يا أمة شهد الكتاب بفضلها
الأبيات 47
يــا أمـة شـهد الكتـاب بفضـلها مــذ قــال فيهـا أخرجـت للنـاس
هـذي الصـحيفة باسـمكم خرجت إلى فلــك الشــعور وعــالم الإحسـاس
سـبحت الصـحيفة باسمكم خرجت إلى باســم الخــبير بحرمـة الأجنـاس
وتــوجهت نحــو العبــاب لخوضـه فــي الحلـتين الحـبر والقرطـاس
كتبــت يراعتهــا علـى أربابهـا إخلاصــها فــي خدمــة القســطاس
ترنـو إلـى العضد المتين أميرها نعــم البنــاء مــدعما بأســاس
مـن سـاس قـومه بالعدالة كان من خيــر الملــوك وخيــرة السـواس
كمليكنــا الــبر الـوفي بعهـده حــر الضــمير السـاطع النـبراس
يـا أيهـا الشـعب الكريـم تيقظا هبــت رياحــك والزمــان مواسـي
كـن في المبادي صادقا وافتح لها نهــج الثبــات وأعيــن الحـراس
كــل لــه وطنيــة يجــري بهــا تيــاره الصــافي مــع الأنفــاس
فاضــرب علـى الأوتـار ضـربة لازب واشـرب مـع الأحـرار نخـب الكـاس
وقـل الشـراب مـع النشـيد مسـوغ وقـل النشـيد مـع الشـراب حماسي
وسـق القلوب الى الموارد واسقها خمـر الحيـاة وجـس نبـض الحاسـي
وقـس الخطـي بيـن النشاوى ضابطا مقــدار مــا تخطــوه بالمقيـاس
واصــعد لمرقــاة العلا متــدرجا فيهــا وحــاذر طفــرة الإرهــاس
وانشـر مباديـك الصـحيحة بينهـم علنــا وقـل هـل مـن فـتى حسـاس
واجهـر بمـا سـمح الزمـان بجهره واســلك بنهضــتهم سـبيل سياسـي
واضـرب بسـهمك بيـن اسـهمهم وقل ســهم الحيــة يشـق قلـب اليـأس
وإذا يكافحــك العصــيب مراسـله قــل هكـذا عنـد الكفـاح مراسـي
وادفـع خصـومك بـالتي ودع السوى يضـرب لهـا الأخمـاس فـي الأسـداس
وامـدد إلـى الضـعفا سواعد رحمة مـا دعهـا الفـظ الغليـظ القاسي
وإذا دعيـت إلـى المـبرة لا تقـل إن العطــــــاء يجـــــر للإفلاس
مــا كـان مكتنـزا لـه إلا الـذي غلـــت يــداه بعقــدة الأكيــاس
فاصــرف لعصـر الراشـدين بصـيرة وانظـر بها الطود العظيم الراسي
كـانوا وكـان الأمـر شـورى بينهم كــانوا وكـان الحـق غيـر مـداس
لبســوا الفضــائل حلـة منسـوجة بــدل الــدمقس فكـن خيـر لبـاس
رفـع المصـاحف في المواقف بينهم قـد صـح فـي الشـورى عليه قياسي
الــدين رائدهــم وهــم حراســه فافتــح عيونــك لات حيــن نعـاس
مــا كــان ربــك مرســلا لمحمـد وقفــا علــى جنــس مـن الأجنـاس
أبقــى كتـاب اللـه بيـن عبيـده مــا شــئتمو فـي تلكـم الأطـراس
هــو مرجـع الإسـلام فـي أحكـامهم نــور الهـدى مـن ذلـك المقبـاس
وبـــه الخلائف خلفـــت آثارهــا كبنــي أميــة أو بنــي العبـاس
ساسـوا الممالـك بالعدالة أينما حلـوا فتـاج العـدل فـوق الـراس
قـس قـول يـا ابن الأكرمين الدين ســوى اليـوم بينكـم بـأي قيـاس
واذكـر أبـا الحسن المحاذي خصمه مـذ قـال لـم كنّيتنـي فـي الناس
قــل هـولاء هـم الجـدود فـدونكم فــي الرشـد سـعي أولئك السـواس
عــار علينـا أن نخـالف خطـة ال آبـــا فتخطــو خطــوة النكــاس
ولــذا ترابطـت القلـوب ببعضـها وتكهربــــت بأشـــعة الإحســـاس
وسـعت إلـى استنهاضها سعي الكرا م فأرضــت الآبــاء فــي الأرمـاس
وأقــامت البرهـان عـن تأهيلهـا فأبــانت الأثمــار فــي الأغـراس
وتتــابعت رسـل الوفـود وخـاطبت أحرارهــم فـي القسـط والقسـطاس
وتكفّلـــت صـــحف البلاد وانهــا نوابهــــــا برعايـــــة الأحلاس
واسـتلفتت نظر المقيم إلى الثما نيــة البنــود وحرمــة الأحبـاس
ألقى الينا السمع في الشكوى كما ألقـاه فـي فحـص العليـل نطاسـي
كــل نعلتــه التعشـم فـي الـذي يبــدو علـى هـذا الحكيـم الاسـي
فاصـدع بما يشفي الغليل فما على مجـري العدالـة في الورى من باس
الشاذلي خزندار
300 قصيدة
1 ديوان

محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار.

شاعر تونسي، أصله من المماليك، نشأ في بلاط تونس، وولي فيه بعض الأعمال، وأقيل أو استقال، في خلال الحركة (الدستورية) إثر موت الأمير محمد الناصر (سنة 1340هـ)، فسلك طريق المعارضة السياسية، مع ما يسمونه الاعتدال، قال أحد الكاتبين عنه: (كان حليف الشعب، وشاعر حركاته، ولو نظرنا في دواوين شعره لأمكننا أن نستخرج تقويماً سياسياً لتونس في نصف قرن).

له (ديوان شعر - ط)، ومسامرة سماها (حياة الشعر وأطواره - ط)، وكان له باع في الأدب الشعبي، وأغان.

1954م-
1373هـ-