الأبيات 40
جئت يومــا أســأل المــر آة عـــن شخصــي الصــريح
علنـــــي أدرك كنهـــــي فـــأرى جســـمي وروحـــي
فـــــأرتني وامصـــــابي منظـــر الخلــق القبيــح
إن أكـــن حقــا كمــا أب صـــر ويحــي ثــم ويحــي
لـم أجـد فـي لوحـة المـر آة إنســـــانا ظريفــــا
كالـــذي قـــالوه عنـــي بـــل أرى شــبحا ســخيفا
ظهــرت فيــه معـاني الـش شـــر ألوانـــا ألوفـــا
فبــدا فــي صــورة الشـي طـــان مخلوقـــا مخيفــا
هكـــذا حقـــا أنـــا أم يـــا تـــرى زاغ البصــر
أم تــرى المـرآة مـن عـا داتهـــا مســـخ الصـــور
أنـــا ممســـوخ لوحـــدي أم تـــرى كـــل البشـــر
إن يكــن كــل بنــي حــو واء مثلـــي يـــا خيـــر
هكــذا الإنسـان فـي الـدن يــا إذا شــئت الحقيقــة
خاضــع للطبــع وهـو الـش شـــر لا يعـــدو طريقـــه
إن يحــــد عنـــه فخـــو ف أو حيــــاء لا خليقـــة
بئس رأي الشـيخ فـي النـس ل ألـــم يلـــق عقـــوقه
لا أرى إبليـــس بعـــد ال يـــوم يســـعى للغوايــة
فلقــــد أتقـــن تعلـــي م بني حواء تمثيل الرواية
فأقــاموا لارتكــاب الــن نكـــر أســواق الدعايــة
واســتراح الحــائق المـل عــون منــا فـي النهايـة
عجبــــا لـــي ولغيـــري كيـــف نرضـــى بالنفــاق
وأنــا والغيـر فـي السـو ء علـــى حســـن الوفــاق
فترانــا عنــد ذكـر الـد ديــن نصــغي فـي اشـتياق
بينمــا نحــن مــن الـدي ن جميعـــــا فـــــي طلاق
فلمـــــاذا نـــــدعي زو را وبهتانــا بأنـا فضـلاء
وورثنــا الحكــم فــي ال أرض لأنــــــــــــا عقلاء
واكتشـــفنا كـــل مجهــو ل لأنـــــــا حكمــــــاء
بينمـــا نحـــن شـــياطي ن خبــــــاث أشـــــقياء
لســت أدري السـر فـي خـل قــي علــى هــذا الغـرار
ظــامئ النفــس إلــى الإج رام والغــــدر شــــعاري
دائبـــا أســـعى وراء ال فســـق ليلـــي ونهـــاري
وزميلــــي قـــال عنـــي إننــــــي عـــــف الإزار
أنـا لا أذكـر مـا فـي الن نفــس عنــدي مــن شــرور
فــــإذا قلـــت ضـــميري فهــــو بهتــــاني وزوري
أو ترانــي داعيــا للخـي ر فـــانظر فـــي مصــيري
قـد تجـدني سـاعيا في الش شـــر جهــدي فــي ســرور
فـــإذا مــا كنــت ممــا قلـــت فــي شــكل مريــب
فاســأل المــرأة قـد تـن بيــك عــن كــل العيــوب
إن تكـــن مثلـــي فقــدم نـــي وعــرج مــن قريــب
وإذا خـــــــــالفتني أن ت ملاك يـــــا حبيـــــبي
إبراهيم الأسطى عمر
44 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.

شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.

وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.

1950م-
1370هـ-