الأبيات 28
أتــرى هــل لسـؤالي مـن مجيـب مقنــع فــي رده يشـفي الغليـل
والليــل العقــل عنـي لا يغيـب أفلا يعقبـــه الصــبح الجميــل
مـا لعينـي لا تـرى السر العجيب في اختفاء الروح بالجسم الثقيل
مـا لسـمعي لا يعـي صـوت الرقيب عـم هـذا الكـون أم ذا مسـتحيل
أنـا لا أدري ومـن لـي بـاليقين مــا وجــودي بيـن خلـق وممـات
مـا جـداء العقل في ليل الظنون وهــو ســلطاني لحــل المشـكلات
مـا لروحـي ألفـت سـكنى السجون وهـي نـور كيـف تهـوى الظلمـات
مـن أنـا إنـي إمـام الجـاهلين وقصــارى العلــم عنـدي ترهـات
أنـا أهـوى الظلـم لا أدري لمـا لا أحــب العــدل فيمــا أحكــم
لا أقـــول الحـــق إلا مرغمـــا ولغـــش النــاس جهــدي أقســم
مــن نفـاقي حكـت ثوبـا محكمـا ظـــاهري شـــيء وســري مظلــم
مــن أنــا إنــي مثــال رسـما لبنــــي آدم رســــما يفهـــم
أنــا فــي ســرى لئيــم فاسـق وأمــام النــاس أدعــو للصـلاح
أتقــى الخلــق وأمــا الخـالق فــأرى عصــيانه ســر النجــاح
مـــا أطعــت اللــه إلا واثــق مــن جحيــم مـا لغاشـيه بـراح
مــن أنــا إنــي مثــال نـاطق لــك يــا إنسـان والحـق صـراح
أنـا عـن رغمـي أرى غيـري يسود أو أرى فـي النـاس شخصـا نابها
وبـودي ليـس فـي الـدنيا سـعيد مــا عــداني فأنـا أحـرى بهـا
أتمنـى النـاس لـي مثـل العبيد أن قطيــع الضـان فـي أعشـابها
مــن أنــا إنــي إنسـان رشـيد وقــف النفــس علــى محرابهــا
أنـا إنسـان تـرى أيـن الضـمير أيــن وجــداني وأيـن العـاطفه
أدعيهـــا للــورى ظلمــا وزور وهــي منــي قــد تـولت خائفـة
أنــا وحــش أنـا شـيطان نكيـر أنـا مـن شـب الحـروب الخاطفـة
وأنـا الإنسـان ذو العلم الغزير واخــتراع الطــائرات القاذفـة
مـن أنـا مـاذا اسـتفاد العالم مـن وجـودي ليـت حـوا لـم تلـد
وأنـــا أنـــت كلانـــا ظــالم لا يحـــب الحــق غــاو مســتبد
ضــــجت الأرض وربــــي عـــالم أنهـــا ضــاقت بإنســان فســد
علــى طوفانــا عليهــا عــائم يــذهب الرجـس فقـد طـال الأمـد
إبراهيم الأسطى عمر
44 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.

شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.

وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.

1950م-
1370هـ-