الأبيات 29
تخَطّــت منــك قافيــةٌ عشـاء فـأخطت فـي مناهجهـا السواء
وقـد زعمـت وفـاءً مـن أبيها لقـد كـذبت ومـا ألفـت وفاء
ولا بــرقٌ ولا ابتســمت ليـوثٌ ولا دمـع لمـن أهـدى الثنـاء
ولا حــمّ الطريــق لســالكيه فيثنـي عـزم مـن عزم اللقاء
وقـد طلـع الهـدى من كل وجهٍ عليكـم طلعـة تـبري العمـاء
تبـدّى مـن حمـا نجـد إليكـم وأشــرق فــي ديـاركم سـناء
ومـا استبصـرتمو منـه برشـد ومـا استضـويتمو منـه ضـياء
وقد حان الرحيل وما ارعويتم ومــا استسـقيتمو منـه رواء
فمـا هـذا التمادي والتواني ونبــــذكم حفائظنـــا وراء
وقـد زعـمَ المخبّـرُ مـن قريبٍ بأنّــا حيــث يطّلـع الـبراء
ســنرحل عــن ديـاركم ولمـا يمينـا بالـذي سـمك السـماء
لئن زمّـت ركـابُ الوفـد عنكم وألفيتــــم منـــازلهم خلاء
ليعقبنــا عليكــم كــلّ رزءٍ يسـيل الـدمع منكـم والدماء
أفيقـوا مـن ضـلالكم أفيقـوا ولا ترجـــوا لعزّكــمُ بقــاء
تســافهتم بنـا ولـذاك عيـبٌ تســافهكم بمـن حـلّ الفنـاء
مـتى حـرم المـرور لقا حبيب مخافـة كاشـح يبغـي الـرداء
فــذالك مســكن لا خيـر فيـه ولا للســـاكنين بــه حيــاء
وأرض اللّــه واســعةٌ ففيهـا تجــد بـدلا وعـن ضـيق فضـاء
وإحسـانا إلـى كـلّ الرعايـا ودفعـا عـن حياضـهم القـذاء
وأمنـا فـي البلاد وخصـب عيش وعــدلا واســعا يكفـي البلاء
وفعلا للأوامـــر واجتنابـــا وبحثـا فـي العلوم لمن يشاء
ومـن يبـغ المقـام بأرض قوم يــرى سوّاســَهم بقـرا وشـاء
عـذيري منـك إنـي لسـت أدري أحقـا مـا أرى بـك أم جفـاء
تقاعـدت الرجـال عن المعالي وأعطــوا جانبـا عنهـا وراء
أسـائل مـن لقيـت فلم أوافي بـــداركم دوى إلّا العنـــاء
وحيَهلا بــــأرض ســــاكنوها يوافــون السـعادة والهنـاء
وإحســان الصـنيع لكـل سـاع تجـاوز مـن ديـارهم البنـاء
وكلا قـد بلـوت فلـم أجـد في غــرائر رحــل داركـم دهـاء
وهـا أنـا قد أشرت فهل مصيحٌ يصــدّقُ مـن نصـيحتي البنـاء
ابن بُشيّر الإحسائي
5 قصيدة
1 ديوان

عبد الله بن مبارك بن عبد الله بن حمد بن راشد بن بشيّر الإحسائي المالكي.

وزير، من الشعراء الكتاب، ولي الوزارة لثلاثة من أصحاب الأحساء، مولده ونشأته فيها، رحل رحلة واسعة، تنقل فيها في ممالك الفرنج، فتعلم هناك صنايع عديدة، وعاد منها إلى العراق وحظي عند ملوكها وهو في سن الشباب، ثم عاد إلى الأحساء، ولما استولى سعود عليها سنة 1210هـ كان فيمن أخذهم معه إلى الدرعية من أعيانها، وولي كتابة الرسائل وكان في الوفد الذي أرسله إلى إمام صنعاء سنة 1222هـ، له (رسالة في مسألة إجبار اليهود على التقاط الأزبال).

1807م-
1222هـ-