ما بالرزايا وما بالنأيِ من باسِ
الأبيات 34
مـا بالرزايا وما بالنأيِ من باسِ إذا صـفا لـك مـا تهوى من الناس
وطـابَ عيشـك فـي أمـن وفـي دعَـةٍ وديـــر بينــك والخلّان بالكــأس
ولـم يحـل دون مـا يمّمـت داهيَـةٌ مــتى تجاوزُهـا مـن شـدّة البـاس
وقـد قضـى اللّـه في صنعا بأقضية يقضـي العجـائب منهـا كـلّ مكياس
جـاءت بكيـل فحطّـت فـي جوانبهـا واســتوثقَت فـي نواحيهـا بحـرّاس
وقطعــت ســبل السـاعين واتخـذت مــن بغيهــا كــل جبّـاء ومكّـاس
ظلمــا وبغيـا وعـدوانا بلا سـبب رمــاهمُ اللّـه بالضـراء والبـاس
وزاد مــا بهــم غيظــا لغيظهـم وصـــولنا لجنــاب منــك ميّــاس
نتلـو الحنيفيّـة السمحا إلى جهة قـد أطلـعَ الـدهرُ فيها كلّ أنحاس
وفـد الإمـام الـذي خاضـت صواعقُهُ صــدورَ كــلّ شــريف كـابن عبّـاس
سعد السعود سعود المرتضى فلك ال عليـا إلـى فلـكٍ مـن غيـر إمراس
صــعب البديهـة لا تكبـو قـوادحهُ عنــد الخطـاب ولا يعنـى بوسـواس
ضـخم الدسـيعة قـد عمّـت فواضـلهُ شــرقا وغربــاً وأغنَـت كـلّ مفلاس
مـا البحـر والقطر إلّا من فضائلِه قـد كوّنـا وهـو بحـرٌ غيـر مقياس
كالشــمس عــمّ ضـياه كـلّ ناحيـةٍ مــن البلاد مقيمــا غيــر خنّـاس
تـرى العفـاة بأرجـا داره حلقـا مـن كـلّ قطـر حـداهم قاتمُ الباس
فيرحلـــون بمـــنّ لا أذاء بـــه مــن الرغـائب فـي أمـن وإينـاس
مـا بالغضـنفر مـن بـأس كنجـدته يــوم الهيـاج أبـيّ غيـر مشـماس
أعـدا الزمـان علـى أبنائه حربا وقــادهم بصــفا قلــب وإحســاس
ذلــت أكاســرة الـدنيا لهيبتـه وأقبلـت نحـوه سـعيا علـى الراس
جــاء الجمـالُ علـيّ طالبـا ثقـةً فأســعدوه بــأمن غيــر متعــاس
فيــه السـلامة والإنعـام للضـعفا وللرعايــا وللمنصـور ذي البـأس
الهاشــميّ أبـي الأملاك مـن شـهدت كـل الأنـام بعـدل منـه في الناس
الفــاطميّ كريـم المحتـدى نسـبا أطـــاعه كـــل قـــوّاد وســوّاس
مـن كـان فـي يمن الدنيا له رهج ودولــةٌ تسـتذل الصـعب بالقاسـي
مـا سـاد أبنـاء صـنعا مثله ملك ولا تلـــى خــبرٌ عنــه بقرطــاس
يعطـي الرغائبَ من قبل السؤال له ويســتفيد ثنـاء النـاس باليـاس
عـلّ الإمـام يـرى أحوالنـا فـإذا يثنـي العنـان فيهـدي طيب أنفاس
فإنّنــا فــي شــبام بئس منزلـةً كنـــا بهـــا حلــف إبلاس وإفلاس
لا نســتطيع خروجـا مـن دويرتنـا كأنمــا نحــن فـي مسـجان حبّـاس
لا نستضــيء بنــور نســتريح بـه ولا تروحّنــــا ريـــح بنســـناس
فعـــل مضــارع لا ســين تنفســُه ولا يســـوّف مـــن ســوف بــإبلاس
فيرسـل الجنـد تحمينـا وتمنعُنـا مــن شــرّ كـلّ عـدُوّ فـاجرٍ قاسـي
ثـم الصـلاة علـى المختـار سيّدنا مــا حــنّ رعـدٌ بترحـابٍ وإبجـاس
ابن بُشيّر الإحسائي
5 قصيدة
1 ديوان

عبد الله بن مبارك بن عبد الله بن حمد بن راشد بن بشيّر الإحسائي المالكي.

وزير، من الشعراء الكتاب، ولي الوزارة لثلاثة من أصحاب الأحساء، مولده ونشأته فيها، رحل رحلة واسعة، تنقل فيها في ممالك الفرنج، فتعلم هناك صنايع عديدة، وعاد منها إلى العراق وحظي عند ملوكها وهو في سن الشباب، ثم عاد إلى الأحساء، ولما استولى سعود عليها سنة 1210هـ كان فيمن أخذهم معه إلى الدرعية من أعيانها، وولي كتابة الرسائل وكان في الوفد الذي أرسله إلى إمام صنعاء سنة 1222هـ، له (رسالة في مسألة إجبار اليهود على التقاط الأزبال).

1807م-
1222هـ-