الأبيات 11
مــن لــي الهـي بصـبر فـي ملمـاتي في الحال منها وفي الماضي وفي الآتي
خلقتنــي شــاعرا لـو مـر بـي ملـك خـاف عـن العيـن لاسـترعى انتباهاتي
أو غـرد الطيـر فـي الأحـرش مـن طرب أو حرقـــة لغــدت تؤســيه آهــاتي
أو هبــت الريــح هونـا أو بزوبعـة أو قصــف رعــد وبــرق فــي دجنـات
أو زمجــر البحــر والأمـواج هائجـة أو أرســلت شــهبها زرق الســماوات
لحســـت الــروح فــي كــل مــآثره وأظهرتهـــا شــعورا فــي بويتــان
مـن أيـن لـي الصـبر والأحداث قاطبة خلقتهـــا لتعكـــر صــفو ســاعاتي
فـي السـوق فـي الـبيت في نومي وفي سـهري في ثورتي في سكوني في خيالاتي
فـي الـدار فـي الحان في الأفراح في مرحـى بيـن الريـاض وحتى في صلاواتي
فـي كـل هـذا أرى شـبح الشـقاوة ما ينفــك يتبعنــي فــي كــل أوقـاتي
وارتجــي عبثــا يومــا أعيــش بـه قريــر عيــن فلــم أطلـب بتـاراتي
إبراهيم الأسطى عمر
44 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.

شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.

وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.

1950م-
1370هـ-