الله أكبر والتكبير من دأبي
الأبيات 26
اللـه أكـبر والتكـبير مـن دأبي إذا اعـتراني ما يدعو إلى العجب
قـل لـي بربك ما هذا النداء وما هـذا الـذي جعـل الأقـوام في طرب
ماجـد في الشرق قل إني أرى عجبا فــي كــل عاصــمة عيـد بلا سـبب
دار الســلام بهــا الأعلام خافقـة وجلــق ظهـرت فـي ثوبهـا القشـب
ومصــر أحسـبها والبشـر يغمرهـا مجموعــة نسـقت مـن لامـع الشـهب
وعـدن فـي حسـنها صـارت كجنتهـا والأرز مـن فخـره يعلو على السحب
أمـا الريـاض فقـد حاكت ببهجتها مـا قيـل عـن جنة في أشرف الكتب
وفـي فلسـطين هـذا اليـوم منقطع نظيــره بهجـة فـي سـائر الحقـب
عمـان يـا حسـنها والعيـد مزدوج والنهـر مـن طـرب فـي شبه مضطرب
والقـوم فـي كـل قطر للعروبة قد علاهـم البشـر بعـد الغـم والنصب
وفــي نـداءاتهم تمجيـد وحـدتهم وفــي قلــوبهم شـيء مـن الغضـب
إن زال مــوجبه زالــت بــوادره وإن يظــل فــإن الحكــم للقضـب
الآن آمنــت هـذا العيـد يعصـمنا مـن التفـرق أو مـن حكـم مغتصـب
اللـه أكـبر هـذا اليـوم للعـرب عيـد لوحـدتهم فـي القصـد والأدب
عيــد بـه وقعـوا ميثـاق جامعـة توحـد العـرب فـي قصـد وفـي طلب
وشـيدوا ركنهـا العـالي وغايتهم توحيـد ضـاد ونعـم الرمز من نسب
وحققــوا أملاكــم كــان ينشــده أمثــال فيصـل ذي ملـك وذي نشـب
لـــو أن معجــزة للــه تبعثــه حيــا لأعجــب بــالعزام والنجـب
مـن البهاليـل أبناء العروبة من جـاءوا بمعجـزة فـي وحـدة العرب
لـو أن غـايتهم فـوق النجوم لما أعيتهــم وأتـوا للقصـد بالسـبب
يـا بـارك اللـه فيهم من جهابذة صانوا الكيان من التصديع والعطب
إن العروبــة مـا دامـت تمجـدهم جـدت إلى الجد أم خفت إلى اللعب
أبنـاء يعـرب هـذا العيـد مرحلة قطعتموهـا فجدوا السير في الطلب
فعصــرتا قلــب خطــوا طريقكــم وحـاذروا مـن وعود الزور والكذب
لا ترجعـوا أبـدا سيروا بنا قدما إلـى الأمـام فـإن الـوقت من ذهب
نشــيدنا دائمـا فـي كـل مرحلـة الحـق للسـيف ليـس الحـق للكتـب
إبراهيم الأسطى عمر
44 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن عمر الكرغلي، الأسطى.

شاعر ليبي من قبيلة (الكراغلة)، كان في أطوار حياته أشعر منه في نظمه، ولد في درنة (من مدن برقة) ونشأ يتيماً فقيراً يحتطب ليعيش هو وأمه وأخوات ثلاث له، عمل خادماً في محكمة بلده، فلقنه قاضيها دروساً مهدت له السبيل لدخول مدرسة في طرابلس الغرب، فحاز شهادة (معلم) سنة 1935 ورحل إلى مصر وسورية والعراق والأردن، يعمل لكسب قوته، وأنشأ المهاجرون الليبيون في مصر جيشاً لتحرير بلادهم في أوائل الحرب العالمية الثانية، فتطوع جندياً معهم، وقاتل الإيطاليين، وترك الجيش بعد ثلاث سنوات 1942 وعاد إلى ليبيا فعين قاضياً أهلياً، في محكمة الصلح، بدرنة، وترأس جمعية (عمر المختار)، ونقل إلى مدينة (المرج) وحرّمت حكومة برقة على الموظفين الاشتغال بالسياسة، ولم يطع، فأقيل (1948) وعاد إلى درنة وانتخب نائباً في البرلمان البرقاوي (قبل اتحاد ليبيا) فحضر جلسة افتتاحه، وبعد أيام أراد السباحة في شاطئ درنة، فمات غريقاً، وأقيم له نصب تذكاري في المكان نفسه.

وللسيد مصطفى المصراتي، كتاب (شاعر من ليبيا- ط) في سيرته وما اجتمع له من نظمه.

1950م-
1370هـ-