مسـتوزروه بهـم يـا خزنـداري تثمينـا مـن اللقـب
هـذي أصـولك ألحـق بـالفروع لهـا نسـلا كريمـا بمـا أوتيـت مـن حسب
واخــدم بلادك وارفـع شـأن أمتهـا مـا خدمـة الشـعب إلا أشـرف الرتب
واجعــل لســانك كـالقرآن منطقـه فـــالجنس يحفــظ بــالأخلاق والأدب
وعامــل النـاس لا خوفـا ولا طمعـا بــل احتسـابا يـراه خيـر محتسـب
وأحبـب عبـاده وابغـض فيه منكرهم واسـتنزل الحلـم فيهم موضع الغضب
واسـتعذب المـر واستصـغر مكارهها واصـعد بهمتـك القعسـا مـع الشهب
هـي الحيـاة شـقاء فـاحتمله بهـا مـن جـانب الفضـل إذ لا بد من تعب
إيـاك والـتيه عجبـا والغرور بما يزهـى بظـاهره واربـأ عـن الريـب
واسـتحقر المـوت واستعظمه في جسد وفــي شـعور وعـش للجـد لا اللعـب
وان تصــبيت فـانظر للجمـال وقـل ســبحان واهبــه ســبحان مرتقـبي
شــاهد معاقرهـا وانظـر مقـامرهم كــل تجــرد مــن عقـل ومـن نشـب
وانصـف خصـومك واجعـل منك حاكمهم أولـى بـك الحق داء من شفا الكذب
واكبـح جمـاح الجرشـي قبل كبوتها مـن أهملـت نفسـه ألقته في العطب
وإن تســـمعت فاســتهوتك أغنيــة حـاذر سـقوطك بيـن اللهـو والطرب
صــوت الضــمير إذا تشـدو بلابلـه صــوت الحقيقــة جــذاب لمنجــذب
وفــي الطبيعــة للمجلـي بصـيرته فيهـا من العلم ما يغني عن الكتب
فــاملأ وطابــك بالعرفـان مفعمـة فـي النـاس صـافية أشهى من الضرب
واللبـس مـن الخلق المحمود ضافية تنسـل إليـك الـورى من كل ما حدب
واعمــل بعلمـك مـا يجـديك آخـرة تسـتثمر الغـرس عند المربع الخصب
غـالب عـداك بإسـداء الجميـل لهم وانصـب بـه الفخ أشراكا من الذهب
بالاســتقامة إمــا كنــت منتقمـا مـن حاسـديك فمـا انفكت عن اللهب
وارع الأمومـة فيمـن كنـت مجهـدها حملا ووضــعا وإرضـاعا وأنـت صـبي
واعطـف عليهـا التي شاطرتها كبدي عطـف الشـقيقين محفوظـا من الوصب
أوصـيكما بالـذي أوصـى الالـه بـه فلترعيـــاه وهـــذا غايــة الأرب
أمليتهـا حكمـا بالشـعر فـي نسـق كنــز لحــافظه مــن خيـر مكتسـب
هــذي بنـي وصـاني إن عملـت بهـا نلـت انعطافي كما نلت انعطاف أبي
الشاذلي خزندار
300 قصيدة
1 ديوان

محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار.

شاعر تونسي، أصله من المماليك، نشأ في بلاط تونس، وولي فيه بعض الأعمال، وأقيل أو استقال، في خلال الحركة (الدستورية) إثر موت الأمير محمد الناصر (سنة 1340هـ)، فسلك طريق المعارضة السياسية، مع ما يسمونه الاعتدال، قال أحد الكاتبين عنه: (كان حليف الشعب، وشاعر حركاته، ولو نظرنا في دواوين شعره لأمكننا أن نستخرج تقويماً سياسياً لتونس في نصف قرن).

له (ديوان شعر - ط)، ومسامرة سماها (حياة الشعر وأطواره - ط)، وكان له باع في الأدب الشعبي، وأغان.

1954م-
1373هـ-