أهلا وإن لم تَقُم أهلاً بما وجَبا
الأبيات 32
أهلا وإن لــم تَقُــم أهلاً بمـا وجَبـا بطــالعٍ قــد تَجلَّـى بعـدما احتجبـا
أهلا ببــدرٍ ســَما كـلَّ البـدور بمـا لـه مـن الفخـر والتشـريف قـد وُهِبا
هلالِ شــهرِ ربيـع السـَّعد مُظهـرِ نـورِ الفضـلِ أفضـلِ مَـن يـاتي ومَـن ذهبـا
أعظـم بـه مولـداً إيـوانُ كِسـرى لـه وهــي قــد عــدمت نيرانُـه اللهبـا
وصــُدَّت الجــنُّ فيــه عــن مقاعـدها فحيثمــا نظــرَت ألفَــت بــه شـهُبا
وســُرّض سـائرُ مـا بالسـَّبع مِـن مَلَـكٍ وســـُرَّت الأرضُ فــاهتزت لــه طربــا
لِــم لا تُسـرُّ وقـد فـازت بمولِـد مَـن قـد كـانَ فـي نشـرها مـن طيِّها سبَبا
أَســمى الأنــامِ يـداً أعلامهـمُ عَـددا أزكـــاهمُ مـــدداً أَرقــاهمُ نســَبا
مــولى أحــقُ بمـا قـد قـال ذو أدبٍ ففـي معـانيه فـاقَ العُجـمَ والعربَـا
مَـن كـادَ يحكيـه صـوبُ الغيث مُنسكِباً لـو كـان طلـقَ المحيّـا يُمطرُ الذَّهبا
والدهرُ لو لم يَجر والشمسُ لو لم تَزُل والبـدرُ لـو لم يَغِب والبحرُ لو عذُبا
هـدى بـه اللـهُ للـدين الحنيفـيِّ مَن يَـــراه معتـــدلاً للحـــق مُنجــذِبا
فاســتبحرت شـِرعةُ الإسـلام وانتشـرت أنباؤهــا ونَضــَت أنوارُهـا الحُجبـا
وأيــدت بظهــور المعجــزات الــتي أرضـت مُنيبـاً وأردَت مـن جَفـا ونبـا
مـولىً مَفـاخرُه البحـرُ المحيـطُ الذي يَحـار منـه بجـزءِ الجـزء مَـن كتبـا
مَــن حَبَّــه حُبَّصــدقً نــال َ منزلــةً فــوق المنـى ورأى مِـن فضـلِه عجبـا
ومــن أحــبَّ بنيــهِ الأكرميــن نجـا يـوم اللقـاء وحـاز السـُّؤالَ والأربا
أخــصُّ منهــم مليــكَ العصـرِ سـيِّدَنا أبـا المحاسـنِ أَوفـى المعظَميـن حِبا
مــولاي يوســفَ مَـن راق الزمـانُ بـه لمــا غــدا مُلكُـه فـي ثغـره شـنِبا
عِــزُّ الإمامــة فـذُّ الـوقتِ فـي همَـمً شــُمٍّ وفــي كــرم قـد سـَح وانسـكبا
أرعـى العدالـةَ طُـرقَ الجـدِّ فاعتدلت قناتُهــا ونفـى عـن سـوحِها اللعبـا
وأرشـــدَ الكــلَّ للاصــلاح فانتُــدبت معــالمٌ كـان عنهـا الغـربُ مغتربـا
واســتعجلَ الأمـنُ فـي أرجـاء مملكـةٍ قــد قلِــدَت ملكــاً للخيـر مُقترِبـا
بالعــدلِ متَّصــِفاً بــالحق مُنتصــفاً للظلـــم مُجتنِبـــا للــه مرتقِبــا
مَـن قـام فـي ليلـةِ العيـد السـعيد بمعــروفِ العـوائد للرحمـن مُحتسـِبا
وأجــزلَ الفضـلَ للجـمِّ الغفيـرِ بهـا فكــانَ لِلحمــد والشــُّكران مُكتسـِبا
مــولاي يهَنيــكَ عيــدُ عـائد بالـذي ترضــاهُ مقتعـداً فـوق السـُّها رُتَبـا
ودمــتَ بالنَّصــر والإعــزاز مشـتمِلاً وكــلُّ مــا تَـبيتغي تُلفيـه مُقترِبـا
ودمــتَ مــولاي مســرورا كـذاك بمـن بالجِــد والصــدق والإخلاص قـد حُجِبـا
بجــاهِ جـدِّكَ خيـرِ الخلـقِ مـن شـهِدت بــالعجِز عــن وصـفِه مَـدراكُ الأدبـا
صــلى عليــه إلاهُ العـرش مـا سـبَّحت بــذِكرِه ألســُنُ المُــدّاحِ والخُطبــا
والآِل والصــحب مــا جــرّت مصــافِحةٌ ذيلاً علـــى زهــر الأقــاح منســحِبا
عبد الله الفاسي
8 قصيدة
1 ديوان

عبد الله بن عبد السلام بن علال الفاسي الفهري، أبو محمد.

العلامة الوزير، شاعر عالي الهمة، له في الفخر والحماسة، مداح هجاء، مولده ووفاته بفاس، تعلم بالقرويين، وتقدم عند السلطان الحسن ثم المولى عبد الحفيظ، وعيّن سفيراً بفرنسا، ثم تقلد القضاء بفاس قريباً من ثلاث سنوات، ولما ولي المولى يوسف عينه للوزارة مع أخيه، وخليفته بفاس.

له أدب وشعر وتآليف، منها (سلوك الذهب الخالص الإبريز في بيعة السلطان عبد العزيز- ط)، و(المسك البهي الحسن في بعض ما كان يحسنه من العلوم مولانا الحسن- خ) ثمانية كراريس عند ولده الأستاذ محمد العابد.

1930م-
1348هـ-